عاجل

الثلاثاء 16/يوليو/2024

إسرائيل بلا قناع.. الإبادة الجماعية تكشف الوجه الحقيقي للاحتلال أمام العالم

إسرائيل بلا قناع.. الإبادة الجماعية تكشف الوجه الحقيقي للاحتلال أمام العالم

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

لم تعد إسرائيل قادرة على الظهور بصورة الضحية التي تدافع عن نفسها وسط محيط من الأعداء الذين يتربصون بها، فقد كشفت حرب الإبادة التي تشنّها إسرائيل على قطاع غزة الوجه الحقيقي لدولة الاحتلال، حيث بدأت تفقد التعاطف الذي كانت تحصل عليه من قبل بفعل آلتها الإعلامية المتوغلة على مستوى العالم. كما أدّت المجازر الوحشية التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين الأبرياء إلى انتشار وعي عالمي بحقيقة الحرب الدائرة في غزة، وكشفت الوجه القبيح لإسرائيل أمام العالم.

حرب التجويع الإبادية

بعد مشاهد الأطفال الذين يموتون جوعاً، وحشود المواطنين الذين يواجهون الموت من أجل الحصول على الغذاء، لم يعد خافياً على المجتمع الدولي أنّ الاحتلال الإسرائيلي يتبع سياسة تجويع ممنهجة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، بهدف تهجيرهم من أرضهم، أو عقاباً لهم على صمودهم في وجه عدوانه الهمجي.

أطفال من قطاع غزة ينتظرون دورهم للحصول على القليل من الطعام

فقد أكّد خبراء أمميون مستقلون أنّ الوفيات الأخيرة لأطفال فلسطينيين بسبب الجوع وسوء التغذية “لا تدع مجالاً للشك في أن المجاعة قد انتشرت في جميع أنحاء قطاع غزة بأكمله”.

وفي بيان لهم في التاسع من يوليو/ تموز الحالي، أشار الخبراء إلى وفاة الرضيع فايز عطايا، والطفل عبد القادر السرحي البالغ من العمر 13 عاماً، والطفل أحمد أبو ريدة البالغ من العمر 9 أعوام، الذين لقوا حتفهم في الفترة ما بين 30 مايو/ أيار و3 يونيو/ حزيران بسبب سوء التغذية وعدم الحصول على الرعاية الصحية الكافية.

ولفت الخبراء إلى أنّ وفاة هؤلاء الأطفال جوعاً رغم العلاج الطبي في وسط غزة، يشير بلا أدنى شكّ إلى أنّ المجاعة امتدت من شمال غزة إلى وسط القطاع وجنوبه.

وشددوا على أنّ وفاة الأطفال بسبب سوء التغذية والجفاف فيه إشارة إلى تعرض الهياكل الصحية والاجتماعية للإضعاف بشكل خطير.

وأعلن الخبراء الأمميون أنّ حملة التجويع المتعمدة والموجهة التي تقوم بها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني هي شكل من أشكال عنف الإبادة الجماعية وأدت إلى حدوث مجاعة في جميع أنحاء غزة.

واستذكر الخبراء المستقلون المجاعة التي ضربت شمال غزة منذ أن توفي طفل يبلغ من العمر شهرين، وطفل يبلغ من العمر 10 سنوات بسبب الجوع في 24 شباط/ فبراير و4 آذار/مارس على التوالي. حيث شددوا على أنه كان ينبغي على العالم أجمع أن يتدخل آنذاك لوقف “حملة التجويع الإبادية” التي تقوم بها إسرائيل ومنع تلك الوفيات، مضيفين أن “التقاعس عن العمل يعدّ تواطؤاً”.

ومن الجدير ذكره أنّ نحو 34 فلسطينياً، معظمهم من الأطفال، استشهدوا نتيجة حرب التجويع التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي بالتزامن مع عدوانه الوحشي المتواصل على قطاع غزة للشهر التاسع على التوالي.

عملية “الإنقاذ” الوحشية

في مقال على موقع الجزيرة، تناولت الكاتبة الأمريكية “روبين أندرسون” ما سمّته القصة الحقيقية لاستعادة المحتجزين الإسرائيليين في غزة في الثامن من يونيو/ حزيران الماضي.

ولفتت الكاتبة إلى أنّ إسرائيل نفذت عملية عسكرية أسفرت عن تحرير أربعة من محتجزيها وسط غزة، وصفها الرئيس الأميركي جو بايدن بأنها غارة “جريئة”، وتبعته وسائل الإعلام الأميركية، حيث وصفتها صحيفة نيويورك تايمز بأنها “سبق” للاستخبارات العسكرية، فيما احتفل الإسرائيليون بجنود الاحتلال الذين نفذوا العملية.

