الجمعة 19/يوليو/2024

حنطور عمّار.. الاستجابة الإنسانية البدائية بغزة تكشف زيف مؤسساتٍ دوليةٍ

حنطور عمّار.. الاستجابة الإنسانية البدائية بغزة تكشف زيف مؤسساتٍ دوليةٍ

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

“حمارتك العرجة بتغنيك عن سؤال اللئيم”.. مثلٌ فلسطينيٌ ضاربٌ في العمق، ويمكن إسقاطه بحذافيره على الحالة في قطاع غزة، لا سيما على “حنطور عمّار وزوجته”، في ظل تواصل العدوان منذ عشرة أشهر مع إغلاقٍ تامٍ للمعابر وحصارٍ خانق حرم أهل القطاع من دخول الحاجات الأساسية وعلى رأسها الوقود، الأمر الذي اضطرّ أهل القطاع للعودة لاستخدام الحيوانات وخاصة الحمير والبغال والخيول لحمل أمتعتهم والتنقل في رحلات النزوح التي لا تنتهي.

صمت العالم وخذلانهم لأهل غزة الذي وصل حدّ العجز عن إدخال الغذاء والوقود، جعل أهل القطاع يضطرون في كثيرٍ من الأحيان لنقل الشهداء والمصابين إلى المستشفيات عبر (الكارة/الحنطور) وهو عربةٌ يجرها حمارٌ أو حصانٌ، بعد أن توقفت كثيرٌ من سيارات الإسعاف بسبب استهدافها أو عدم توفر الوقود لتشغيلها.

عمّار وزوجته، يمتلكون حنطورًا بسيطًا، قدّما من خلاله صورةً مشرقةً، وخدماتٍ جليلةً لإسناد الشعب الفلسطيني في غزة، وقرّرا أن يوظفاه لتلبية نداءات الاستغاثة – التي عجزت عن تلبيتها مؤسساتٌ دوليةٌ – طالما تذرعت بخطورة الحرب والخوف على كوادرها إزاء الواجب الملقى عليها لنقل الجرحى والشهداء وحفظ كرامتهم التي يمتهنها جيش الاحتلال المجرم بعدوانه صباح مساء.

حنطور عمّار وزوجته، الذي تحوّل لسيارة إسعاف لنقل الشهداء، وانتشالهم من المناطق التي ينسحب منها جيش الاحتلال، أصبح مثار إعجابٍ لأهل غزة الذين رأوا فيه نجدة وإغاثة في أشد اللحظات صعوبة عند القصف وارتقاء الشهداء وحصول الإصابات، وتجدهما حاضرين دون الحاجة لنداء استغاثة ولا الشعور بالخذلان أمام نداءاتٍ طالما ضاعت سدى منذ بدء العدوان بلا استجابةٍ تذكر.

يسير عمّار وزوجته إلى جانبه تساعده في رفع الشهداء ونقلهم على العربة، ويرددّ كلماتٍ تفضح نفاق المؤسسات الدولية ونفاق دول العالم في الصمت على الجريمة البشعة، “شوفوا يا عالم.. شوفوا يا عالم”.. بصوته المبحوح الذي أرهق من شدة الوجع والألم على دماء شعبه المراقة على الأرض كل يوم.

وعودةً للمثل الفلسطيني “حمارتك العرجة بتغنيك عن سؤال اللئيم”، يتمثل بنموذجٍ حيّ في أنّ بعض الأشخاص أو الأغراض وإن كانوا ضعافًا وليس لديهم قوة كبيرة، لكنّهم في وقت الحاجة لا يقدرون بثمن وتكون قيمتهم كبيرة جداً ويكونون ذوي فائدة ويغنون عن طلب يد العون من العالم الظالم المتخاذل والمتآمر.

يقول الإعلامي خالد صافي: عمار وزوجته خدموا أفضل من كل المؤسسات الأممية التي تعمل في غزة تطوّعا رغم الخطر دون تنسيق مع الاحتلال لنقل جثامين الشهداء من مناطق استهدافهم لدفنهم بعدما فشلت تلك المنظمات في أن توفر عربة أو حتى حمار لإكرام الشهداء بدفنهم في حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على غزة بلا رادع!

أمّا المدون أحمد حجازي فيقول: لمثل هؤلاء يجب أن تُمنح الجوائز.

ويلفت إلى أنّه منذ اللحظات الأولى لبدء الإبادة الجماعية قرر أبناء العم عمار وزوجته المبادرة بعمل إنساني عجزت لربما حكومات على عمله، قرروا المبادرة في انتشال جثامين الشهداء والضحايا من المناطق التي توغل فيها الاحتلال.

ويتابع حجازي بالقول: هذا الدور من المفترض انه منوط بمؤسسات الصحة او الصليب الدولي لقد خدم عمار غزة من أقصى الشمال إلى وسط غزة المدينة .

وينوه إلى أنّه منذ بداية الإبادة لا يستجيب الصليب الأحمر الدولي لأي مناشدات إنسانية من العائلات لإنقاذ العائلات التي علقت تحت القصف الكثيف والأنقاض.

أما نجوى ضاهر فتقول: المتطوعان عمار وزوجته منذ بداية حرب الابادة لم يهن عليهما انتهاك حرمة الموت في الشوارع فعاهدا الله على جمع جثامين الشهداء من المناطق التي يتواجد فيها الاحتلال رغم المجازفة غير منتظرين الإذن من العدو حجة المؤسسات المتآمرة  كالصليب الاحمر وتبريراته الواهية اليوم.

المدوّن الغرافي بدوره قال ممتدحًا صنيعهما: عمار وزوجته خدموا أفضل من كل المؤسسات الأممية التي تعمل في غزة.

وأضاف بالقول: إنهما تطوّعا رغم الخطر دون تنسيق مع الاحتلال لنقل جثامين الشهداء من مناطق استهدافهم لدفنهم بعدما فشلت تلك المنظمات في أن توفر عربة أو حتى حمار لإكرام الشهداء بدفنهم في حرب الإبادة.

ومنذ بداية العدوان وإعلان قادة العدوّ الصهيوني البدء بجريمتهم في فرض الحصار الكامل على غزة اضطر اهل غزة للاستعاضة عن سيارات الإسعاف بعربات الحنطور وغيرها لنقل الشهداء والمصابين كوسيلة بديلة أثبتت فاعليتها بعد انقطاع الوقود بسبب العدوان والحصار.

وحتى هذه الوسائل البدائية التي لجأ لها أهل غزة لسد حاجتهم الملحة لم تسلم من استهدافات العدوّ الصهيوني الذي لم يترك شيئا في غزة إلا وسعى لإبادته سواءً كانوا بشرًا أو شجرًا أو حجرًا أو حيوانات.

ويظهر في مقاطع فيديو متداولة خلال العدوان للحظات الإجرام الصهيوني حيث يستهدف قناص صهيوني من على دبابته خيولاً أصيلة في غزة بقذائفه الإجرامية سعيًا لقتلها.

وفي أحدث مشهدٍ لاستهداف “عربات الحنطور” في غزة توثق مشاهد تداولها النشطاء لحظة استهداف طيارة مسيرة صهيونية لمدنيين في غزة خلال تنقلهم على هذه الوسيلة البدائية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

لابيد يدعو إلى رحيل حكومة نتنياهو

لابيد يدعو إلى رحيل حكومة نتنياهو

الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام دعا زعيم المعارضة "الإسرائيلية" يائير لابيد، إلى رحيل حكومة بنيامين نتنياهو، بعد الهجوم الذي نفذته القوات المسلحة...