أخبار | عربي ودولي | مختارات
ديفيد هيرست: هل تسير إسرائيل على خطى الصليبيين؟
لندن – المركز الفلسطيني للإعلام
هل تسير إسرائيل على خطى الصليبيين؟ تحت هذا العنوان كتب الصحفي البريطاني ديفيد هيرست مقالا مطولا في موقع “ميدل إيست آي” الإخباري يقارن فيه بين حروب دولة الاحتلال على الشعب الفلسطيني وبين الحروب الصليبية ضد المسلمين التي استمرت نحو قرنين من الزمن من عام 1099 حتى 1291.
وقال هيرست، الذي يرأس تحرير الموقع، إن إسرائيل تثبت حقا يوما بعد يوم أنها أشبه بالمسيحيين الصليبيين، فهي لا تحذو حذوهم في حربها الدائمة فحسب، بل في التطلعات أيضا، بحسب ترجمة “الجزيرة نت”.
واستعرض باستفاضة النسخة الثالثة المحدثة من كتابه بعنوان “البندقية وغصن الزيتون: جذور العنف في الشرق الأوسط.. تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي”.
وتطرق هيرست في الطبعة الجديدة من الكتاب لسلسلة حروب إسرائيل التي لا تنتهي على غزة، كان آخرها ما أطلق عليه الاحتلال عملية “جز العشب” العسكرية الحالية في مخيم جباليا وحي الزيتون شمال القطاع بهدف تدمير قدرات معقل حركة المقاومة الإسلامية حماس.
وأوضح أن إطلاق اسم “جز العشب” يوحي كما لو أن الحرب “عمل لا ينتهي أبدا بالنسبة لأمة، مثل إسرائيل، ستعيش إلى الأبد بالسيف، على الأقل بالنسبة لرئيس الوزراء الأطول خدمة بنيامين نتنياهو”.
“أسلاف الإسرائيليين”
وقال هيرست إن من المؤكد أن “أسلاف الإسرائيليين من الصليبيين” -حسب تعبيره- فعلوا مثل ذلك في القرن الــ11. ولذلك، يرى هيرست أنه لا مناص من المقارنة بين تلك المغامرة المسيحية المتمثلة في الحملات الصليبية بالقرون الوسطى وبين الصهيونية اليوم، ليس فقط في طبيعتها الأساسية وأهدافها ووسائل تحقيقها، ولكن في الطرق التي تكشفت بها صراعاتها مع دول وشعوب المنطقة في الواقع.
ووفق المقال، فإن الإسرائيليين يرفضون، بشكل عام، التهمة المتعارف عليها في العالم العربي والإسلامي بأنهم “صليبيو عصرنا”.
إن ما يسميه الباحث الإسرائيلي ديفيد أوحانا “القلق الصليبي” أو “الخوف المستتر الصادم” من أن المشروع الصهيوني قد ينتهي بالدمار كما انتهى مشروع أسلافهم المسيحيين الصليبيين، بات مغروسا في نفوس الإسرائيليين، كما يقول هيرست.
وأعاد الكاتب إلى الذاكرة تصريحا كان قد أطلقه حاييم وايزمان، أول رئيس وزراء لإسرائيل رئيس المنظمة الصهيونية العالمية، زعم فيه أن شعرة من رؤوس الفلسطينيين والعرب لن تُمس، وذلك في أعقاب انتزاعه وعدا من وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور في 2 نوفمبر/تشرين الثاني 1917 بتأييد حكومة بلاده إقامة دولة لليهود في فلسطين.
ويرى هيرست أن إسرائيل استلهمت أفعالها مما يسميها “الخطيئة الأصلية” للصليبية المسيحية التي تدين لها بوجودها. ففي عام 1099، نشأت مملكة القدس المسيحية على أنقاض واحدة من “أعظم جرائم التاريخ” وهي مذبحة جميع سكان المدينة المقدسة من المسلمين واليهود.
وبعد 8 قرون ونصف القرن، وبالتحديد بين عامي 1947-1948، ولدت إسرائيل من رحم “جريمة مماثلة ضد الإنسانية” وفقا لتعبير الكاتب.