وأضافت بنوع من الاستنكار: أمّا المدنيون القتلى، فلا ذكر لهم لأنهم مجرد “أضرار جانبية”، لم تكن وفاتهم مقصودة، ولم يكونوا جزءاً من القصة الرئيسية، وبالتالي لا يستحقون الذكر.

وأكّدت الكاتبة أنّ ما حدث في النصيرات كان مجزرة مروّعة، وقد تناقلته وسائل إعلام مستقلة ودولية، حيث وقع الهجوم العسكري في منتصف النهار في المخيم الذي يؤوي العديد من العائلات الفلسطينية المشردة التي نجت من القصف وعمليات التهجير العديدة.

ووصفت الهجوم بأنّه كان وحشياً بكل المقاييس، حيث استمر لأكثر من ساعتين من الجو والأرض، ودمر 90 منزلاً ومبنى سكنياً، وكان عنيفاً إلى درجة أنه ترك الشوارع مليئة بأذرع وأرجل مقطوعة متناثرة، وترك جثث الأطفال وأمهاتهم وأجدادهم تنزف في السوق الذي بدا أنّه هدف للهجوم.

وفي مقال بعنوان “اليوم الذي وصف فيه الغرب “بالنجاح” مذبحة راح ضحيتها 270 مدنياً”، أشار الصحفي البريطاني “جوناثان كوك” إلى أن عملية “الإنقاذ” الوحشية في النصيرات لم يكن من الضروري أن تقع لولا عناد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن صفقة التبادل.

ووفقاً للكاتب، فقد كان من الممكن أن يعود المحتجزون الإسرائيليون إلى ديارهم قبل أشهر، لو وافق نتنياهو على وقف إطلاق النار.

الوجه القبيح لإسرائيل

ونشرت صحيفة هآرتس العبرية مقالاً أواخر مايو/ أيار الماضي، أشارت فيه إلى أنّ احتفال اليمين الإسرائيلي بمذبحة المدنيين برفح يكشف الوجه القبيح الحقيقي لإسرائيل.

وقالت كاتبة المقال “أليسون سومر” إنّه بغض النظر عن مدى دقة الضربات العسكرية الإسرائيلية، فإنّه في ظل وجود أكثر من مليون لاجئ فلسطيني في مخيمات المنطقة، فلا بدّ من أن يتسبب ذلك بخسائر بشرية جماعية.

وأوضحت أن تلك الغارة الإسرائيلية أحدثت دماراً واسع النطاق، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 45 شخصاً، وأظهرت اللقطات المدنيين وهم يتخبطون في خيام محاصرة بالجحيم.

وأضافت سومر أنّ قادة إسرائيل ومواطنيها ومناصريها في الخارج كانوا كعادتهم على أهبة الاستعداد للدفاع عن جيش إسرائيل “الأخلاقي”، رافضين أي تلميح إلى أن ما وقع كان “إبادة جماعية” أو “مذبحة”، ومن ينتقدهم يتهمونه بمعاداة السامية.

وفي إشارة إلى الانحطاط الأخلاقي لدى وسائل الإعلام اليمينية المتطرفة في إسرائيل، لفتت الكاتبة إلى احتفال تلك الوسائل بوفاة العشرات من الفلسطينيين حرقاً بعد أن التهمتهم النيران، من خلال مقارنة الصور “على سبيل المزاح” بالنيران التذكارية التي أشعلت في “لاغ بعومر”، أو عيد الشعير العبري، الذي صادف يوم مجزرة رفح.

وأضافت أن هؤلاء المتطرفين عبروا عن سعادتهم بأن هذا الحريق كان “المشعل المركزي في رفح”، متمنين للمتضررين “عيداً سعيداً”، في تغريدات تم حذفها لاحقاً، لكنها لن تُنسى، وسيتم الإشارة إليها كدليل على أن الحريق كان متعمداً، بل تم الاحتفال به، على حد قول الكاتبة.

وأوضحت سومر أن الصحفي الأبرز الذي أذكى نيران الكراهية هو “ينون ماغال”، الذي وصفته بأنه “إيتمار بن غفير” الإعلام الإسرائيلي، فهو يبتهج ويفتخر بالمظاهر الوقحة التي تنم على الاستهتار بحياة الفلسطينيين ونكران إنسانيتهم.

وختمت الكاتبة مقالها بأن “بن غفير” و “ماغال” بسلوكهما يقدمان أدلة كافية على النوايا الخبيثة لعرقلة أي محاولة تقوم بها إسرائيل للدفاع عن سلوك جيشها، وهو ما يجعل محو صورة “الوجه القبيح لإسرائيل” صعباً على من يعتقدون أنّ لها وجها آخر.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

11 شهيدا بقصف منزل في مخيم النصيرات

11 شهيدا بقصف منزل في مخيم النصيرات

غزة –  المركز الفلسطيني للإعلام استشهد 11 مواطنا، مساء اليوم الاثنين، في مجزرة جديدة ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم النصيرات وسط...