الجمعة 29/مارس/2024

القائد إياد الحسني .. ثلاثة عقود من الجهاد توجت بالشهادة

القائد إياد الحسني .. ثلاثة عقود من الجهاد توجت بالشهادة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
بعد ثلاثة عقود من الجهاد والمقاومة، ما استكان فيها ولا فترت عزيمته، يرحل كما تمنى دومًا القائد الكبير في سرايا القدس، إياد الحسني، شهيدًا في جريمة اغتيال اقترفتها قوات الاحتلال.

وارتقى الحسني (54 عاما)، رفقة رفيق دربه الشهيد محمد وليد عبد العال، بعدما قصفت طائرات الاحتلال -مساء الجمعة- شقة سكنية أقاما فيها في حي النصر بمدينة غزة.

وفي بيان نعيها الشهيد القائد أعلنت سرايا القدس أنه عضو المجلس العسكري ومسؤول وحدة العمليات في سرايا القدس، مشيرة إلى انه ارتقى في عملية اغتيال صهيونية جبانة مساء اليوم في غزة.

والقائد الحسني هو المسؤول عن التنسيق بين قيادة القسام وسرايا القدس خلال معركة “ثأر الأحرار”، وفق ما كشفته كتائب القسام في تصريح صحفي نعت فيه الشهيد.

اقرأ أيضًا: كتائب القسام تنعى القائد الحسني وتؤكد: دماء الشهداء لن تذهب هدرًا

وأعلنت حركة الجهاد في بيان نعيها، أن القائد المجاهد إياد الحسني “أبو أنس”، أحد قيادات الحركة ومسؤول العمليات المركزية في سرايا القدس وعضو مجلسها العسكري، وارتقى شهيداً بعد قصف صهيوني تعرض له أثناء قيامه بواجباته الجهادية في إدارة معركة ثأر الأحرار.

وعاش القائد أبو أنس حياته مجاهداً ومربياً وداعياً إلى المقاومة، وسخر وقته للمقاومة وللعمل الحركي والإسلامي، وتنقل في العديد من المواقع القيادية والحركية.

أثر وبصمة

ومع رحيل القائد، استحضر محبوه محطات مضيئة من السيرة العطرة لهذه القامة الوطنية الكبيرة، التي لها في كل مجال أثر وبصمة، فهو غيث الملهوفين، ومهندس العمليات الفدائية، ومؤسس التشكيلات العسكرية.

في مخيم الشاطئ المكتظ باللاجئين غرب مدينة غزة، عاش الفارس الذي تعود جذوره إلى بلدة حمامة القريبة من عسقلان، لسنوات قبل أن يغادره إلى منطقة الكرامة شمال غرب المدينة.

التحق الحسني باكرًا بالعمل الوطني، ونشط في الانتفاضة الأولى وأصيب بجروح خلالها وهو في ريعان شبابه، وتعرض للملاحقة من الاحتلال الذي اعتقله مدة قصيرة قبل أن يفرج عنه، وانتمى لحركة الجهاد الإسلامي وكان من المشاركين في تأسيس أول جناح عسكري لها تحت اسم “قسم”، إلى جانب رفيق دربه المؤسس لتلك القوى الشهيد محمود الخواجا.

إشراف على عمليات استشهادية

وأشرف القائد الحسني على تنفيذ عدة عمليات استشهادية، منها تجهيز الشهيد علي العماوي من مجاهدي “قسم” لتنفيذ عملية في مدينة أسدود عام 1994، باستخدام رشاش سلاح بدائي، ما أدى لمقتل إسرائيليين حينها قرب محطة حافلات، وفق ما نقلته القدس.

كما كان أحد المشاركين عام 1995 في التجهيز لعملية بيت ليد التفجيرية الشهيرة التي نفذها الشهيدان أنور سكر وصلاح شاكر من سكان قطاع غزة، والتي أدت لمقتل ما لا يقل عن 25 إسرائيليًا، وفي عام 1996، ساهم في تجهيز الشهيد رامز عبيد منفذ عملية ديزنغوف التفجيرية، ما أدى لمقتل 13 إسرائيليًا حينها.

وإثر هذه العمليات الفدائية النوعية، أصبح الحسني مطاردًا للاحتلال، ولم يسلم من ملاحقة أجهزة السلطة الفلسطينية في حينه فاعتقلته أجهزتها الأمنية مع غيره من قيادات الجهاد وحماس في فترة التسعينيات.

تأسيس سرايا القدس

ومع بداية انتفاضة الأقصى نهاية عام 2000، كان الحسني من المشاركين في تأسيس أولى خلايا سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وأشرف على إدارة وقيادة مجموعات عسكرية مختلفة كانت تتصدى للاقتحامات الإسرائيلية لمدن ومخيمات قطاع غزة.

كما أشرف الشهيد -وفق صحيفة القدس- على سلسلة عمليات إطلاق نار تجاه المستوطنين وقوات الاحتلال قرب المستوطنات ما أدى في إحداها لمقتل مستوطنين عام 2002 واستشهد حينها الشهيد منير أبو مصطفى، وإسناد الوحدة التي نفذت عملية قتل ضابط قرب نتساريم في نهاية العام نفسه.

وتدرج الحسني مع مرور السنوات في استمرار قيادة مجموعات عسكرية ناشطة بالسرايا في قطاع غزة، وبات ضمن مجلسها العسكري، ومسؤول العمليات الخاصة فيها.

محاولات اغتيال

وتعرض القائد الحسني لعدة محاولات اغتيال من الاحتلال الإسرائيلي، ولكنه نجا منها ليواصل الجهاد والمقاومة، حتى ارتقى شهيدًا في معركة ثأر الأحرار.

واستشهد ابن شقيقة الشهيد القائد، وأحد مساعديه لعدة سنوات “رماح فايز الحسني”، عام 2011 بعد انفجار غامض مركبة كان يقودها وسط قطاع غزة، حيث اتهمت حينها عائلته الاحتلال بتصفيته.

نعي الغرفة المشتركة

الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية نعت الشهيد القائد إياد الحسني، وقالت في بيان لها: إن استشهاد القادة دليلٌ على أنهم في قلب المعركة والميدان، وفي مقدمة صفوف المواجهة، وقوفًا في وجه العدوان الغاشم الذي لا زال يرتد نارًا ودمارًا على العدو.

اقرأ أيضًا: الغرفة المشتركة تنعى القائد الحسني وتؤكد: قتالنا مستمر

وختمت الغرفة المشتركة بالتأكيد أن “قتالنا مستمرٌ وسنواصل التزامنا أمام دماء الشهداء مهما كلف ذلك من ثمن”.

حياة حافلة بالتضحية والعطاء

ونعت حركة حماس القائد في سرايا القدس الشهيد إياد الحَسَني مؤكدة أنّ جرائم الاحتلال لن توقف مقاومة شعبنا ووحدته في ملحمة “ثأر الأحرار”.

اقرأ أيضًا: حماس تنعى الحسني وتشيد بأداء الغرفة المشتركة بصد العدوان

وقالت حماس إن القائد الحسني ارتقى في عملية اغتيال صهيونية غادرة وجبانة، بعد حياة حافلة بالعطاء الجهادي والتضحية والإبداع في المقاومة ضد العدو الصهيوني امتدت لأكثر من ربع قرن.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

36 شهيداً في عدوان إسرائيلي على ريف حلب

36 شهيداً في عدوان إسرائيلي على ريف حلب

حلب - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وسائل إعلام سورية بارتقاء 36 شهيداً في غارات إسرائيلية استهدفت أهداف في ريف مدينة حلب منتصف الليلة الماضية....