قمع جنازات الشهداء .. انحراف وطني يفاقم الغضب الشعبي
الضفة المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام
من قمع مواكب استقبال الأسرى المحررين، إلى الاعتداء على مسيرات تشييع الشهداء، تتطور جرائم أجهزة السلطة لتعاظم الغضب الشعبي من تجاوزاتها الوطنية.
مفاعيل قمع أجهزة السلطة لمسيرة تشييع الشهيد عبد الفتاح خروشة (الذي جمع رباعية الأسر والمطاردة والبطولة والشهادة) لا تزال تتفاعل، مع مضي تلك الأجهزة في انحرافها باعتقال ما لا يقل عن 20 من المشاركين في الجنازة، بدلاً من الاعتذار عمّا حدث.
وأصيب العشرات عندما استخدم ملثمون من أجهزة السلطة الأمنية قنابل الصوت والقوة لقمع مسيرة تشييع الشهيد خروشة، وتسببوا بسقوط جثمان الشهيد على الأرض، في حادثة أشعلت حالة غضب عارمة في الأوساط الفلسطينية.
اقرأ أيضًا: أجهزة السلطة تقمع مسيرة تشييع الشهيد القسامي عبد الفتاح خروشة
وفي حين صدرت بيانات تنديد واستنكار صارمة مع غالبية الفصائل والهيئات الحقوقية، حاولت السلطة تبرير خطيئتها بمعطيات واهية، وأصرت عليها بتنفيذ اعتقالات إضافية للمشاركين.
اقرأ أيضًا: إدانة واسعة لاعتداء أمن السلطة على جنازة الشهيد عبد الفتاح خروشة
متوالية القمع
ويذهب الناشط الحقوقي عمار حسين إلى القمع الذي نفذته سابقا أجهزة السلطة ضد مواكب استقبال الأسرى المحررين، ومضي ذلك بالقليل من بيانات الإدانة الخجولة، شجعها على اقتراف جريمة استهداف مواكب الشهداء بكل وقاحة.
وقال حسين في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”: إن أجهزة السلطة بقمع مسيرة تشييع الشهيد عبد الفتاح خروشة، لا تنتهك فقط المعايير الحقوقية التي تكفل الحق في التجمع السلمي والتعبير عن الرأي والانتماء السياسي، بل تتجاوز كل القيم الوطنية التي تعطي مكانة استثنائية للشهداء تقديرًا لتضحياتهم.
ورأى أنه ما لم تتشكل آلية ضغط فاعلة فإن ما وصفها “آلة الشر” التي تحرك أجهزة السلطة يمكن أن تمضي لأبعد مدى ضد شعبها طالما هي متعلقة بأوهام التنسيق الأمني والمصالح الشخصية المرجوة من الاحتلال.
استهداف لكل حر
مدير مجموعة محامون من أجل العدالة مهند كراجة يرى أن أجهزة أمن السلطة استهدفت كل سياسي حر دافع عن جثمان الشهيد القسامي عبد الفتاح خروشة.
بحسب كراجة؛ هناك أزمة موجودة لدى السلطة مستمرة منذ عام 1994 حتى اليوم في موضوع قمع الحريات والاعتقالات السياسية وقمع المدافعين عن حقوق الإنسان.
وأشار في تصريحات تابعها “المركز الفلسطيني للإعلام” إلى أن ما حصل في جنازة الشهيد خروشة في نابلس ولاحقا الاعتقالات السياسية بالجملة التي تشنها الأجهزة الأمنية بحق الناشطين في نابلس، لم تنحصر على أبناء حماس، بل حتى اعتقلت نشطاء من أبناء حركة فتح ومنهم من الجهاد الإسلامي واليسار الفلسطيني.
اقرأ أيضًا: أجهزة السلطة تعتقل 20 مواطناً على خلفية تشييع الشهيد “خروشة”
وأوضح أن هناك استهدافا لكل ناشط سياسي حر، ممن دافع عن جثمان الشهيد وشارك في الجنازة وقال لا للقمع.
وأكد كراجة أن الشعب الفلسطيني بكل أطيافه موحد على قضاياه الوطنية، وفي مقدمتها قضايا الشهداء وجنازاتهم والأسرى واستقبالهم.
وانطلقت دعوات فلسطينية، بضرورة العمل على حماية الحريات العامة في الضفة الغربية، تزامناً مع تصعيد أجهزة أمن السلطة انتهاكاتها واعتقالاتها السياسية في نابلس.
ترهيب للأحرار
الناشطة انتصار عواودة، رأت أن أجهزة السلطة تعاقب كل من سار في جنازة الشهيد عبد الفتاح خروشة؛ لترهيب الأحرار وكبح مسيرات الجنازات التي تمثل استفتاء شعبيا على خيار المقاومة.
وأضافت عواودة في تصريحات صحفية “هم ينفذون أوامر العدو التي تلقوها في قمة العقبة، فهجمتهم الشرسة على الجنازة ثم تفاقم الاعتقالات السياسية بحق الأحرار والمقاومين الذين شاركوا في الجنازة شاهد على ما تم الاتفاق عليه في قمة العقبة”.
وأوضحت أن الشعب الفلسطيني يستطيع الضغط على السلطة للإفراج عن المعتقلين السياسيين من خلال اللجان الشعبية والاعتصامات والمسيرات المنددة بالاعتقال السياسي، ويمكنه فضح جرائمها أمام المؤسسات الدولية ومقاضاتها ومحاكمة المتورطين في اعتقالات سياسية غير قانونية وفي استخدام التعذيب ضد المعتقلين.
وحذرت بأن تكرار هذه الحوادث سيؤدي إلى المس المباشر بالسلم الأهلي وبالنسيج الوطني الفلسطيني وإلى المس بصورة الشعب الفلسطيني المناضل أمام كل العالم والذي يقف معنا اليوم ويزداد التضامن معنا.
ودعت الكل الفلسطيني إلى نبذ هذه الظاهرة واجتثاثها من جذورها ووأدها في مهدها والتوحد فورا لمواجهة الاحتلال الصهيوني وقطعان مستوطنيه وقطع الطريق أمام من يحرف بوصلة نضال شعبنا.
دق ناقوس الخطر
قمع الجنازة، وما تلاه من اعتقالات وإطلاق نار على سيارة الأكاديمي أيمن المصري، دفع مؤسسات نابلس وعائلاتها لتتدعى وتصدر بيانًا تدق فيه ناقوس الخطر وتحذر بأن تكرار هذه الحوادث سيؤدي إلى المس المباشر بالسلم الأهلي وبالنسيج الوطني الفلسطيني والمس بصورة الشعب الفلسطيني المناضل أمام كل العالم والذي يقف معنا اليوم ويزداد التضامن معنا.
ودعت الكل الفلسطيني إلى نبذ هذه الظاهرة واجتثاثها من جذورها ووأدها في مهدها والتوحد فورا لمواجهة الاحتلال الصهيوني وقطعان مستوطنيه وقطع الطريق أمام من يحرف بوصلة نضال شعبنا.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
محكمة إسرائيلية ترفض إنهاء العزل الانفرادي للأسير مروان البرغوثي
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قالت صحيفة "إسرائيل اليوم" إن المحكمة المركزية في إسرائيل رفضت اليوم الأربعاء التماسا من عضو اللجنة المركزية...
تركيا تنضم للدعوى القضائية ضد الاحتلال في لاهاي
أنقرة- المركز الفلسطيني للإعلام قررت تركيا اليوم الأربعاء الانضمام إلى دعوى جنوب إفريقيا ضد "إسرائيل" أمام محكمة العدل الدولية واتهامها بممارسة...
الإعلامي الحكومي: الاحتلال يوهم العالم بإدخال مساعدات كافية لغزة والحاجة أكبر بكثير
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أفاد المكتب الإعلامي الحكومي، بأن عدد شاحنات المساعدات التي دخلت قطاع غزة خلال شهر أبريل بلغ 4887 شاحنة، بواقع 1166...
أونروا: دعوات تفكيك الوكالة هدفها تجريد الفلسطينيين من وضعهم كلاجئين
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل الـلاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، في تصريح...
ميدل إيست آي: لأول مرة تظهر قيادة فلسطينية ليست مستعدة للتنازل
لندن - المركز الفلسطيني للإعلام نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، مقالا لرئيس تحريره الصحفي ديفيد هيرست، تحدث فيه عن التداعيات الإيجابية لمعركة...
الأورمتوسطي: إسرائيل تتعمد عسكرة الأعيان المدنية وتحويل مدارس إلى قواعد عسكرية
جنيف - المركز الفلسطيني للإعلام ندد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بإصرار جيش الاحتلال "الإسرائيلي" على عسكرة الأعيان المدنية، بما في ذلك تحويل...
حماس تشيد بنضال العمّال الفلسطينيين ودورهم في تحقيق تطلعات شعبنا
المركز الفلسطيني للإعلام أصدرت حركة المقاومة الإسلامية حماس بياناً في يوم العمّال العالمي، تشيد فيه بنضال العمّال الفلسطينيين ودورهم في مشروع شعبنا...