عاجل

السبت 04/مايو/2024

حزام تهويدي خطير يطوق المسجد الأقصى

حزام تهويدي خطير يطوق المسجد الأقصى

القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام

لم يهدأ سرطان الاستيطان في محيط المسجد الأقصى المبارك، في مسعى صهيوني متسارع لتغيير الهوية، وتغريب المكان، وإطفاء الصبغة اليهودية الاستيطانية في المنطقة، وصولًا إلى التهويد والإحلال الكامل.

أطواق جديدة يسعى الاحتلال من خلالها لعزل المسجد الأقصى عن عمقه المقدسي، عنوانها سلب مزيدٍ من الأراضي، وتهجير السكان.

“الحوض المقدس”

المختص في شؤون القدس والأقصى جمال عمرو، أكد أن هناك مشاريع تهويدية جديدة يدشنها الاحتلال في محيط المسجد الأقصى؛ حيث بدأ بتدشين مشروع أرض الحمراء، ضمن 13 مشروعًا تهويديًّا في المنطقة المحيطة في الأقصى، والتي تسمى عند الاحتلال “جزء من الحوض المقدس”.

وأوضح -في تصريح صحفي تابعه المركز الفلسطيني للإعلام- أنّ أرض الحمراء تزيد على 5 دونمات، وتبعد عن سور القدس الغربي نحو 300 متر، وتقع على مفترق طرق مهم يؤدي إلى واديي حلوة والربابة في سلوان، وتعد من أخفض الأراضي في القدس التاريخية بارتفاع 625 مترا عن سطح البحر.

وتلاصق الأرض مسجد سلوان وعين سلوان (أقدم عيون القدس الكنعانية) التي تغمر الأرض بالماء طوال العام، حتى غدت الأخصب في المنطقة.

وسيطر الاحتلال على هذه الأراضي، بذريعة تسريبها ضمن عقارات الكنيسة، وهو ما تنفيه الجهات الكنسية التي أكدّت أنها لجأت للقضاء؛ لكن الاحتلال يرفض الانصياع لقراراته

وأضاف عمرو: “من أبشع صور التهويد السيطرة على أرض في مكانٍ مقدس وقريب من المسجد الأقصى ومجاور لوقف عثمان بن عفان “رضي الله عنه” وروضة الطفل المسلم ، هذه كلها أراضي إسلامية”.

وتابع: ” نحن أمام سطو بقوة السلاح وإبعاد للسكان بدون قرار ولا محاكمة وعنجهية وسادية والسيطرة على هذه الأرض بما فيها من منشآت، وقد تم العمل على إزالتها واقتلاع الأشجار وإنشاء بركة للمياه ومدرجات برؤية صهيونية لهذا المكان الحساس”.

ولفت إلى الاحتلال افتتح مؤخرا الجسر المعلق في وادي الربابة وهو قريب من أرض الحمرا، والآن يتم التجهيز للبنية التحتية ” تليفريك”، وهذه كلها مشاريع تهويدية تحيط بالمسجد الأقصى من كل جانب.

وسلوان تمثل المنطقة الجنوبية والجنوبية الشرقية للمسجد الأقصى، ويعيش فيها قرابة 60 ألف نسمة، وتمتد على 6540 دونم تقريبا، وتمثل الخاصرة الرخوة لجنوب المسجد الأقصى، وتتعرض لعمليات تدمير منذ عقود ماضية.

حزام تهويدي

من ناحيته، أكدّ الخبير المقدسي فخري أبو دياب، أنّ هذه المشاريع تأتي ضمن هجمة مخططة يقف خلفها ما تسمى بـ”اللجنة اللوائية للبناء والتنظيم”، وتهدف لخلق حزام تهويدي حول الأقصى.

وذكر أبو دياب -في تصريح تابعه مراسلنا- أن المشروع يضم استهداف عدة مناطق بسلوان، ضمن مخطط يستهدف المناطق التي تحيط بالأقصى، وتمتد على مساحة لـ26.500 دونم ، ويبدأ من حي الشيخ جراح شمالي البلدة القديمة وصولا لسلوان جنوبي المسجد الأقصى المبارك.

وبيّن أن المشاريع تتضمن انشاء وحدات استيطانية بمناطق الشيخ جراح والخان الأحمر وسلوان ويقدرّ عددها بـ6800 وحدة استيطانية.

وأوضح أن من بين المشاريع المستهدفة انشاء قبور وهمية بسلوان، وحدائق توراتية تلمودية وجسر هوائي وحفريات وأنفاق.

منذ الاحتلال

هذه المشاريع التهويدية تأتي في ظل حرب استيطانية شعواء ضد مدينة القدس المحتلة، بدأت منذ الاحتلال، حيث صادر الاحتلال الصهيوني 35% من مساحة شرقي القدس، تحت مسميات واهية منها “المصلحة العامة”.

وحسب المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب فإن عدد الفلسطينيين في شرقي القدس يبلغ 340 ألفًا، والمستوطنين 220 ألفًا، لافتًا إلى أن الاحتلال أقام 10 مستوطنات كبيرة في المدينة المقدسة تضم 55 ألف وحدة استيطانية.

ويبين أن سلطات الاحتلال استولت منذ عام 1967، على 3004 من ممتلكات المقدسيين شرقي المدينة، وطردت أهلها منها، وأسكنت مستوطنين بدلًا عنهم، خاصة في البلدة القديمة، وحارة الشرف، وبلدة سلوان، وحي الشيخ جراح.

ومنذ العام الجاري 2023، وافقت حكومة الاحتلال وبلديتها والجمعيات الاستيطانية على بناء 13 ألف وحدة استيطانية شرقي القدس، وما زال العمل فيها مستمرًا.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات