الأحد 12/مايو/2024

الأورومتوسطي: إسرائيل تنتهك مبدأي الضرورة والتناسب في هجماتها على غزة

الأورومتوسطي: إسرائيل تنتهك مبدأي الضرورة والتناسب في هجماتها على غزة

جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام

قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل في هجومه المستمر على قطاع غزة عددًا من المدنيين، وأغلق المنافذ الحيوية للقطاع، وعطّل تدفق الإمدادات الإنسانية، بما في ذلك الأدوية والمستلزمات الطبية والوقود.

وذكر المرصد الأورومتوسطي في بيان صحفي الجمعة، أنّه تحقق من مسؤولية جيش الاحتلال عن مقتل 10 مدنيين على الأقل حتى الساعة 8:00 من مساء يوم الجمعة 12 مايو/ أيّار، إذ استهدف بضربات جوية الأماكن التي كانوا فيها مع علمه المسبق بذلك، وهو ما قد يرقى إلى جريمة حرب بموجب ميثاق روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.

وأكّد المرصد الأورومتوسطي أنّ جيش الاحتلال وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية لديها ما يكفي من التقنيات والأساليب التكنولوجية المتطورة لتحديد طبيعة وهوية الأشخاص الذين يقعون ضمن النطاق المباشر لتأثير الضربات التي ينفذها سلاح الجو الإسرائيلي باستخدام الذخائر الذكية التي يمتلكها.

وبيّن أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي لم يراع في هجومه على القطاع مبادئ القانون الدولي الإنساني، لا سيما مبدأي الضرورة والتناسب، إذ وثّق في أربع وقائع منفصلة استهداف الاحتلال مطلوبين مزعومين رغم وجودهم مع عائلاتهم وأطفالهم، ما أدّى إلى استشهادهم على الفور.

وأشار إلى أنّ تدمير الطيران الحربي الإسرائيلي لمنازل مدنية بزعم انتماء مالكيها أو أفراد من أسرهم إلى الفصائل الفلسطينية المسلحة لا يمكن تبريره أو شرعنته، وهو ممارسة غير قانونية تندرج ضمن أساليب العقاب الجماعي التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين على نحو واسع النطاق.

وأشار إلى أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي يغلق منذ بدء هجومه على قطاع غزة فجر الثلاثاء 9 مايو/ أيّار الجاري جميع المنافذ الحيوية التي يسيطر عليها مع قطاع غزة، على نحو عطّل مختلف أشكال الإمدادات الحيوية الواردة لقطاع غزة، بما في ذلك المستلزمات الغذائية والطبية الأساسية وإمدادات الوقود.

وأشار إلى أنّ إغلاق معبر إيرز، وهو المعبر الوحيد المخصص لتنقّل الأفراد من غزة إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، تسبب بتعذّر سفر مئات المرضى من أصحاب الأمراض الخطيرة لتلقي العلاج في مستشفيات الضفة الغربية والقدس الشرقية وإسرائيل، ما قد ينذر بتدهور بالغ وخطير على صحتهم.

وأضاف أنّ استمرار القصف الإسرائيلي تسبب بشلل الحياة في مختلف مدن قطاع غزة، إذ تعطّل غالبية العمال عن العمل، بمن في ذلك نحو 17 ألف عامل يعملون في إسرائيل، وأدّى ذلك إلى خلق صعوبات أمام أرباب الأسر في تأمين المواد المعيشية الأساسية لأسرهم.

ونبّه إلى أنّ محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة قد تتوقف في غضون أيام بسبب استمرار انقطاع إمدادات الوقود، الأمر الذي يؤثر مباشرة على عمل المرافق الحيوية كالمستشفيات والمراكز الصحية، ومضخات المياه العادمة، ومحطات المعالجة، وآبار المياه الصالحة للشرب، ومحطات التحلية، والمرافق الخدمية الأخرى التي يرتبط عملها بالكهرباء.

ويفاقم العدوان العسكري الإسرائيلي المتكرر على قطاع غزة من سوء الوضع الإنساني لأكثر من 2 مليون و400 ألف نسمة يعيشون في القطاع، إذ تفرض إسرائيل منذ عام 2006 حصارًا مشددًا على القطاع تسبب بإفقار أكثر من 61% من سكانه، إلى جانب تعطيل نحو 47% من المشاركين في القوى العاملة عن العمل، ومعاناة نحو 53% من السكان من انعدام الأمن الغذائي.

ووفق وزارة الصحة الفلسطينية، أسفر عدوان الاحتلال عن استشهاد 33 شخصًا بينهم ستة أطفال و4 سيدات، وإصابة 111 آخرين، حتى ساعة نشر هذا البيان.

ودعا المرصد الأورومتوسطي الأمم المتحدة والدول والقوى ذات العلاقة إلى الضغط على إسرائيل لوقف هجومها غير المبرر على قطاع غزة على نحو فوري، وتحييد المدنيين عن العمليات العسكرية، وفتح جميع المنافذ الحدودية المغلقة، بما يضمن تدفق الإمدادات الطبية والغذائية واللوجستية إلى القطاع.

وطالب المرصد الأورومتوسطي مجلس حقوق الإنسان بالعمل على تشكيل لجنة تقصي حقائق للتحقيق في جميع الحوادث التي شملت استهداف المدنيين، وتحديد المسؤولين عنها، والدفع باتجاه محاسبتهم أمام المحاكم المعنية، تمهيدًا إلى تحقيق العدالة للضحايا.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات