الإثنين 12/مايو/2025

و الأسرى تنتظر …

ناصر ناصر

“المقاومة تنتصر والحصار ينكسر” هي كلمات مجد وفخار معبرة عن تقدم المقاومة رغم كل الظروف، ولا بد أن تتبعها: (والأسرى ما زالت تنتظر)، وليسأل بعد ذلك كل أهل الوفاء من أحرار فلسطين: إلى متى سيظل هؤلاء الأسرى ينتظرون؟ وخاصة أولئك الذين أمضوا سنوات طويلة من أعمارهم في السجون بلغت لدى العشرات بل المئات منهم عشرين عاما، بل خمسة وعشرين عاما بل تسعة وثلاثين عاما من الصبر والانتظار.

ألم تعد مقولة “الأحرار يحاولون ويسعون.. فماذا يفعلون أكثر من ذلك ؟”.. غير مناسبة للواقع المرّ والطويل لهؤلاء الأسرى؟ فشرف المحاولة عظيم، ولكنه لن يبقى كذلك إن لم يتحقق الهدف الممكن والمعقول بعد مضي سنين طوال، وكثرة المحاولات بدون نتائج.

يدرك الأسرى والناس أجمعون قد حققت العديد من الإنجازات الكبيرة في مجال تحرير الأسرى وصفقة وفاء الأحرار الأولى خير دليل على ذلك، ولكنها لم تستطع أن تشمل كل من يجب أو يمكن إطلاق سراحهم، وتركت – لظروف خاصة – الكثير منهم ممن كانوا أمضوا حينها أكثر من عشرة بل خمسة عشر بل عشرين عاما في السجون، والمجاهد المقدسي محمود عيسى مثال واحد على ذلك، وأقسم الأحرار لحظتها وتعاهدوا على ضرورة إطلاق سراحهم في صفقة قريبة أخرى، ولكنها لم تأت حتى الآن رغم مرور سبعة أعوام سمان من الحرية وعجاف من القيد والأسر والحرمان.

الانتظار والترقب بصبر وإيجابية لساعة الفرج أو للحظة الوفاء الثاني لأحرار المقاومة الصادقة هو واجب الأسير الذي يمارسه يوميا داخل مقابر الأحياء، متسلحا بما جاء في الأثر “خير العبادة انتظار الفرج”، وفي مقابل هذا “فالانتظار” محرم في أغلب الأحيان على الأحرار الذين هم أهل المبادرة والمبادأة والإبداع مصداقا لقول الحق تعالى: “ادخلوا عليهم الباب…”، فمن بدأ وصل، ومن بادر أنجز، ومن أبدع وفاجأ أوجز، وتحكم على الأرجح بكثير من قواعد اللعبة وسير الأمور.

ينتظر الأسرى ببالغ الأمل إبداعات شعبهم الفلسطيني لوسائل وطرائق جديدة لوقف معاناتهم فورا، وإطلاق سراحهم والمسارعة في إنجاز وعد الأحرار في “صفقة الوفاء الثانية”، تماما كما فعل أحرار قطاع غزة الصامد عبر إبداعات ونشاطات وفعاليات مسيرة العودة، فبعد سنوات الإنغلاق والحصار اكتشف المبادرون وابتدعوا وسائل البالونات والطائرات الحارقة وغيرها مما أجبر الاحتلال الغاشم للتراجع، ثم للقبول ولو ببعض شروطهم العادلة، وليصدق فعلا قولهم وشعارهم “المقاومة تنتصر.. والحصار ينكسر”، وزيادة على ذلك وبمبادرتنا وإبداعنا لن نترك الأسرى بعد الآن تنتظر. فهل هذا هو حقا ما سيحدث؟ إن شاء الله.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات