رسالة إلى الفصائل والمجتمع الأهلي في غزة

السلام عليكم وتحياتنا لكم ونقدر دوركم ومواقفكم، لا نريد أن نعود إلى الوراء ونتحدث عن دلالات مواقف معينة منذ انتخابات ٢٠٠٦ وانعكاسات النتائج على الوضع العام في الضفة وغزة وعلى مواقف الأطراف الداخلية والإقليمية والدولية من القضية الفلسطينية، إنما سنتكلم في هذه السطور عن تفسير الأزمة في قطاع غزة، إذ يمثل عدد سكان غزة تقريباً ٤٠٪ مما يسمى أراضي السلطة الفلسطينية.
يكاد يجمع الجميع أن الأزمات المنتشرة في قطاع غزة منذ ١٦ سنة تعود إلى سببين:
الأول- وهو الأساس والأكبر والمركزي، وهو سياسة الاحتلال والأطراف المتعاونة معه، وذلك عقاباً لغزة ونهجها ضد الاحتلال ومصالحه.
السبب الثانوي والأصغر هو ضعف أداء وأخطاء إدارة عامة، وفي السببين يعد الشعب الفلسطيني بكل مكوناته الاجتماعية والسياسية والدينية في قطاع غزة متأثرًا، الأمر الذي يتوجب على الفصائل والعوائل ومؤسسات المجتمع الأهلي أن يأخذوا دورهم والتعاون مع المستوى الحكومي في إيجاد حلول، سواء حلول نهائية أو مؤقتة للأزمات الحياتية المختلفة، وبرأيي لم يعد مقبولاً من أي فصيل أو تجمع اجتماعي أن يقف على الحياد أو يقف سلبيًّا لأن الجميع في مركب واحد، إذا نجا سينجو الجميع، وإذا غرق -لا سمح الله- سيغرق الجميع.
وإنَّ المتتبع للحالة في قطاع غزة يدرك أن الحالة الوطنية والعلاقات الفصائلية في وضع متقدم سواء على مستوى العلاقة مع الحكومة أو العلاقة مع الحزب الحاكم في غزة، فنرى التواصل واللقاءات، وأحياناً التنسيق هذه الحالة تحتاج إلى التقدم بها وتطويرها، وصولاً إلى شركاء في العمل والتطوير والمسؤولية،
وفي هذه الأوقات فإن غزة وشعبها كأيقونة المقاومة وأيقونة المساندة للضفة والقدس تحتاج إلى هذه الحالة الوحدوية.
من الخطأ بل من الخطيئة التفكير بأن دعوات الحراكات المشبوهة المدعومة من جهات أمنية عالمية، ومرتبطة بالاحتلال أنها ضد الحكومة وحزبها، بل هي ضد أي رصاصة مقاومة وضد أي معنى كرامة وضد أي درجة وعي، والهدف الجميع لتكون السفينة غارقة في البحر.
وإذا سقطت راية المقاومة بما توفرها الحكومة وحزبها الحاكم فعلى الجميع أن يستعد للسقوط.
وأمام ذلك إنني في هذا المقال أشدد على ضرورة أن تكون تجمعات الفصائل كل الفصائل بما فيها فتح في غزة والعائلات ومؤسسات المجتمع الأهلي في جانب الحكومة، وتسعى إلى إحقاق الحقوق والواجبات من خلال العرف القانوني والعرف المجتمعي والتعاون في حل المشاكل الممكنة التي تنتج عن الأخطاء الإدارية والتخفيف من آثار المشاكل المرتبطة بالاحتلال.
وقد تكون المشاركة المباشرة في الوزارات والبلديات والنقابات واتحادات الطلبة مدخل أخلاقي ووطني وضرورة من ضروريات الصمود.
أرجو أن يصل المواطن إلى مفعول لأجله وليس مفعولاً به وبحقوقه وحياته من التجمعات السياسية والمجتمعية.
وأخيراً كما قدمت غزة من خلالكم نموذجًا في المقاومة العسكرية فإنها قادرة أن تقدم من خلالكم أيضاً مقاومة الصمود والتحدي.
بدأت بالتحية لكم وأنتهي بالتحية لكم على دوركم.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الأورومتوسطي: إسرائيل تمارس حرب تجويع شرسة في قطاع غزة
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الهجوم الإسرائيلي المتواصل والحصار الخانق والنقص الحاد في الإمدادات...

550 مسؤولا أمنيا إسرائيليا سابقا يطالبون ترامب بوقف الحرب بغزة
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام طالب مئات المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالعمل على وقف الحرب في...

حماس تدعو للنفير لحماية الأقصى بعد محاولة ذبح القرابين
القدس المحتلة – حركة حماس قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن محاولة المستوطنين ذبح قربان في المسجد الأقصى يعد تصعيداً خطيراً يستدعي النفير...

مؤسسات الأسرى: تصعيد ممنهج وجرائم مركّبة بحق الأسرى خلال نيسان الماضي
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر نيسان/ إبريل 2025 تنفيذ حملات اعتقال ممنهجة في محافظات الضفة الغربية،...

إضراب جماعي عن الطعام في جامعة بيرزيت إسنادًا لغزة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام أضرب طلاب ومحاضرون وموظفون في جامعة بيرزيت، اليوم الاثنين، عن الطعام ليومٍ واحد، في خطوة رمزية تضامنية مع سكان...

القسام تفرج عن الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكساندر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عند الساعة 6:30 من مساء اليوم...

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...