الإثنين 12/مايو/2025

أصوات ضد العنصرية الاسرائيلية

أصوات ضد العنصرية الاسرائيلية
صورة اسرائيل تزداد سوءاً كل يوم بسبب مواصلة سياستها الاستعمارية الاستيطانية في فلسطين . ولانها تعرف سبب الكره والازدراء الذي تخلقه في الراي العام العالمي ، فقد رصدت المبالغ الطائلة ، في محاولات يائسة من خلال أدواتها الديبلوماسية والاعلامية حول العالم لتحسين الصورة البشعة ، دون نتيجة ايجابية.

ولا شك أن ذلك يقلق اسرائيل المؤسسة والدولة بكاملها وليس فقط وزيرة خارجيتها . فقد نشرت جريدة هآرتس مؤخرا معلومات تؤكد هذا القلق الذي يعتري الوزيرة بسبب تحرك جديد للمؤسسات العمالية والمهنية في بريطانيا لمقاطعة نظيراتها في اسرائيل بسبب سياستها العدوانية ضد الشعب للفلسطيني منذ 1967 ، وتدعو لمقاطعتها .

بالاضافة لذلك ارتفع في بريطانيا صوت المحاضرين والاكاديميين البريطانيين لمقاطعة نظرائهم الاسرائيليين المتحيزين للسياسة الاسرائيلية العنصرية.. صوت قوي لهؤلاء المثقفين كان ارتفع في السابق وتناولناه في حينه.
ويكفي أن يتهم الاكاديميون الاسرائيليون ، بأنهم متحيزون لاسرائيل ، خاصة وجامعة (بار ايلان) ، التي أقيمت في وسط المستوطنات تتحيز للسياسة الاسرائيلية وتبرر ممارساتها غير الانسانية ضد الفلسطينيين.

وليست هذه المرة الاولى التي يبدي الأكاديميون محاولاتهم لمقاطعة الاكاديميين الاسرائيليين في تلك الجامعة وغيرها كجامعة (تل أبيب) التي تمارس العنصرية بين الطلاب والاساتذة . هذه الجامعات لا تحترم ولا تطبق المواثيق الدولية لحقوق الانسان .. وقد قام (61) أستاذا بريطانيا مؤخرا بنشر خطاب في جريدة ايرش تايمز وطالبوا بوقف السياسة العنصرية.

ها هي اسرائيل ومؤسساتها الصهيونية ، من جديد تثير الرأي العام الدولى ضد الأكاديميين الذين ينادون بانصاف الشعب الفلسطيني. وفعلا فقد تصدت لمواقف الكثيرين من الاساتذة في الجامعات الامريكية ، وجعلت عملهم مستحيلا في بعضها مما اضطر كثيرا من أساتذة العلوم السياسية ودراسات الشرق الاوسط للهجرة الى كندا أو أوروبا.

وكما نعرف فهناك أساليب كثيرة وممارسات يقوم بها اللوبي الصهيوني ، لافشال أو تحطيم من يقول الحقيقة ويكون موضوعيا في دراساته .
كتاب الرئيس الامريكي الاسبق كارتر أقرب وأحسن مثال ، حينما طوقته الصهيونية من كل جهة لتمنع نشره أو حضور محاضرات كارتر التي لاقت اقبالا في الجامعات الامريكية.

لن تنفع الحملة الاعلامية التي تريدها اسرائيل من جديد ، ولا شك أن الراي العام العالمي قد أصبح أكثر تفهما للقضية الفلسطينية بشكل خاص وللقضايا العربية بشكل عام وخاصة بين المثقفين وأساتذة الجامعات.

ولا بد بالمقابل من تنشيط الاكاديميين في الجامعات العربية ليقوموا بمجهود أكبر في فضح التحيز الأكاديمي الاسرائيلي لعلنا نكسب المزيد ممن ينادي بحق الفلسطينيين بدولة مستقلة على أرضهم وانهاء عذابهم الذي طال أمده.

 
* صحيفة الدستور الأردنية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات