الخميس 01/مايو/2025

حصار الخليل .. الاحتلال يواري فشله بالعقاب الجماعي

حصار الخليل .. الاحتلال يواري فشله بالعقاب الجماعي

الخليل – المركز الفلسطيني للإعلام
إرادتنا أقوى من حصاركم وتنكيلكم .. هذا هو لسان حال سكان الخليل بعد إجراءات العقاب الجماعي التي تواصل قوات الاحتلال الصهيوني فرضها منذ العملية الفدائية التي أدت لمقتل مستوطنة وإصابة آخر قبل يومين.

وعبر عشرات الحواجز والبوابات الحديدية، والسواتر الترابية، حولت قوات الاحتلال بلدات الخليل جنوب الضفة الغربية إلى كانتونات منعزلة، لتصبح المحافظة سجنًا كبيرًا محاطًا بالقوات الصهيونية وقطعان المستوطنين.

عقوبات جماعية

وقال عماد الجعبري، الناشط الحقوقي: إن قوات الاحتلال نصبت ما لا يقل عن 12 بوابة حديدية وأغلقتها على أحياء وشوارع وبلدات، بالتزامن مع نصب حواجز وإغلاق ما لا يقل عن 20 مدخلاً وطريقًا لبلدات الخليل.

وأكد الجعبري لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن قوات الاحتلال تشن حملة دهم وتفتيش وتعيق حركة تنقل المواطنين سواء مشاة أو عبر سياراتهم، مبينًا أن كل ذلك يندرج ضمن إجراءات العقاب الجماعي التي يجرمها القانون الدولي.

وذكر أن هذه الإجراءات العقابية جاءت بعد عملية إطلاق نار أدت لمقتل مستوطنة قرب مستوطنة كريات أربع في الخليل الاثنين الماضي.

اقرأ أيضًا: 25 رصاصة.. هكذا بددت عملية الخليل وهم الاستنفار الصهيوني

ونفذ فدائيان عملية إطلاق النار التي أدت لمقتل المستوطنة، وأعلن الاحتلال اعتقالهما لاحقًا بعد مداهمة منزلهما في الخليل.

شابان يتهمها الاحتلال بتنفيذ عملية الخليل

وقال الجعبري: رغم إعلان الاحتلال اعتقال منفذي العملية إلاّ أنه استمر في إجراءاته العقابية ما يؤكد أن الأمر لا يتعلق بإجراءات أمنية إنما بإجراءات عقاب جماعية.

وأشار إلى أن عملية الإغلاق وفرض الحواجز يلحق خسائر فادحة بأهل الخليل نظرًا لما تتميز على الصعيد الاقتصادي.

وتعد الخليل مركزاً تجارياً لأكثر من 100قرية محيطة بها، وأهم مدينة صناعية في الضفة الغربية على الرغم من أنها كانت ومازالت بلدة زراعية بالأساس، وفيها وحولها الكثير من المحاجر التي يصدر إنتاجها من حجارة البناء والرخام إلى مدن الضفة الغربية والدول العربية المجاورة.

وضمن الإجراءات العقابية التي تواصلت، نصبت قوات الاحتلال -الأربعاء- بوابة حديدية عند المدخل الشمالي لمدينة الخليل والمعروف بـ”جسر حلحول”.

حواجز الاحتلال في الخليل

وقال مصدر محلي: إن قوات الاحتلال نصبت بوابة حديدية عند “جسر حلحول” في إطار العقوبات الجماعية التي فرضتها على المحافظة، لمنع تنقل المواطنين والتضييق عليهم.

وتقع مدينة الخليل على مسافة 37 كم جنوبي القدس، و27 كم جنوبي بيت لحم، وتظهر على جانبي الطريق المؤدي من الخليل إلى بيت لحم الريف الفلسطيني الجميل الذي يشهد على خصوبة وإنتاجية هذه الأراضي التي تنتشر بها كروم العنب الوفيرة، والأشجار المثمرة الأخرى.

ولكن هذا المشهد الجميل لم يكتمل إذ تكثر على هذا الطريق المستوطنات الإسرائيلية وخاصة مجموعة المستوطنات المعروفة بغوش عتسيون التي تنمو باطراد على حساب الأرض الفلسطينية في المنطقة.

تنكيل بالطلبة

كما احتجزت قوات الاحتلال، طالبين، واستولت على حقيبتيهما المدرسيتين، عند حاجز عسكري جنوب الخليل.

وأظهر مقطع فيديو وثقه أحد المواطنين، احتجاز الطالبين تحت أشعة الشمس واستيلاء جنود الاحتلال حقيبتيهما المدرسيتين.

وخلال اليومين الماضيين، اعتقلت قوات الاحتلال قرابة 70 مواطنًا من الضفة الغربية، بينهم عدد من أبناء الخليل.

الاحتلال يحتجز عددًا من المواطنين

ويبلغ عدد سكان محافظة الخليل 552,164 نسمة، وهي بذلك أكبر مدينة في النصف الجنوبي من الضفة الغربية.

تمهيد لهدم منزلي منفذي العملية

وأقدمت قوات الاحتلال -الأربعاء- على أخذ قياسات منزلين مملوكين لعائلة الشنتير بمدينة الخليل تمهيدا لهدمهما، بدعوى مسؤوليتهما عن تنفيذ العملية الفدائية.

جنود الاحتلال يأخذون قياسات المنزل تمهيدا لهدمه

وأكدت مصادر محلية أن قوة من جيش الاحتلال اقتحمت “خلة مناع” جنوبي المدينة، ونفذت عمليات مسح هندسي لمنزلي المعتقلين محمد مصطفى مصباح الشنتير، وصقر أكرم مصباح الشنتير، تمهيدا لهدمهما.

قسم الحر الواثق: سيندحرون

وقبيل اعتقاله، هتف الأسير البطل محمد الشنتير ليبث العزيمة لدى ذويه الذين ودعوه بالدموع، فقال: “ارفعوا راسكم.. الله أكبر والعزة والنصر للإعلام، والله سيندحرون من أرضنا”.

وبصوتٍ عالٍ نادى أهل بيته بألا يبكوُا على فراقه، فلقد سلك طريق العزة والكرامة ودروب الجهادِ والثأر ضد من قتّلوا الأطفال والنساء والشيوخ ودنسوا المقدسات وهدموا البيوت وهجّروا الأهالي.

وبعزيمة كجبالِ الخليلِ وجّه رسالة من نار إلى قواتِ الاحتلال الذين ينتظرونه في خارج المنزل لاعتقاله “من جاؤوا ليعتقلوني والله سيندحرون عن هذه الأرض المباركة لأننا أصحاب حق وهم أصحاب باطل”.

وتابع الأسد الهصور “ما بني على حق سينتصر وما بني على باطل سيتهزم ويولون الدبر” ومودعًا أهله مؤكدًا على عدم البكاء “أراكم على خيرٍ”.

غضب متصاعد

المواطن محمد أبو شمسية أكد أن كل ما يفعله الاحتلال من نصب حواجز وإغلاق للبلدات لن يخمد إرادة المقاومة ولن يرهب الأهالي، بل يزيد حالة الغضب، ويخرج مئات الثوار لمواجهة الاحتلال.

وقال أبو شمسية لمراسلنا: فليحاصروا وليغلقوا ولكن ينالوا من كرامتنا، وكل الخليل تحي الأبطال منفذي العملية وهناك عشرات الشباب يسيرون على دربهم، مشددًا على أنه ليس أمام الاحتلال إلاّ الرحيل عن أرضنا.

حواجز الاحتلال في الخليل

ويؤكد المحلل السياسي فرحان علقم، أن الاحتلال يسعى من خلال الإغلاقات بالخليل أن يفض الحاضنة الشعبية عن المقاومة عقب العملية البطولية إلا أنه فشل في ذلك.

وأشار علقم في تصريحات تابعها المركز الفلسطيني للإعلام إلى أن الاحتلال كان يسمح لمركبات المستوطنين بالمرور من خلال حواجز الفلسطينيين ويمنع المركبات الفلسطينية.

وشدد أن إجراءات الاحتلال لم تزد أهالي الخليل إلا قوة وعنفوانًا وتضامنًا واسعًا أفشل إجراءات الاحتلال.

وبين أن الخليل احتضنت كل من عَلق بفعل إجراءات الاحتلال، لافتًا أن الخليل وعبر التاريخ سباقة للخير والبذل والعطاء وتقدم التضحيات تلو التضحيات فداءً للوطن والمقاومة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

91% من سكان غزة يعانون أزمة غذائية

91% من سكان غزة يعانون أزمة غذائية

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة منير البرش، اليوم الخميس، أن 91% من سكان القطاع يعانون من "أزمة غذائية"...