آخر القول إذا أراد العرب لملمة الحالة الفلسطينية!

صحيفة الشرق القطرية
حقيق بالوزراء العرب الذين يدعون وزير خارجية مجموعة رام الله غير الشرعي ولا المقر من التشريعي الفلسطيني، والذين يتبنون رواية رام الله فيما يخص الخلاف بين فتح وحماس أن يتبصروا قليلاً فيما يعملون وفيما تسعى إليه هذه المجموعة وأن يتأملوا أثره عليهم قبل أثره على الفلسطينيين أو على حماس.. وأنقل هنا أقوالاً من داخل المنظمة ومن قياداتها وقيادات حركة فتح ذاتها بل من المتحدثين باسمها.. ففي اجتماع رسمي للمجلس الوطني الفلسطيني الأخير الذي عقد في عمان 21/8/2008 قال رئيس المجلس – سليم الزعنون – محذراً من محاولات سلطة رام الله سرقة قرار المجلس: (البعض – ويقصد رئاسة السلطة – يعمل على عقد جلسة غير شرعية للمجلس الوطني في رام الله، وأحد أعضاء اللجنة التنفيذية – ويقصد ياسر عبد ربه المعين كأمين لسر اللجنة التنفيذية للمنظمة – قال: بدنا نزور! لأن أبو عمار كان يزور!!) أما عزام الأحمد رئيس كتلة فتح في المجلس التشريعي فقد قال: (هناك فيتو أمريكي على الحوار الفلسطيني! وإنه – أي الأحمد – عندما اعترض على تصريحات رايس التي أعربت فيها عن معارضة واشنطون للحوار الفلسطيني لم يؤيده أحد! وأضاف: المفاوضات مع الإسرائيليين عبثية! والذهاب لأنابوليس كان خطأ وبالأخص لأنهم ذهبوا بدون اتفاق على وثيقة تفاهم وأن الوثيقة المعلنة فيه (فرضت) قبل 17 دقيقة فقط من بدء أعمال المؤتمر! وتمنى الأحمد أن يسمع من مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية انتقاداً لوجود كيث دايتون بالضفة الغربية! (دايتون هذا هو الضابط الأمريكي المنسق والموجه لأجهزة السلطة) ثم قال: إن دايتون ليس له علاقة بالاعتقالات السياسية ولكن الذي له علاقة هو جونز البريطاني!!)
فإذا كانت هذه شهادتهم على أنفسهم؛ وإذا كان هذا ما تسرب للإعلام فما المخبوء منه وكيف تدار الأمور إذن؟ وكم من القرارات تم تزويره على قاعدة (أبو عمار كان يزور)؟! وإذا كان هذا ما يفعلونه بالمنظمة التي كانت دائماً بيتهم الذي آواهم من عري وأطعمهم من جوع وسيدهم على الناس وجعل لهم نسباً وصهراً؛ فماذا نقول عن موقفهم ضد حماس التي لم تخرج يوما عن كونها في نظرهم العدو اللدود والمنافس الوحيد وهل للعرب أن يصدقوا بعد اليوم روايتهم؟ ثم أليس ذلك يكشف عن أعمال – ولا أقول نيات – تشخصن المنظمة وتفقدها ما تبقى لها من قيمة سياسية ووطنية وتمثيلية ودبلوماسية وإذا كان المجلس الوطني – وهو أهم مؤسسات المنظمة – يتعرض لكل محاولات التجيير والإلحاق هذه فإلى أي حد لا تزال للفلسطينيين قدرة على استثمار مكانة المنظمة وتمثيلها؟ ثم أليس هذا يفقد فصائل المقاومة والممانعة الرغبة في الانضمام إليها؛ أم لعل هذا هو المطلوب بالضبط؟ وإلى متى سيبقى العرب يتعاملون مع الأمر وفق ما تريد هذه القيادة المستفيدة والصانعة لهذه الحالة من التوهان وكأنه شأن فلسطيني داخلي وكأن فلسطين لا تعنيهم؛؟ وإذا نجح تزوير هؤلاء وعدوانهم – وهو في طريقه لذلك إن لم تتدارك الأمور – واستطاعوا بالفعل السيطرة على القرار الفلسطيني وصار ما يقولونه وما يفعلونه يمثل القرار الوطني وليس موقف فئة معزولة في غفلة من التاريخ فإلى أين ستصير العلاقات الفلسطينية العربية والفلسطينية الإسلامية؟ وإلى أين سيأخذون المشروع الوطني وهم الغارقون في الأجندة ألأمريكية الصهيونية؟ وإذا كان العرب بالفعل يحاولون رأب الصدع الفلسطيني فكيف سيتحقق ذلك إذا كان الكل الفلسطيني لفعل هؤلاء وتزويراتهم في مهب الانقسام؟ وهل سيكون لمساعي إصلاح ذات البين أية قيمة..
قالوا بدنا نزور، وعرفات كان يزور.. ويا ليتهم يخبروننا ما الذي كان يزوره، لنعرف رأسنا من أرجلنا! فهل زور اعتراف المجلس بالقرارين 242، 338؟ أم زور إقرار اتفاق أوسلو المشؤوم؟ أم زور إسقاط الميثاق يوم قالوا إن المجلس اعتبره (كادوه)؟ ومع ذلك فما يجب ألا يغيب عن البال – ولسنا نبرر الخطأ ولا نقلل من خطورة هذه الخطايا – فقد كانت للرجل أجندة فيها هوامش وفروق عن أجندات غرق فيها وارثوه ما قلل الآثار الفادحة على القضية الفلسطينية وشكل ضمانة ما إلى حد ما للمشروع الوطني وجعل غياب هذا المجلس وإهماله فيه مجال للطغنشة.. أما اليوم فالقوم يحاولون تزوير مؤسسات المنظمة وإحلالها مكان مؤسسات السلطة المنتخبة وفي سياق تخريب سياسي كارثي وفي لحظات حاسمة وضمن سلسلة طويلة من الانقلابات على ثوابت القضية الفلسطينية منها: إكراههم الناس على قبول المحتل وكسرهم لقواعد العمل السياسي والنقابي بالاعتقالات والإضرابات المسيّسة وإفسادهم ذات البين الوطني بالفلتان الأمني واغتيال المجاهدين وجعل ما ينفعهم – كفئة متسلطة – هو المقياس للعمل والوفاء الوطني والمناط للقبول أو الرفض واستبدالهم حق تقرير المصير بالرأي العام الدولي، وبما تنتجه مفاوضاتهم غير المتوازنة ولا المنضبطة.. إلى غيره من انقلابات المفاهيم والانقلابات على الشرعية ما يشير بالريبة تجاه كل ما يقولون ويفعلون ويفضح زيف عبارات الإنشاء اللغوي التي يصوغونها ويدّارؤون تحتها..
آخر القول: لا أظن أن هؤلاء الذين تقوم إستراتيجيتهم على التزوير وسرقة وتجيير المؤسسات الوطنية قد أبقوا الكثير من ثوابت القضية أو هوامش الصلح الداخلي وهو ما يعني أن على الشعب الفلسطيني أن يضعهم حيث هم من الإدانة والرفض وأن يقول كلمته فيهم وهو الشعب الذي لم يذل لعات عبر التاريخ، كما على العرب إن كانوا يريدون حقاً لملمة الحالة الفلسطينية أن يواجهوهم وأن يصارحوهم وأن يلزموهم بالتوافق الداخلي الفلسطيني قبل أن يعترفوا بمبعوثهم كوزير خارجية أو يستقبلوه كممثل عن الشعب الفلسطيني، وأن يدركوا أن إستراتيجية هؤلاء لم تعد مشكلة الفلسطينيين وحدهم وأن مفرداتها وتمثلاتها ومخرجاتها متفاقمة على الجميع وأنها امتداد لقوى إقليمية ولصراعات تاريخية..
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

