الجمعة 16/أغسطس/2024

محلل سياسي: أمريكا تواصل “ملهاة الهدنة”.. وحماس أظهرت مسؤولية ومرونة عالية

محلل سياسي: أمريكا تواصل “ملهاة الهدنة”.. وحماس أظهرت مسؤولية ومرونة عالية

الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام

على الرغم ممّا أعلنته الإدارة الأمريكية في تعليقها على ما تمخض من مفاوضات الدوحة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى ووصفها بأنّها “مثمرة للغاية”، ومن أكثر المحادثات البناءة التي أجرتها الأطراف منذ أشهر، إلا أنّ حركة المقاومة الإسلامية حماس – وفقا لمصادر قيادية – ما زالت ترى المقترح الأميركي الجديد يستجيب لشروط الاحتلال ويتماهى معها.

ويرى مراقبون ومحللون سياسيون أنّ المحادثات الأخيرة ما هي إلا مواصلةٌ لما يوصف بـ”الملهاة” التي لن تحقق صفقة ولن توقف العدوان على غزة؛ إلا من مساعٍ أمريكيةٍ حثيثةٍ لشراء المزيد من الوقت ومنع نشوب حربٍ في المنطقة مع استمرار تلويح إيران وحلفائها بردٍ قاسٍ على عمليات الاغتيال الأخيرة التي أقدم عليها العدوّ الصهيوني.

بدوره يرى الكاتب والمحلل السياسي فرج شلهوب – في تصريحاته للمركز الفلسطيني للإعلام – أنّ مفاوضات الهدنة التي جرت مؤخرًا، كشفت عن رغبة أمريكية جامحة لتبريد حدة الصراع ما بين إيران وإسرائيل على خلفية عملية الاغتيال التي قام بها العدوّ الصهيوني، وانّ إيران ما زالت تتوعد بردٍ شديدٍ هي وحلفاؤها في لبنان واليمن.

وتابع بالقول: إنّه كان واضحًا أنّ محادثات الهدنة يوم الخميس كانت برغبة أمريكية لتبريد الأوضاع، ووضع شروط وظروف معينة، تجعل من الرد الإيراني مسألة صعبة، إذ كيف يمكن أن تذهب إلى رد انتقامي إن كان هناك إمكانية لوقف الحرب في غزة، وأن تصل الأمور إلى وضع هو المرغوب والمطلوب من مجمل القوى المتعاطفة مع غزة ومقاومتها.

وأشار شلهوب إلى أنه ومنذ مرحلة مبكرة كان هناك رغبة أمريكية سياسية جدية للانفتاح على حل والغاية هو تبريد المشهد ووضع بعض المعوقات أمام أي ردود إيرانية أو من حلفائها ضد الكيان.

وتابع بالقول: نعم هناك رغبة أمريكية داخلية أن تصل الأمور إلى عقد صفقة، لأن أمريكا تحتاج لمثل هذه الصورة، لا سيما وأن إدارة بايدن التي تخوض الانتخابات الرئاسية بمواجهة مع ترامب، تدرك تماما أن قدرتها على إنجاز صفقة في هذا التوقيت يمكن ان توقف الحرب وتخرج ما يسمونه بالأسرى الإسرائيليين، أن هذا سوف يسهم الحقيقة في رفع أسهم الإدارة الديمقراطية في الانتخابات القادمة.

واستدرك شلهوب: نعم إدارة بايدن تراهن والإدارة الديمقراطية على الوصول لصفقة لإنعاش فرصتها بالفوز في الانتخابات المقبلة.

وبين مساعي وقف الحرب وزيادة فرص الفوز في الانتخابات ينطلق النشاط الأمريكي الجديد، فالأول يمثل الرغبة الأمريكية بالاستفادة مما يجري من عقد صفقة أو الحديث عن صفقة ما ينعكس على الانتخابات الأمريكية بحسب المحلل السياسي.

وثانيا فيما يتمثل بمساعٍ أمريكية تريد أن تسند إسرائيل من خلال التخفيف من ردود فعل ربما تكون قاسية أو عنيفة من قبل إيران وحلفائها ضد إسرائيل على خلفية الاغتيالات.

وتابع شلهوب: الحديث يخدم بالاتجاهين وهما حاضران لدى الأمريكان، الإدارة الأمريكية لديها رغب بعقد صفقة وهي حاولت خلال الشهور الماضية وأخفقت أمام عناد وتمترس نتنياهو رفض وقف الحرب أو الاستجابة لأي صفقة بهذا المعنى.

وقال: لذلك أنا تقديري أنّ النشاط الأمريكي يجري بمعزل عن إرادة ورغبة نتنياهو الذي يسعى لإفشال الصفقة وعدم وقف الحرب، والاستمرار في هذا السياق، لأنه يدرك أن أي وقف للقتال بدون تحقيق ما يسمّيه نصرًلا مطلقًا، أولاً سيضرب فرصه في الانتخابات المقبلة وفرص اليمين، وثانيا سوف يضعه على سكة المحاكمة عن الإخفاقات في السابع من أكتوبر، والإخفاقات في إدارة المعركة خلال ١١ شهرًا تخللها العجز عن تحقيق الأهداف الإسرائيلية المعلنة.

وشدد على أنّ النشاط والرغبة والسعي الأمريكي تتحرك في مسار بعيد عن رغبة وإرادة نتنياهو الذي وإن شارك بوفد فيه رئيس الموساد والشاباك، إلا أنّه في الحقيقة ليس في وارد تقديم تنازلات حقيقية حتى في الأمور التي وافق عليها في الشهور الماضية، وهو اليوم يفرض شروطًا إضافية، ويريد أن يضع العصّي في الدواليب، لعدم التوصل إلى صفقة تخرج الأسرى وتوقف الحرب في غزة.

ولكنّ شلهوب قلل من فرصة نجاح هذ الحوارات في الوصول إلى شيء حقيقي مؤكدًا أنها “فرصة متدنية جدًا”.

وتابع: الإدارة الأمريكية تعمل في الاتجاهين لكن رغبة نتنياهو في مكان آخر مختلف تماما لا يسعى ولا يرغب ولا يريد وليس في وارد أن يعقد صفقة حقيقية يمكن أن توقف الحرب في قطاع غزة وتخرج الأسرى.

وحول موقف حركة حماس من مباحثات الهدنة والمقترح الأمريكي، قال شلهوب: إنّ حركة حماس من البداية عبرت عن موقف الحقيقة مسؤول وأيضًا يدرك ويقرأ المشهد بوضوح عندما لم تذهب إلى هذه “الملهاة” في لقاء الخميس، لكنها لم تدر ظهرها بالكلية لأنها معنية بأي مسار يمكن أن ينتج تخفيفًا عن الأهل في غزة، ولذلك هي لم تذهب برسالة واضحة أنها لم تبتلع الطعم وليست في وارد أن تركض وراء السراب الأمريكي الذي جربته شهورًا عديدة.

واستدرك بالقول: لكنها في الوقت ذاته موجودة في مربع المرونة والتجاوب مع أي سياق حقيقي يفضي إلى وقف الحرب وعقد صفقة حقيقية.

وأضاف: لذلك طلبت من الوسطاء إذا كان الأمر فيه جدية وتعاطٍ مسؤول، فهي تنتظر منهم إجابات واضحة وحقيقية على العناوين التي تجاوبت معها حركة حماس والتي تستجيب للمبادرة التي طرحها الرئيس بايدن.

هي من جهة أرسلت رسالة أنها لن ينطلي عليها هذا السعي الأمريكي الموهوم والذي يستبطن أهداف وغايات واضح أنها تتحرك في سياق التخفيف عن إسرائيل، وفي الوقت ذاته لم تغادر مربع المسؤولية وأظهرت أعلى قدر من المرونة والاستجابة إذا كانت هناك رغبة حقيقية للتجاوب مع صفقة عناوينها واضحة وشروطها واضحة.

وختم شلهوب حديثه بالتأكيد على أنّ موقف الحركة عبر عن مرونة من جهة، وعبر عن فهم وإدراك لما يجري على الأرض، ولذلك أظن أنها كانت تقرأ المشهد بشكل جيد وعبرت عنه بأعلى قدر من المسؤولية.

اختتمت مساء اليوم الجمعة بالعاصمة القطرية الدوحة الجولة الجديدة من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، وفي ختامها أعلن الوسطاء عن تقديم مقترح جديد، وعن اجتماع وشيك في القاهرة لبحث وقف إطلاق النار.

وقال بيان مشترك لقطر وأميركا ومصر، في ختام مفاوضات الدوحة، إن المحادثات التي جرت على مدى الـ48 ساعة الماضية في الدوحة “كانت جادة وبناءة وأُجريت في أجواء إيجابية”.