حذو النعل بالنعل
وبحسب مقال الموقع البريطاني، ما يزال الإسرائيليون يقتفون أثر الصليبيين في أفعالهم حذو النعل بالنعل منذ 75 عاما وحتى الآن. فقد أمضى الصليبيون 192 عاما حقبة القرون الوسطى، في حروب متواصلة ممالك أو سلطنات الشرق الأوسط العربي الإسلامي “التي كانت في ذلك الوقت متناحرة ومتشرذمة داخليا مثلما يحدث اليوم”.
ففي حرب الأيام الستة في يونيو/حزيران 1967، حقق الإسرائيليون “بضربة واحدة” أهدافهم الإقليمية والإستراتيجية التي تتطابق تقريبا مع الأهداف والخطط التي استغرقت -من بالدوين دي بويون (أول ملك للقدس) وأحد قادة الحملة الصليبية الأولى- 20 عاما لتحقيقها.
وانتقد الكاتب في مقاله المجتمع الدولي لأنه لم يحاسب إسرائيل على جرائمها، بل قد عمل العكس من ذلك حيث ظل يرفع “حبيبة الغرب” -في إشارة لدولة الاحتلال- إلى مكانة رفيعة غير مسبوقة.
وعلى الرغم من أن الصهيونية كانت ذاتية المنشأ على عكس الحملة الصليبية، إلا أن القوى العظمى (بريطانيا في ذلك الوقت ثم الولايات المتحدة حالياً) هي التي مكنتها وغرستها في أرض الغير (فلسطين) وساعدت في ترسيخ أقدامها واستمرارها بالبقاء في بيئة معادية من صنعها وصنعهم، على حد تعبير هيرست.
وخلص إلى أنه كلما “نزعت إسرائيل الشرعية” عن نفسها في نظر العالم بسبب تصرفاتها في غزة الآن، بات مصيرها شبيهاً بمصير الصليبيين أنفسهم. ليس بإلقائها في البحر بالطبع، ولكن بطريقة أو بأخرى يتم التغلب عليها إستراتيجيا/عسكريا/دبلوماسيا.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
حزب الله يهاجم مستعمرات الاحتلال ومواقعه العسكرية بعشرات الصواريخ
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن حزب الله اللبناني، مهاجمة عدة مستعمرات ومواقع للاحتلال الصهيوني، اليوم السبت، بعشرات الصواريخ، محافظًا على...
خليل الحية: اغتيال حسن نصر الله عمل إرهابي مكتمل الأركان
فلسطين المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام قال نائب رئيس حركة حماس في قطاع غزة عضو المكتب السياسي خليل الحية، إن اغتيال الاحتلال الصهيوني المجاهد...
الحرب الإسرائيلية على لبنان .. تجدد الغارات على الضاحية وصور
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي - مساء السبت- غارات جديدة على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، والحارة...
اليمن تقصف مطار بن غوريون في تل أبيب بالتزامن مع وصول نتنياهو
صنعاء - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت القوات المسلحة اليمنية -مساء السبت- استهداف مطار يافا المسمى إسرائيليًا بن غوريون بصاروخ باليستي نوع...
القسام: حسن نصر الله لم يتوان عن تقديم كل ما يلزم مقاومتنا من دعم وإسناد
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام تقدمت قيادة كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس بالتعزية الحارة إلى حزب الله، رفاق...
الفصائل الفلسطيني تزف حسن نصر الله وتشيد بدوره في إسناد غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام بكل فخر واعتزاز، نعت الفصائل الفلسطينية الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، الذي اغتالته إسرائيل، مثمنة دوره المقاوم...
المرشد الإيراني: بنية قوى المقاومة صلبة وهي من سيحدد مصير المنطقة
طهران - المركز الفلسطيني للإعلام شدد المرشد الإيراني علي خامنئي على أن قوى المقاومة في المنطقة هي من سيحدد مصيرها، مشيراً إلى أن إسرائيل تمارس سياسة...