الخميس 08/مايو/2025

إعدام الفلسطينيين.. إجرام صهيوني ممنهج

إعدام الفلسطينيين.. إجرام صهيوني ممنهج

يوما بعد يوم تنكشف صورة الوجه الحقيقي للاحتلال الصهيوني الذي يحاول تجميل صورته أمام المجتمع الدولي لإثبات الأخلاقيات المزيفة التي يتمتع بها جيشه المجرم.

وقد شكَل فيديو إعدام الشهيد عبد الفتاح الشريف صَفعة قوية، جلبت النقد والتشكيك بحقيقة ممارسات جنود الاحتلال بحق الفلسطينيين.   

“الإجرام الممنهج”، هذا هو عنوان مقال كتبته الصحفية في صحيفة “هآرتس الصهيونية “عميره هاس”، والذي تناولت فيه عدة حالات إعدام أقدم عليها جنود الاحتلال بحق فلسطينيين.

بدوره تابع قسم الترجمة والرصد في “المركز الفلسطيني للإعلام” أبرز ما جاء في المقال..

قاتل مُتلون
تتساءل هاس في بداية مقالها: “هل هذه هي المرة الأولى التي يقتل فيها جندي إسرائيلي شابًّا فلسطينيًّا بدم بارد؟”.

وتقول: “أفيغدور ليبرمان على حق عندما يقول “التهجم” على الجندي الذي أعدم عبد الفتاح الشريف “تلون”؛ أي أن المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي ورئيس الحكومة وغيرهم الذين استنكروا عمل الجندي هم متلوّنون، فمن الواضح أنه بسبب الكاميرا التي وثقت الجندي وهو يطلق النار على رأس فلسطيني “تم تحييده” أسرعوا للتنصل من العمل”.

وتسرد الصحفية هاس عدة حالات تم فيها إعدام فلسطينيين لا يشكلون خطراً على الجيش وتقول، إليكم عدة خطوط لصورة التلوّن.

 بتاريخ 22 أيلول 2015 قتل الجنود في الخليل هديل الهشلمون، لم تتمكن من الطعن، بل عبرت الحاجز ومعها سكين، ثلاث رصاصات أصابت الجزء السفلي من جسمها وسبعٌ في الجزء العلوي، وهي ملقاة على الأرض، كان هناك ناشط أجنبي وصوّر.

وتؤكد أن الصور أثبتت بأنها لم تشكل خطراً على الجنود، وثارت ضجةٌ يومها، تم التحقيق في الأمر ونشر بعد شهر من بدء “موجة السكاكين”، وقال الضباط المسؤولون إنه كان باستطاعة الجنود اعتقال الهشلمون وعدم قتلها، لكنهم قرروا عدم معاقبتهم.

إعدام مقصود
و توضح هاس “إن تأريخ موجة التصعيد العنيفة الحالية يبدأ لدينا بـ 1 تشرين أول، وهو اليوم الذي قتل فيه الزوجان “هينكين”، لكن الفلسطينيين وخاصة أهالي الخليل فتاريخُ البدء لديهم هو تاريخ إعدام هديل الهشلمون، وهناك من يعتمد تاريخ 31 تموز بمقتل أبناء عائلة “دوابشة”.

 وتستعين الصحفية هاس بما كتبه “عاموس هرئيل” في تحليل بعنوان “قتل المخرب في الخليل هو إعدام بدم بارد”، وقال فيه إن الجندي حسب موقع “واي نت” هو ممرض عسكري، أطلق النار على رأس “المخرب” الممدد من مدى قصير جدًّا، لم يظهر أن أحد الواقفين بالمكان (جنودًا ومستوطنين) تأثر مما حصل أمام عينيه.

ويضيف: “توجد لذلك عدة أسباب محتملة: هي روح الجيش الإسرائيلي بنظرهم، لقد شاركوا أو تواجدوا بأحداث شبيهة جدا أو أنهم يعرفون أن الجميع يفعل ذلك، ورغم أقوال رئيس الأركان جادي آيزنكوت حول الفتاة والمقص، فإن الجيش لا يعمل على إيصال الرسالة إلى الجنود، بأنه لا يجب القتل عند عدم وجود خطر على الحياة”.

وتؤكد هاس أن معظم المنفذين لعمليات الطعن الـ 105 أو محاولات الطعن وحمل السكاكين منذ 3 تشرين أول، قُتلوا بين الجنود والشرطة والحراس، فهل يعقل أن هذه الأحداث والتي لم توثق بكاميرا فلسطينية، قد عمل فيها الجنود والشرطة والحراس بشكل سليم، وكانوا ملزمين بالقتل؟ وقدرًا تم تصوير ما هو مخالف لروح الجيش.

رأفة مُزيّفة
وتشير الصحفية هاس إلى أن الكاميرات وثقت مقتل مهدي المحتسب بتاريخ 29 تشرين أول؛ “لقد هرب من الجندي الذي طعنه، وعلى ما يبدو أطلق عليه النار، وأصيب في قدمه وهو على الطرف الثاني لحاجز الخليل، وسقط، وقد أطلق عليه شرطي حرس الحدود عدة طلقات وهو مستلقٍ على الأرض، إلى أن كفّ عن الحركة”.

 وقال مصدر أمني في حينه لـ”هآرتس” أن المحتسب بدأ يتحرك، وحاول النهوض، فأطلق الشرطي النار عليه مرة ثانية، “هذا ما نتوقعه من المحارب لأنه من المحتمل أن المخرب انتحاري، ويحمل عبوة ناسفة أو مسدسًا، لا يمكن معرفة ذلك”، وهل يعقل أن يحمل عبوة لتنفجر داخل حي فلسطيني؟، تتساءل هاس.

وتذكر الكاتبة أن عماد أبو شمسية من الخليل ومتطوع في “بتسيلم” سابقا، هو الذي صوّر الممرض العسكري وهو يقتل الشريف، طلب منه الجنود أن يغادر فصعد على سطح بيت وصوّر، وأصيب بالذعر، ومع ذلك عرف أن عليه إعطاء الفيلم لـ”بتسيلم”؛ كي لا يقول الصهاينة أن التصوير الفلسطيني مجرد هراء.

وفي حالة أخرى وثق هاتف ذكي بتاريخ 4 تشرين أول إعدام فادي علون من القدس بدم بارد الذي اشتبه به بالطعن، وكان ملقى ومصابًا فوق الرصيف. ثار غضب الفلسطينيين، والإسرائيليين؟ لماذا، ما الذي حدث؟!

وخلصت الكاتبة للقول: فقط عندما تكون لدى “بتسيلم” شهادة مصورة، يُقال إنه قُدم العلاج للجرحى، وعندما تغيب شهادة “بتسيلم” فإن الجنود هم الأكثر رحمة ورأفة في العالم.

وتختتم الكاتبة مقالها بالقول: يوم الخميس عبّر رفيعو المستوى عن صدمتهم؛ لأن الممرضين لم يعالجوا المصابين الفلسطينيين، ولكن التقارير المختلفة في الأشهر الأخيرة تؤكد تكرار ما يقوله الشهود العيان من أن الجيش لا يقدم العلاج للمصابين الفلسطينيين الممددين على الأرض، ويُتركون ينزفون حتى الموت، وهذا كان يصفه المتحدث باسم الجيش بأنه “كذب فلسطيني”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات