الثلاثاء 01/أكتوبر/2024

بشعار القدس قدسنا.. الجمعة الخمسون من حراك الجزائر فلسطينية

بشعار القدس قدسنا.. الجمعة الخمسون من حراك الجزائر فلسطينية

منذ انطلاق الحراك الشعبي بالجزائر في 22 فبراير/شباط الماضي، ظلت القضية الفلسطينية حاضرة حضورا لافتا في مسيرات وهتافات الجماهير، حيث برزت في يافطات كبيرة رفرفت من فوق العمارات والمباني، مثلما رددت حناجر المتظاهرين أغانيها الثورية والوطنية.

ولم يكن ذلك بالغريب على الشعب الجزائري الذي ألِفهُ العالم محتضنا لفلسطين وأقصاها المبارك في كل المناسبات السياسية والرياضية والفنية منها، داخل البلاد وخارجها.

غير أن الجمعة الخمسين من الحراك كانت بعنوان: فلسطين والقدس، فقد زينت رايتها الوطنية صور المظاهرات، وطافت بها الجموع في كل فج عميق، حملتها عالية في سماء الجهاد والثورة، وهي تستحضر ملاحم شهداء الجزائر، عبر شوارع حسيبة بن بوعلي وديدوش مراد ومحمد بلوزداد والعربي بن مهيدي بقلب العاصمة الجزائرية، تعبيرا عن رفضها لمسمى “صفقة القرن”.

وزاد حضور شخصيات وطنية رمزية في تاريخ الجزائر من حماسة الجماهير في دعمها لقضية الشعب الفلسطيني العادلة، مثلما كان عليه الحال مع نزول أيقونة الثورة التحريرية المجاهدة جميلة بوحيرد إلى التظاهر ملتحفة الكوفية الفلسطينية.

ويبدو أن بوحيرد الناشطة منذ عقود على أكثر من صعيد لمصلحة الشعب الفلسطيني، قد تعمدت المشاركة في “جمعة فلسطين” بعدما غابت لأسابيع عن الحراك، بسبب عمرها المتقدم (85 عاما) وحالتها الصحية، حتى لا تفوت الفرصة في التعبير عن موقفها وتضامن جيلها ورفاقها مع القضية.

جمعة فلسطين
مباشرة عقب صلاة الجمعة، بدأت جموع المصلين بمختلف المدن الجزائرية، وفي مقدمتها العاصمة، تتدفق على الساحات المركزية، وبدا واضحا أنها جمعة فلسطين والقدس من خلال اللافتات الكبيرة التي تقدمت صفوف المتظاهرين، فضلا عن الأهازيج والهتافات والأغاني الشعبية التي هزت أرجاء المكان.

وتوجهت الشعارات المكتوبة والمسموعة في عمومها إلى تأكيد “الموقف الجزائري الداعم لفلسطين ظالمة أو مظلومة” وفق القول المأثور للرئيس هواري بومدين، وللتنديد بالمؤامرة على القضية والخذلان العربي من بعض الأنظمة الرسمية، مثلما عكسته اللافتات التي صادفتها الجزيرة نت.

ولذلك كان من أبرز ما كُتب “تحيا فلسطين.. الخزي والعار للخونة” مثلما حمل أحد المتظاهرين شعار “لا لسرقة القرن.. فلسطين عربية”.

ورفعت مجموعة من المشاركين لافتة طويلة جاء فيها “لا لصفقة القرن.. من الجزائر نحييكم إخوتنا.. ونقول لكم: الحراك مع القضية الفلسطينية ويندد بتطبيع الحكام العرب مع إسرائيل”.

وآثر مشارك آخر أن يحمل لوحة كبيرة خط عليها بالأحمر “تسقط صفقة القرن.. فلسطين ليست للبيع” وبجانبه قرأنا شعارا شبيها أشهره رفيقُه بعنوان “التطبيع خيانة.. القدس لنا والأرض لنا”.

واختارت مجموعة من القيادات الإسلامية المعروفة، يتقدمها أحمد إبراهيمي، رئيس “جمعية البركة الخيرية” والتي تشتغل لمصلحة الإغاثة الفلسطينية، أن ترفع لافتة “استقلال الجزائر بحرية فلسطين”.

من جهة أخرى، ذهب ناشطون إلى ربط رسالة الحراك الداخلية بالرسائل الخارجية، في إشارة متعمدة إلى مسؤولية الأنظمة على ما وصل إليه حال فلسطين، حيث رفع متظاهر لوحة جاء فيها “الحراك هو الذي سيحرر الجزائر وفلسطين بالقضاء على صهاينة العرب، الذين يعملون على تمرير صفعة القرن وتدمير الوطن”.

وكتب آخر “عندما تتحرر الجزائر من العصابة والنظام الفاسد تستقل فلسطين”.

احتجاجات شعبية
الفعاليات الجماهيرية الرافضة لمقترح الإدارة الأميركية لم تتوقف فقط على مسيرات الحراك؛ فقد سبقت في الفترة الصباحية من الجمعة، ومع نهاية الأسبوع، احتجاجات شعبية بمبادرات حزبية وجمعوية، خاصة من طرف التشكيلات الإسلامية.

ونظمت حركة البناء الوطني -أمس الجمعة- تجمعا شعبيا نسويا بمدينة البليدة (47 كلم تجاه الجنوب الغربي للعاصمة)؛ للاحتجاج ضد “صفقة القرن” قبل أن تنضم المشاركات به إلى حراك المدينة.

وناشد عبد القادر بن قرينة (رئيس الحزب) الشعب جعل الجمعات القادمة من الحراك كلها للتضامن مع الشعب الفلسطيني، داعيا إلى “تخصيص إحياء الذكرى الأولى للحراك المبارك لنصرة الشعب الفلسطيني على أرض الجزائر”.

وطالب بن قرينة -في كلمة له بهذه الوقفة- الرئيس عبد المجيد تبون بشرح المخاطر الحقيقية التي تحدق بالجزائريين والجزائريات؛ “حتى يكون الحزب إلى جنبه وإلى جنب الدولة والمؤسسات”.

وسأل “ما هي الدول التي نعدّها نحن شقيقة لنا إذا كانت تستهدف وطننا وأمننا واستقرارنا”؛ في إشارة منه إلى دول لها علاقة بما يجرى في ليبيا وفلسطين على السواء.

وأضاف المتحدث “ليس من المنطقي أن نقرأ قبل يومين أن إحدى الدول العربية الراعية لهذا الاتفاق مع ترمب، وهي جزء من أداة التدمير والتقتيل في ليبيا، تريد أن تبني قاعدة عسكرية ومطارا على حدودنا الغربية “، وهنا تتضح الرسالة في كلام بن قرينة.

الصفقة لن تمر
من جهتها، نظمت حركة مجتمع السلم الجزائرية وقفة شعبية بالعاصمة للتنديد بتصفية القضية الفلسطينية، شارك فيها موفد “حركة المقاومة الإسلامية” إلى الجزائر محمد عثمان، إلى جانب ممثلين عن هيئات مدنية ونواب في البرلمان وناشطين سياسيين، وشهدت رفع الأعلام الفلسطينية ولافتات تدافع عن حق الفلسطينيين ضد مقترح الإدارة الأميركية.

وهاجم رئيس الحركة عبد الرزاق مقرِّي الأنظمة العربية التي حضرت مراسيم الإعلان عن “صفقة القرن”، وقال عنها: “بوقاحة تامة، دون حياء أو حشمة، يقفون مع المجرمين وأعداء أمتنا ومقدساتنا وشعوبنا ويساندون ترمب ونتنياهو”.

وشدد مقري على أن صفقة ترمب لن تمرّ؛ لكون “الشعوب العربية والإسلامية بدأت تستفيق من سباتها، وتنتبه إلى مخاطر التشتت والأنظمة التي باعت قضاياها”.

بدورها شاركت شخصيات وطنية وأهلية بوقفة احتجاجية نظمتها السفارة الفلسطينية بمقرها بالجزائر العاصمة، حيث شددت على رفضها صفقة ترمب باعتبارها “قرارا مجحفا في حق القضية الفلسطينية”، ومؤكدة أن الخطة الأميركية للسلام “لن يكتب لها النجاح” مثلما ورد على لسان رئيس جمعية مشعل الشهيد محمد عباد، ورئيس جمعية الإرشاد والإصلاح نصر الدين حزام، والداعية علي عية والناشط السياسي عبد العزيز رحابي.

وعدّوا أن المقترح “تجاهل تمامًا إرادة الشعب الفلسطيني”، لذلك دعوا إلى “وحدة الصف الوطني وإنهاء الانقسام الداخلي”.

المصدر: الجزيرة

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الحصاد المرّ لحرب الإبادة على قطاع غزة

الحصاد المرّ لحرب الإبادة على قطاع غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أصدر المكتب الإعلامي الحكومي، مساء اليوم الاثنين، تحديثًا لبيانات حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي...