أمهات الأسرى.. القيد يسلب هدية العيد
في غمرة احتفالات دول العالم بعيد الأم، تقاسي الأم الفلسطينية ألم الذكرى ووجعها، وهي تستذكر شهيداً أو أسيراً أو تطبب جريحا، ولكنها تكبر على كل جراحتها لتغدوا “وطنا” يحتضن كل الأمهات.
أمهات الأسرى، وهن يعشن الذكرى (عيد الأم) يستذكرن لوعة فراق أبنائهن خلف القضبان كل يوم، تدمع أعينهن ولكن بابتسامة، ينبن عن الأب والابن والأخ في غيابهم، يقدمن الفداء تلو الفداء دون توقف، هن مصنع الرجال الذي لا ينضب، يحل عيدهن هذا العام، وفي كل عام؛ وهن لا يعرفن له طعما، فعيدهن بالإفراج عن أبنائهن واكتحال عيونهن برؤيتهم وهم محررين.
قلوب معلقة
قصة معاناة كل أم؛ قد تختلف تفاصيلها من أم لأخرى؛ لكنها في حبكتها واحدة، فراق، ألم، حسرة، قلب يكاد يتمزق قهرا وغضبا، وقلوب معلقة مع الأسرى؛ وسؤال يتردد، لماذا تحرموننا أيها الظلمة من فلذات أكبادنا، من ريحتهم الطيبة، ومن بسماتهم؟.
وعن وصف آلم الفراق؛ تقول الأم ليلى العيساوي (أم مدحت) والدة الأسيرين، شيرين وسامر العيساوي: “كيف تفرح الأم الفلسطينية، والسجن يحول بينها وبين ابنتها وابنها، كيف تحتفل بعيد الأم وغيره من الأعياد والمناسبات، وابنها يعيش في ظلمة وقهر السجن”، وتستدرك، في حديثها لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”: “الأم الفلسطينية صابرة، والفرحة بقدوم عيدها ستبقى حاضرة، رغم أنف الاحتلال الغاشم”.
بدورها تقول ميسر بلاسمة، والدة الأسير محمد جابر المحكوم بمؤبد من قلقيلية: “عندما تأتي مناسبة أو عيد مثل (عيد الأم)، وهناك أم محرومة من رؤية ابنها، فلن يكون للعيد أي طعم، ولن تدخل الفرحة إلى بيت فيه أسير”.
وتضيف : “تخيل أن أسرة مكونة من أم وابنها، فجأة يختطف ويعتقل الاحتلال الولد، وكأنك فقدت جزءا من حياتك، فكيف أنعم بالعيد وابني وولدي مهجة قلبي في السجن يعاني من ظلم السجان؟”، وتتابع: “ابني الهادئ اللطيف تحت رحمة الجلاد من بني يهود، ابني الذي لم أكن استطيع أن أتحمل تأخره علي لساعة، فجأة، أنام واستيقظ وهو ليس عندي”، وهي تتأوه: “أتمنى أن احتضنه وتكتحل عيناي برؤيته قبل الممات”.
أم نضال فرحات
ولا تنسى والدة الأسير أحمد النتشه من الخليل في عيد الأم أن تتذكر تضحيات أم نضال فرحات، وتقول عنها: “في عيد الأم فقدنا أما فلسطينية مثالية ونموذجية ومدرسة في النضال والجهاد والمقاومة، وعلى كل أم أن تتعلم من دروس أم نضال فرحات”، وتوضح: “عيد الأم ليس بالهدية؛ بل بتذكر طيبتها ومعاناتها وتقديرها، ومن يقدر تضحيات الأم؛ هو كل حر وشريف”.
وفي عيد الأم؛ لا ينسى الأسرى أمهاتهم خارج السجون؛ فوالدة الأسير محمود جمعه من نابلس تقول: “لقد بعث لي نجلي بعض الهدايا من سجنه في مجدو، بمناسبة عيد الأم، وامتزجت فرحتي بدموعي، المهم أنني أملك ما يذكرني ويطمئنني عليه من وقت لآخر”.
وأضافت: “في عيد الأم صعب علي أن أقول ما في قلبي، إلا أنه مع هذه المعاناة وهذا الألم فأنا فخورة بأبنائي، وأتمنى من الله أن يفك أسرهم وأسر جميع الأسرى والأسيرات، وأن يعيدهم إلى أهلهم سالمين، في عيد الأم القادم”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
اليوم الـ 218.. القسام يواصل القصف وتكبيد العدو الخسائر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام تواصل كتائب القسام لليوم الـ 218 على التوالي، التصدي للقوات الصهيونية المتوغلة في عدة محاور من قطاع غزة. وأصدر...
جيش الاحتلال يعترف بمقتل أحد جنوده بمعارك شرق مدينة غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم السبت، بمقتل أحد جنوده خلال معارك حي الزيتون شرقي مدينة غزة. وبذلك ترتفع...
تواصل اعتصامات الجامعات دعماً لفلسطين والشرطة الأميركية تعتقل 2400 طالب
عواصم غربية - المركز الفلسطيني للإعلام تواصلت المظاهرات والاعتصامات المندّدة بالعدوان الإسرائيلي، والمطالبة بوقف إطلاق النار المطالبة بوقف الحرب...
أبو زهري: المقاومة بغزة نجحت في مواجهة حرب عالمية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس، سامي أبو زهري، إنّ المقاومة في قطاع غزة نجحت في مواجهة "حرب عالمية"،...
أربعون يوماً منذ انسحاب الاحتلال من الشفاء.. واستمرار العثور على مقابر جماعية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت المديرية العامة للدفاع المدني في غزة استمرار العثور على جثامين لشهداء دفنتهم قوات الاحتلال في مقابر جماعية،...
حماس تطالب بمغادرة المواقف الخجولة والضغط لوقف العدوان
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام طالبت حركة حماس المجتمع الدولي والأمم المتحدة، بمغادرة مربّع المواقف الخجولة، والضغط لوقف العدوان الصهيوني وتوفير...
القسام يعلن وفاة أسير إسرائيلي متأثرًا بإصابته بقصف إسرائيلي
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، وفاة الأسير "نداف بوبلابيل" ويحمل الجنسية البريطانية متأثراً بجراحه التي...