مسؤولون بالبرلمان الأوروبي يطالبون إسرائيل بإنهاء حصار غزة فورا
المركز الفلسطيني للإعلام طالب قادة العديد من الجماعات السياسية في البرلمان الأوروبي اليوم السبت، إسرائيل بالاستئناف الفوري لإدخال المساعدات...

جراء التجويع والحصار .. موت صامت يأكل كبار السن في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّه إلى جانب أعداد الشهداء التي لا تتوقف جرّاء القصف الإسرائيلي المتواصل، فإنّ موتًا...

إصابات واعتقالات بمواجهات مع الاحتلال في رام الله
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أُصيب عدد من الشبان واعتُقل آخرون خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة بلدات بمحافظة رام الله...

القسام ينشر مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين أحدهما حاول الانتحار
المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين ظهر أحدهما بحالة صعبة وممددا على الفراش....

جرائم الإبادة تلاحق السياح الإسرائيليين في اليابان
المركز الفلسطيني للإعلام في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، فرضت شركة تشغيل فنادق في مدينة كيوتو اليابانية على الزبائن الإسرائيليين توقيع تعهد بعدم التورط...

سلطة المياه: 85 % من منشآت المياه والصرف الصحي بغزة تعرضت لأضرار جسيمة
المركز الفلسطيني للإعلام حذرت سلطة المياه الفلسطينية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أكثر من 2.3 مليون مواطن في قطاع غزة، نتيجة انهيار شبه الكامل في...

تقرير: إسرائيل تقتل مرضى السرطان انتظارًا وتضعهم في أتون جريمة الإبادة الجماعية
المركز الفلسطيني للإعلام حذر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، من إصرار دولة الاحتلال الاسرائيلي على الاستمرار في حرمان مرضى الأورام السرطانية من...