وكشف بيان الوسطاء أن الولايات المتحدة الأميركية بدعم من دولة قطر وجمهورية مصر قدمت اليوم الجمعة لكلا الطرفين اقتراحا يقلص الفجوات بينهما ويتوافق مع المبادئ التي وضعها الرئيس الأميركي جو بايدن يوم 31 مايو/أيار الماضي وقرار مجلس الأمن رقم 2735، وأن هذا الاقتراح يبنى على نقاط الاتفاق التي تحققت خلال الأسبوع الماضي ويسد الفجوات المتبقية بالطريقة التي تسمح بالتنفيذ السريع للاتفاق.

وقال بيان الوسطاء إن الفرق الفنية ستواصل العمل خلال الأيام المقبلة على تفاصيل التنفيذ، بما في ذلك الترتيبات لتنفيذ الجزئيات الإنسانية الشاملة للاتفاق، بالإضافة إلى الجزئيات المتعلقة بالرهائن والمحتجزين.

وأضاف “سيجتمع كبار المسؤولين من حكوماتنا مرة أخرى في القاهرة قبل نهاية الأسبوع المقبل، آملين التوصل إلى اتفاق وفقًا للشروط المطروحة اليوم”.

وأشار البيان المشترك إلى أنه وكما ذكر قادة الدول الثلاث الأسبوع الماضي “لم يعد هناك وقت نضيعه ولا أعذار يمكن أن تقبل من أي طرف تبرر مزيدا من التأخير. لقد حان الوقت لإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، وبدء وقف إطلاق النار، وتنفيذ هذا الاتفاق”.

وأكد البيان أن الطريق الآن “أصبح ممهدا لتحقيق هذه النتيجة، وإنقاذ الأرواح، وتقديم الإغاثة لشعب غزة، وتهدئة التوترات الإقليمية”.

وفي أول تعليق لها على التطورات الجديدة، قال مصدر قيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) للجزيرة إن “ما أبلغنا به عن نتائج اجتماعات الدوحة لا يتضمن الالتزام بما اتفق عليه في 2 يوليو”/تموز الماضي.

كما نقلت قناة الأقصى عن مصدر في حركة حماس قوله إن “الحركة متمسكة بمقترح 2 يوليو/تموز، وما يصل إلينا بطرق غير مباشرة أقل من السقف المقدم، وحماس لن تقبل به”.

وعقب ساعات من اختتام مفاوضات الدوحة؛ قال الديوان الأميري القطري، إن أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني  تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس الأميركي جو بايدن بحثا فيه جهود الوساطة لإنهاء الحرب على غزة، إلى جانب  مناقشة آخر تطورات الأوضاع في القطاع والتطورات الإقليمية والدولية.

وكان موقع أكسيوس قال إنه يتوقع أن يجري الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم الجمعة محادثات هاتفية مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بشأن اتفاق وقف إطلاق النار.

وقبيل ذلك، قال بايدن تعليقا على نتائج أحدث جولة من المفاوضات “لم نصل بعد إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة لكننا أقرب مما كنا عليه قبل 3 أيام”.

ومن جهته، قال مستشار اتصالات الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي إن مفاوضات الدوحة خطوة إيجابية لكن هناك الكثير من العمل يجب القيام به.

وأضاف نعتقد أننا قادرون على تحقيق اتفاق لكن ذلك سيتطلب بعض التنازلات الإضافية، مشددا على أن التوصل إلى اتفاق سيتطلب من الجانبين الاستعداد للعمل معا وتوضيح التفاصيل النهائية المهمة للغاية.

وقال إن الرئيس بايدن منخرط شخصيا في جهود التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، مضيفا “لم نكن لنكرس طاقتنا والانخراط الشخصي لبايدن لو لم يكن هناك أمل في التوصل إلى اتفاق بين حماس وإسرائيل”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الحصاد المر لحرب الإبادة الجماعية بغزة

الحصاد المر لحرب الإبادة الجماعية بغزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام نشر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، اليوم الجمعة، تحديثاً لأهم إحصاءات حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال...

جمعة مليونية في اليمن مساندة لغزة

جمعة مليونية في اليمن مساندة لغزة

خرج الملايين من الشعب اليمني في المحافظات كافة تحت عنوان "نصرة للأقصى وغزة.. الإسناد مستمر والرد قادم" ، ليترجم مجددًا الموقف الداعم لفلسطين. وشهدت...