التفكجي: الاحتلال يستغل المفاوضات لمضاعفة مشاريعه التهويدية في القدس المحتلة

أكد خليل التفكجي مدير الخرائط في بيت الشرق، أن الكيان الصهيوني يستغل عملية التسوية مع سلطة فتح في رام الله من أجل مضاعفة مشاريعه الإجرامية بحق المدينة المقدسة وفرض الحقائق على الأرض، مشيراً إلى أعداد المستوطنين ارتفع حالياً لـ 32 ألف إلى جانب إقامة آلاف الوحدات السكينة.

وقال التفكجي في حوار خاص لـ” المركز الفلسطيني للإعلام” الجمعة(12-11): إذا استمر الوضع الحالي  على ما هو فعلى ماذا سنقيم الدولة الفلسطينية!، لذا فالمطلوب منها وقفة جادة وحازمة ووقف المفاوضات وممارسة الضغوطات في هذا الصدد لوقف المشاريع الصهيونية الشرسة ضد القدس والضفة.

وفيما يلي نص الحوار

** بداية لو تحدثنا عن آخر المخططات الصهيونية في القدس وحجمها وطبيعتها؟ وماذا تهدف تلك المخططات؟

أخر هذه المشاريع الاستيطانية هو ما تم طرحه  ويطلق عليه أسم ” المشروع 30 ألف” وإعلان الحكومة الصهيونية أن مدينة القدس المحتلة  ذات أفضيلة قومية، وهذا يعني أن هناك سيكون مزيد من البناء وتوسيع المستوطنات  القائمة وإقامة مستوطنات جديدة مناطق صناعية بالإضافة لإقامة بنية تحتية كاملة من القطارات والشوارع والجسور  والأنفاق في المدينة المقدسية.

حقيقية هذا المشروع يعتبر المرحلة النهاية من المشروع القدس 2020 تفضي بإقامة 85 ألف وحدة سكنية،  ضمن السنوات القائمة وجعل القدس ذات أغلبية يهودية وأقلية عربية، من أجل جعل القدس جذابة للسكان بعد أن كانت طاردة لهم والتخلص من الفلسطينيين عن طريق هدم المنازل وإقامة جدار الفصل العنصري وسحب الهويات الفلسطينية، إذن المرحلة التي تمر بها القدس مرحلة متقدمة في قضايا  الاستيطان والتهويد المستمرة، وليس المقصود بالتهويد فقط هو إحداث بعض الانفاق بل تغيير جذري في القدس عن طريق إقامة الكنس وتوسيع حارة المغاربة وكل ما يتعلق بهذا الجانب و”جعل القدس مدينة نابضة بالحياة كعاصمة سياسية روحية  للدولة العبرية”.

كما تهدف تلك المخططات أيضا إلى جعل المدينة المقدسية أحادية القومية لليهود ووضع بصماتها والمشهد الصهيوني على القدس، ولكنه حتى هذه اللحظة فشل، مع أنهم يسعون  لتغير شامل لما تحت الأرض وما وقوفها.

** هناك أنباء تفيد أن البلدة القديمة وسورها القديم سيكون مجرد أثر في معالم كاملة لحدائق توراتية الصهيوني في المستقبل، ما هو صحة هذه الأنباء وكيف ينوي الاحتلال تنفيذ ذلك؟

لا ما يطلق عليه اسم حدائق توراتية ، هذه تقع خارج حدود البلدة القديمة، فما يتحدث عنه الكيان الصهيوني هو حدائق تاريخية في البلدة ويدعى أن بعضها يعود للأنبياء، لذا فالاحتلال يسعي للسيطرة عليها على الأرض من خلال استخدام الدين.

** هل مدينة القدس والمسجد الأقصى مهددتين فعلا بالانهيار والهدم في ظل تواصل البؤر الاستيطانية؟

بالنسبة للمسجد الأقصى المبارك، كما هناك معروف هناك حفريات في كل مكان جزء منها نعرفه وآخر لا، فما نعرفه يكون عن طريق حدوث تشققات وانهيارات في بعض المنازل والطرقات، بالنسبة للداخل الأقصى، هناك نفقين أو ثالثة، الأول افتتحه عام 96 والثاني تحت الإنشاء في منطقة سلون باتجاه الأقصى، وهناك ثالثة في باب العمود، ولكن بخصوص سؤالك مدى تأثيرها على المستقبل سنعرف متى ينهار الاقصي إذا عرفنا أين وصلت الانفاق والحفريات، لذا فهي تحتاج لزلزل طبيعي أو صناعي ليتبين لنا حقيقية ذلك.

** ما هو المطلوب لدعم القدس لمواجهة تلك المشاريع الصهيونية على صعيد المقدسيين وعلى صعيد العرب والمسلمين؟

المطلوب كثير،  ونحن قدمنا في هذا السياق لأخوة العرب العديد من المواضيع التي تحتاج للدعم لمواجهة تلك المشاريع الصهيوني، ووعدنا بالدعم، ولكن القول شي والفعل شيء آخر، صحيح كان دعم العام الماضي من قبل الأردن تبنت ترميم مدراس، في حين تبنت المغرب صيانة مشفي المقاصد الخيرية، وما عدا ذاك أقوال، لذا فالقدس بحاجة لأموال ضخمة لإقامة مدراس والمستشفيات وبناء منازل ومكاتب ثقافية، فالمطلوب كثير والمقدم  قليل، فهي تحتاج الآن بشكل طارئ 20 ألف وحدة سكنية وترميم ستة آلاف منزل وكل هذا يحتاج أكثر من 200 مليون في هذا الوقت بالتحديد.

**  الاحتلال يصر على استمرار الاستيطان بمدينة القدس على اعتبار أنها عاصمتهم الأبدية (كما يقولون)، كيف يمكن مواجهة تلك الادعاءات؟

ادعاءات الاحتلال واضحة حيث قال رئيس الحكومة الصهيوني  أن البناء في القدس مثل “تل أبيب”، وأكد أن هناك ورقة ضمانات أمريكية ستدعم الحقائق على الأرض في حال تم التوصل إلى تسوية  فأعطت للكيان في عهد بوش لشارون في ذلك الوقت.

لذا فالمطلوب لمواجهة تلك القرارات تفعيل قرار 181 الذي لا يعترف بالقدس عاصمة أبدية للكيان الصهيوني،  لذا يجب استخدام كافة القوانين لوقف هذا المشاريع الصهيونية في القدس، إلى جانب تدعيم المؤسسات المقدسية لمواجهة  تلك الهجمة الصهيوني الكبيرة.

** كيف ترى تعاطي السلطة تجاه مراحل التهويد في مدينة القدس المحتلة؟

السلطة في هذا الجانب ما زالت مقصرة، فعندما اعتبارنا القدس عاصمة فلسطين الثقافية، فقد دعمتنا فقط 10 مليون وهذا غير كافي، فليس المطلوب من السلطة أموال ولكن المطلوب منها الكثير فعليها تثبيت أقدامها في المدينة ودعم كل المؤسسات، أن القدس هي عاصمتنا.

** هل تعتقد أن استمرار المفاوضات بين السلطة مع الجانب الصهيوني يمنح الاحتلال المبرر في الاستمرار في الاستيطان وما المطلوب فعله في هذا الاتجاه؟

الكيان الصهيوني يستغل عملية التسوية مع السلطة في رام الله حتى يضاعف إعداد مغتصباته في الضفة، فقد ارتفع عدد قطعان المستوطنين إلى 32 ألف إلى جانب إقامة آلاف الوحدات السكينة، فإذا استمر الوضع الحالي على ما هو فعلى ماذا سنقيم الدولة الفلسطينية، لذا فالمطلوب منها وقفة جادة وحازمة ووقف المفاوضات وممارسة الضغوطات في هذا الصدد لوقف المشاريع الصهيونية الشرسة ضد القدس والضفة.

**  رئيس السلطة منتهي الولاية محمود عباس طالب بعقد جلسة لمجلس الأمن لبحث الاستيطان بالقدس، هل ذلك كاف لردع الاحتلال، وما هو المطلوب في هذه المرحلة فلسطينيا وعربيا ودوليا لمواجهة ذالك الاستيطان الذي يتصاعد يومياً؟

لو قام عباس برفع هذا الأمر إلى مجلس الأمن فباعتقادي أن الولايات المتحدة في هذا الصدد ستأخذ عدة قرارات منها رفع الفيتو الأمريكي في وجه أو تجميده أو تخفيف لهجته، وخير دليل على ذلك سكوت اوباما على التوسع الاستيطاني.

المطلوب حاليا هو استعادة الوحدة الوطنية، وأشارك العالم معنا في قضيتنا لان القدس ليست لنا وحدنا بل للجميع، لذا يجب العمل والضغط على الكيان الصهيوني او تجميدها او مقاطعتها كما حدث في السابق.