السبت 10/مايو/2025

أسبوع اللاجئ الفلسطيني الثالث في أوروبا

أسبوع اللاجئ الفلسطيني الثالث في أوروبا

بدأ في العاصمة البريطانية – لندن – يوم الـ18 من يونيو الجاري أسبوع اللاجئ الفلسطيني الثالث في أوروبا، ويستمر الأسبوع حتى غاية الـ24 من يونيو الجاري، ويتنقل ما بين لندن وبروكسل وجنيف. يشارك فيه عدد من البرلمانيين البريطانيين والأوروبيين إلى جانب عدد من المختصين من أبناء فلسطين في الشتات، والهدف منه هو التركيز على قضية اللاجئين، وحقهم في العودة وتوفير الحياة الكريمة لهم إلى أن تتم عودتهم إلى وطنهم.
تشهد جنيف في اليومين الأخيرين نشاطات تركز على حالة اللاجئين الفلسطينيين في العراق أو الذين أرغموا على مغادرة العراق في أثر الهجمات التي تعرضوا لها من الميليشيات والتي تسببت في مقتل المئات وتشريد نحو ثمانية عشر ألفاً منهم – حيث يقيم في سوريا منهم حالياً نحو ثلاثة آلاف – وقد هجر منهم إلى أوروبا الكثير، كما أن قسماً منهم هجروا بواسطة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إلى تشيلي والبرازيل من مخيم الرويشد في الأردن.
معاناة فلسطينيي العراق تعد أشد قسوة من اللجوء الأول في عام 1948.. ففي اللجوء الأول وجد الفلسطينيون من يرحب بهم من أشقائهم العرب. لقد كان عدد فلسطينيي العراق عام 1948 نحو خمسة آلاف ازدادوا في عام احتلال العراق (2003) إلى نحو خمسة وعشرين ألفاً. وفي العامين 2006 و2007.. وتخلصاً من الموت والسجن والمهانة غادر الآلاف منهم العراق (معظمهم) بجوازات سفر عراقية مزورة.
إنهم هاجروا إلى ماليزيا والهند وأستراليا وإندونيسيا والسويد والنروج والولايات المتحدة وكندا.. ومنهم من تشتتت أسرته مثلاً: الأب والأم في سوريا وأحد الأبناء في السويد والثاني في ماليزيا والثالث في قبرص. وعلى ذكر قبرص يعاني فلسطينيو العراق هناك الأمرين، مثلهم مثل من هجرتهم المفوضية إلى البرازيل وإيطاليا، حيث المهانة وشظف العيش والتهديد بإعادتهم إلى العراق بعد أن فقدوا كل ما كانوا يملكونه بالهجرة على نفقتهم أحياناً.
المأساة الإنسانية تتعلق بمئات الأسر من فلسطينيي العراق، ومنهم من بقي تحت الخطر في العراق وهم بحدود خمسة آلاف فلسطيني.
لقد عانى هؤلاء الكثير: هل أضرب أبسط وأيسر وأحسن حال من سواها من الحالات؟ شخصياً: أحد أولادي مع أسرته في قبرص مهدد بالترحيل. الثاني في الولايات المتحدة مع أسرته والثالث في معسكر بأوسلو انتظاراً لرحمة التحاقه بزوجته اللاجئة في أوسلو، وهو يعاني هناك منذ نحو عام. إحدى شقيقاتي في السويد مع أسرتها ولدي ابنة متزوجة في الأردن ولدي أطفال في العراق، وهناك اثنان في دمشق.
المفوضية أيضاً تقصر في حق هؤلاء. فمثلاً نقل أخي إلى كاليفورنيا بصحبة عائلته وولدي إلى هيوستن في تكساس مع أنهما متزوجان من شقيقتين، ولكم هي شاسعة المسافة بين الولايتين.
لكن ما هو أقسى أن ينطق الحال الفلسطيني ليقول: أين حقي في وطني؟ أين القرارات الدولية التي تعترف لي بحقي في العودة؟ هل يظن الصهاينة أننا نسينا فلسطين؟ حفيدي الصغير الذي لم ير فلسطين لا هو ولا والده يحلم بالعودة إلى قرية جده (عين حوض) في كرمل حيفا. فلسطين: كل فلسطيني مسكون بها وهي لن تبرحه بل يورثها لأنجاله مع الجينات الوراثية حتى تعود إلى ذويها الدار – والدار هي فلسطيننا من النهر إلى البحر.
أخيراً، هل أقول: أين هي حقوق أولئك الذين ينامون في الصحاري مع العقارب والأفاعي انتظاراً لأن تؤدي المفوضية السامية لشؤون اللاجئين دورها في نقلهم إلى مكان آمن لعيش كريم انتظاراً لاسترداد حقهم في أراضيهم ووطنهم فلسطين؟
* كاتب فلسطيني
[email protected]
صحيفة الوطن العمانية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات