البرغوثي: السلطة مطالبة بالتحلل من كل الالتزامات مع إسرائيل

طالب الأمين العام للمبادرة الوطنية، مصطفى البرغوثي، السلطة بالتحلل من كل الالتزامات مع الاحتلال “الإسرائيلي” وفي مقدمتها “التنسيق الأمني”.
وقال البرغوثي في مقابلة اليوم الاثنين مع “المركز الفلسطيني للإعلام“: إنه أنه لا حل وسطًا بين الشعب الفلسطيني والكيان الصهيوني، الذي يقوم على مصادرة الأرض وبناء المستوطنات وقتل الفلسطينيين صباح مساء.
وأشار إلى أنه بات من الواضح أن سلطات الاحتلال تعمل جاهدة صباح مساء على تدمير حل الدولتين والعصف بحقوق الشعب الفلسطيني، وتحطيم آماله بالحرية والاستقلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة.
وطالب البرلماني الفلسطيني، منظمة التحرير والسلطة، بالتحلل من كل الاتفاقيات والالتزامات مع الكيان، وتشكيل قيادة وطنية موحده تدير شؤون الفلسطينيين، وتحافظ على ثوابته ونضاله الوطني.
وعدّ البرغوثي أن الاستمرار في نهج أوسلو دون نتائج وطنية على الأرض انتحارٌ يدمر المشروع الوطني، وفيما يلي نص الحوار:
– كيف تقرأ المشهد السياسي على ضوء إعلان ترمب وانعقاد المجلس المركزي للمنظمة؟
كان واضحا بلا نقاش أن إعلان ترمب القدس عاصمة للكيان هو تحطيم لكل الاتفاقيات السابقة التي أبرمت على أساس حل الدولتين، وأن القدس عاصمة للفلسطينيين، لا بل بات واضحا ثمة تشريع ومباركة لإطلاق العنان للاستيطان على الأراضي العربية الفلسطينية وتوسيعه على حساب الدولة الفلسطينية .. كل ذلك في الوقت الذي تتغول فيه “إسرائيل” على شعبنا من قتل واعتقال واستيطان وحصار أشبه بنظام الأبارتهايد العنصري.. فبات لا وجود للاتفاقيات وكل ما يجرى من تغول بمباركة أمريكية.
لقد طالبت المجلس المركزي، ولا زلت أطالب بالتحلل من كل هذه الاتفاقيات، لأنه لا حل وسطًا في قضايانا الوطنية، هذا بالإضافة إلى ضرورة رفض الموقف الأمريكي من القدس وعدم قبول الإدارة الأمريكية وسيطا بين الفلسطينيين والإسرائيليين؛ لأن الموقف الأمريكي أصبح عاريا ومفضوحا أمام الجميع.
– كيف تقيّمون اجتماعات المركزي، وهل يمكن أن ترتقي إلى المستوى المطلوب؟
أول قضية أركز عليها وتحدثت بها ضرورة تطبيق ما يتم الاتفاق عليه ووضع آلية ضمان لذلك، فلا يجوز ولا ينبغي أن يتكرر ما جرى في المجلس المركزي السابق من عدم تطبيق القرارات التي يتم الاتفاق عليها.. فقد أجمع الحضور في المجلس السابق على وقف “التنسيق الأمني”، ولم يتم تطبيق ذلك.. هناك قضايا مهمة ينبغي الالتزام بها وتطبيقها.. واليوم ندعو إلى التحلل من الاتفاقيات وضرورة وقف “التنسيق الوطني” والالتقاء على برنامج وطني مشترك ينهض بشعبنا نحو المستوى المطلوب، وعلى الصعيد الإجرائي لا بد من عقد جلسات المجلس كل ثلاثة أشهر حتى تتم متابعة ما اتخذ من قرارات.
– ما التوجهات التي ترون أنه يجب الأخذ بها حتى ننهض بشعبنا بحجم تضحياته؟
لا بد من وضع إستراتيجية وطنية فلسطينية موحدة ترتكز على تغيير ميزان القوة من خلال دعم ورعاية المقاومة الشعبية الواسعة وتطوير حركة المقاطعة من أجل جلب المزيد من المناصرين لحقوق شعبنا ووقوفهم معنا لحشد الجميع لفرض عقوبات على الكيان، والعمل على جمع شتات شعبنا ووحدة صفه وبناء مكوناته الوطنية في الداخل والخارج على أساس مشروع وطني كفاحي جامع وإنهاء الانقسام، ومشاركة جميع مكونات الشعب الفلسطيني في القرار الوطني، وتكريس كل الطاقات لدعم صمود شعبنا.
– وماذا يتطلب ذلك في ظل الوضع الراهن؟
هذا يتطلب الكثير من القرارات الحاسمة والجريئة، وفي مقدمتها إلغاء كل الالتزامات باتفاقيات أوسلو وملاحقها وحيثياتها، وكذلك التحلل وعدم الالتزام باتفاقية باريس الاقتصادية التي قيدت حركة اقتصادنا الوطني، وكذلك لا بد من الإلغاء الشامل بكل تفاصيله وأشكاله لـ”التنسيق الأمني” مع الإسرائيليين.
– ماذا بخصوص اعتراف المنظمة بـ”إسرائيل”؟ ألا ترى أنها لم تلتزم باستحقاقات ذلك؟
على المنظمة سحب اعترافها بـ”إسرائيل” فورا؛ خاصة وأن الأخيرة ضمت القدس المحتلة لها في ظل تصعيد الاستيطان وعدم الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره، وربط ذلك بتراجع الكيان عن ضم القدس المحتلة وإزالة المستوطنات وإلغاء قرارات التهويد كافة مع ضرورة اعتراف الكيان بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على كامل الأراضي المحتلة عام 1967، كل ذلك متزامنا مع دعم المقاومة والتصدي، وهذا يقتضي دعم كل أشكال المقاومة الشعبية والوطنية واحتضانها وتعزيزها وتمكين القوى كافة من المشاركة فيها وإنجاحها.
– ألا ترى أن تعطيل المصالحة يشكل أزمة على الصعيد الداخلي أمام هذه التحديات؟
لا يمكن أن نجذّر لتأسيس قيادة وطنية موحدة تنهض بالكل الفلسطيني دون بناء الوحدة الوطنية الفلسطينية في إطار منظمة التحرير الوطنية وإعادة بنائها وتفعيل مكوناتها، وهذا يقتضي تنفيذ ما اتفق عليه في جلسات المصالحة وخاصة الأخيرة في قطاع غزة، إضافة إلى دعوة الإطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية وتفعيله وعقد اجتماعات دورية تكون مهمتها وحدة قرار الشعب الفلسطيني النضالي والكفاحي، وهذا يقتضي إجراء انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني لتفعيل طاقاته ومشاركة جميع مكونات الشعب الفلسطيني في هذه الانتخابات.
– كيف يمكن أن يتم ذلك في ظل حصار غزة وفرض عقوبات عليه؟
شعبنا في قطاع غزة هو رئتنا التي نتنفس بها ولا ينبغي أن يترك وحيدا ويبقى محاصرًا، وهذا يتطلب من الجميع اتخاذ الإجراءات كافة لدعمه وإسناده، هذا الشعب العظيم الذي صمد ببطولة في وجه الحصار الصهيوني الغاشم، يتطلب دعم احتياجاته الصحية والمعيشية والعمل بكل الوسائل لضمان حرية تنقل أفراده من أجل تحقيق متطلباتهم المعيشية والصحية والتعليمية ووضع خطة تنموية عاجلة لإنقاذه وحتى يتحقق ذلك لا بد من إلغاء الإجراءات المتخذة تجاه قطاع غزة منذ نيسان/أبريل العام الماضي ودعم صموده.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

جراء التجويع والحصار .. موت صامت يأكل كبار السن في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّه إلى جانب أعداد الشهداء التي لا تتوقف جرّاء القصف الإسرائيلي المتواصل، فإنّ موتًا...

إصابات واعتقالات بمواجهات مع الاحتلال في رام الله
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أُصيب عدد من الشبان واعتُقل آخرون خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة بلدات بمحافظة رام الله...

القسام ينشر مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين أحدهما حاول الانتحار
المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين ظهر أحدهما بحالة صعبة وممددا على الفراش....

جرائم الإبادة تلاحق السياح الإسرائيليين في اليابان
المركز الفلسطيني للإعلام في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، فرضت شركة تشغيل فنادق في مدينة كيوتو اليابانية على الزبائن الإسرائيليين توقيع تعهد بعدم التورط...

سلطة المياه: 85 % من منشآت المياه والصرف الصحي بغزة تعرضت لأضرار جسيمة
المركز الفلسطيني للإعلام حذرت سلطة المياه الفلسطينية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أكثر من 2.3 مليون مواطن في قطاع غزة، نتيجة انهيار شبه الكامل في...

تقرير: إسرائيل تقتل مرضى السرطان انتظارًا وتضعهم في أتون جريمة الإبادة الجماعية
المركز الفلسطيني للإعلام حذر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، من إصرار دولة الاحتلال الاسرائيلي على الاستمرار في حرمان مرضى الأورام السرطانية من...

مستشفى الكويت الميداني بمواصي خانيونس يقلص خدماته بسبب الحصار
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن مستشفى الكويت التخصصي الميداني في مواصي خانيونس عن اضطراره لتقليص عدد من خدماته الطبية، وسط الأوضاع الصحية...