الخميس 25/أبريل/2024

نم بسلامٍ يا علي أنت في المكان الرائع.. المعلمة نعيم ترثي طالبها النجيب

نم بسلامٍ يا علي أنت في المكان الرائع.. المعلمة نعيم ترثي طالبها النجيب

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

المعلمة مروة علي نعيم ترثي طالبها الشهيد الطفل علي عز الدين في الصف الثاني في مدرسة أوائل وقادة بكلمات مؤثرة، ينشرها لكم “المركز الفلسطيني للإعلام”..

صباح الخير يا عليّ 🕊️ تعودت أن أطلبَ منكم خلال دروس اللغة العربية أن تكتبوا قصةً قصيرة ، فاليوم أنا سأكتب القصة… عن طفل من طلابي، بل هو من أبنائي علي بل؛ يا بشمهندس علي يا أبو الشباب… كان علي يصحوا من نومه مبكراً كما قال، أستيقظُ الساعة السادسة يا مس ، وأذهب إلى المدرسة الساعة السابعة صباحًا، ونبدأ يومنا بالطابور الصباحي. علي كان يقف بالطابور وتظهر عليه ملامح القوة والعزة…

علي ينشد نشيد المدرسة بكل فخر وكان لديه انتماء رائع لمدرسته كان يحبها حباً شديداً 💔 نبدأ بدخول الصف عندها يدخل علي الصف ويبحث عن مكان، ولكن لم يكن يبحث عن المكان لوحده كان ينظر إلى محمد أو إلى يوسف ليختار أن يكون بجانب أحد منهم، كنتُ أنظر إليهم ولكن لم أستطع أن أُفرِّق هؤلاء الأطفال عن بعضهم البعض (زي ما بيحكوا ما بيهون عليا أَفرق الغوالي) فعلاً كانوا مرتبطين ببعضهم بشكلٍ جنوني، نبدأ حصتنا بالسلام والأذكار، ومن ثم فتح الكتب ويبدأ علي أو محمد بقراءة الدرس 🥺

تعودت أن أقول هيا يا علي ابدأ بقراءة الدرس، الآن ذهب علي… كان لعلي صديق آخر (يوسُف الجميل) كان يحبه جداً لدرجة أقول له (لازم تطلع معاه صف ثالث وتضل معاه يا علي وتدير بالك عليه).

علي طالب مجتهد جداً وكان يطرح أسئلة لم أكن أتوقعها إلا من طالبٍ متفوقٍ وذكي وعبقري 💔 علي المهندس كان لديه موهبة صنع الوسيلة بيديه، فقد صنع لي من قبل وسيلة مكتبية صغيرة بسيطة جداً لوضع القصص، الآن سأضع هذه الوسيلة بغرفتي وأضع بها كل ذكرياتك يا علي.

في صباح يوم الأحد الموافق : ٧/٥/٢٠٢٣أتى علي ومحمد صديقه، قال محمد (يامس علي ما بدو يروح على الرحلة) قلت له(ليش يا علي مالك ي حبيبي إذا ما بدك تروح أنا ومحمد ما هنروح) محمد صديقه أمضى يوم كامل يحاول اقناعه بالذهاب إلي الرحلة، محمد طبعاً نجح ؛ حبيب الروح والقلب لعلي بل هو أخوه الثاني.

يوم الإثنين قبل استشهاده بيوم : ٨/٥/٢٠٢٣ أحضر علي الرسوم وتوجه عندي ( تفضلي يا مس رسوم الرحلة) علي بجد هتروح .. اه ي مس … مين اقنعك … أكيد محمد … ظهرت عليه ابتسامته الرقيقة … وأمضى يوم الإثنين كعصفور يرفرف في الصف من سعادته أنه سيذهب إلى الرحلة في اليوم التالي، خلال اليوم قلت لهم (خلص ما راح أروح معكم) قال لي علي ومحمد معاً (لا يا مس بدك تيجي ونلعب تصادم سيارات) وبنفس اليوم قلت لهم(في مجموعة حلوة مش راح أخليها تطلع ع ثالث مع بعض) ظهرت عليهم ملامح الزعل، بعد لحظات قلت لهم ( أنتم روح وحدة كيف بدي أبعدكم عن بعض، يومياً بياكلو مع بعض .. ما بفارقوا بعض .. بحبوا بعض .. بساعدوا غيرهم .. بتفقوا … خلال الاستراحات بيجي عندي وبيحكيلي يا مس ممكن أنزل أنا ومحمد تحت نتمشى شوية) يالله يا علي كنت مؤدب حتى في الحديث معي، لن أنسى نظراتك خلال الحصص وأنت تنظر إلى الساعة وتُنبهني للوقت الذي كان يسرقني وأنا أشرح لكم الدروس أمضينا أوقات رائعة معًا يا رفيقي خلال هذا العام 💔💔

ولن أنسى أي لحظة أمضيناها. نام بسلام فأنت الآن بالمكان الذي حدثتك عنه من قبل أنه رائع، وجميل للغاية وكنت تحلم معي به وأنا أحدثك عنه .. وأنا سأبقى أروي قصصك بشكل دائم أحبك وسنبقى نحبك أنا وأصدقائك وسنشتاق لك كل يوم 💔 وسنقرأ الفاتحة على روحك وعلى روح الشهداء كل يوم وداعًا يا صديقي يا رفيقي 🕊️♥️

مُحِبتُك معلمتك يا روحي : مروة علي نعيم اللقاء الجنة بإذن الله #أقمار_أوائل_وقادة 💔

لمعرفة تفاصيل أوفى عن استشهاد الطفل علي عز الدين رفقه شقيقته ميار ووالده طارق من خلال الرابط التالي.. انقر هنا..

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات