لسانهم معك..؟!

لسان أميركا وأوروبا مع الخيار الديمقراطي، ولكن سيوفهم قتلت واعتقلت الفائزين بالورقة الديمقراطية، لأن هوية الفائزين إسلامية وليست هوية علمانية، ولأن سيوفهم شاركت في الانقلاب وفي حماية مخرجاته، فإن المصلحة تقتضي الإخفاء والمداراة، وهذه تكون من خلال دفع (ضريبة كلامية) يمكن أن تُخدّر المناهضين للانقلاب، وتشغل المحللين بالأمنيات وبالأوهام.
يقول الجنرال موشيه كبلينسكي من قادة الأركان السابقين في جيش الاحتلال: ” إن الأميركيين والأوروبيين يدفعون ضريبة كلامية في نقد الجيش، ولكن المصالح الأميركية والأوروبية تقتضي مواصلة العمل مع قادة الجيش المصري “.
ويقول الدبلوماسي ألون بنكاس: “إنه رغم تراجع دور مصر الإقليمي، فإن الولايات المتحدة ترى في العلاقة مع قيادة الجيش إحدى أهم الضمانات للحفاظ على مصالحها في المنطقة “. ” وإن انسحاب أميركا من أفغانستان والعراق جعل الأميركيين في حاجة للمساعدات التي يقدمها الجيش المصري. وإن المساعدات التي تقدمها أميركا للجيش المصري أكثر أهمية من المساعدات التي قد تقدمها السعودية. وإن عزل مرسي وعمليات قتل المتظاهرين لا يمكن أن تكون سببًا يدفع الإدارة الأميركية للتضحية بعلاقاتها مع قيادة الجيش المصري”.
هذه الشهادات الإسرائيلية الواضحة تكشف عن الموقف الأميركي والأوروبي، الذي قررناه في عبارة (لسانهم معك، وسيوفهم عليك)، ومن هذه القاعدة الاستعمارية ذهب قادة جيش الاحتلال إلى مطالبة أوباما بالتوقف عن الضغط على الجيش للعودة إلى مسار ديمقراطي، لأن هذا المسار سيعيد الإخوان وحلفاءهم إلى الحكم.
كان يمكن لأميركا وأوروبا أن يمنعوا الانقلاب، وأن يحافظوا على المسار الديمقراطي، وأن يجنبوا مصر هذه الدماء، وهذا الانقسام والاضطراب، ولكن لم تكن عندهم إرادة تدعم المسار الديمقراطي، وضحوا بقيم بلادهم، وبمشروع نشر قيمهم في الشرق الأوسط، وقبلوا الاتهامات، وقدموا مصالحهم، وهم يمارسون الآن عملية تجميل لا أكثر، وعملية تخفيف أضرار هذه الاتهامات لا أكثر.
أميركا تحاول تجميل وجهها، ومع التجميل ومن مقتضياته تحميل المسئولية لغيرها فقد ذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال): ” إن وزير الدفاع الأميركي تشاك هايغل ومسئولين آخرين حاولوا إقناع السيسي بمنح مرسي المزيد من الوقت، إلا أن السعودية والإمارات قللتا من أهمية العرض ، مما شجع الجنرالات على عدم التراجع، وكذلك فعل جون كيري وزير الخارجية، ولكن السعودية والإمارات قالوا للجنرالات: “اذهبوا واقبضوا عليهم، أي الإخوان، ودعموا ذلك بمليارات الدولارات. هذا بعض ما قالته الصحف الأميركية، ومع أن الشركاء لعبوا مع الإخوان على المكشوف، نقول إن أميركا كانت وما زالت هي الدولة المقررة في العالم.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

المبادر المتخابر في قبضة أمن المقاومة والحارس تكشف تفاصيل
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام كشفت مصادر أمنية اعترافات عميل تخابر مع الاحتلال الإسرائيلي تحت غطاء "مبادر مجتمعي"، لجمع معلومات حول المقاومة...

6 شهداء وعشرات الجرحى والمفقودين بقصف محيط المستشفى الأوروبي بخانيونس
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام ارتقى 6 شهداء على الأقل، وأصيب عدد كبير بجراح مختلفة، فيما فُقد عدد من المواطنين تحت الركام، إثر شن طائرات الاحتلال...

حماس: قرار الاحتلال بشأن أراضي الضفة خطوة خطيرة ضمن مشروع التهجير
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إنّ قرار الاحتلال الإسرائيلي إعادة تفعيل ما يُسمّى “عملية تسجيل ملكية الأراضي...

علماء فلسطين: محاولة ذبح قربان في الأقصى انتهاك خطير لقدسية المسجد
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت "هيئة علماء فلسطين"، محاولة مستوطنين إسرائيليين، أمس الاثنين، "ذبح قربان" في المسجد الأقصى بمدينة القدس...

حماس: إعدام السلطة لمسن فلسطيني انحدار خطير وتماه مع الاحتلال
جنين – المركز الفلسطيني للإعلام أدانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الجريمة التي ارتكبتها أجهزة أمن السلطة في مدينة جنين، والتي أسفرت عن استشهاد...

تعزيزًا للاستيطان.. قانون إسرائيلي يتيح شراء أراضٍ بالضفة
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام تناقش سلطات الاحتلال الإسرائيلي في "الكنيست"، اليوم الثلاثاء، مشروع قانون يهدف إلى السماح للمستوطنين بشراء...

أطباء بلا حدود: إسرائيل تحول غزة مقبرة للفلسطينيين ومن يحاول مساعدتهم
المركز الفلسطيني للإعلام حذّرت منظمة أطباء بلا حدود من تحوّل قطاع غزة إلى مقبرة جماعية للفلسطينيين ولمن يحاول تقديم المساعدة لهم. وقالت المنظمة في...