الجمعة 09/مايو/2025

دولة غير عضو.. وبعد؟

دولة غير عضو.. وبعد؟

لم يكن من المتوقع أن يحمل خطاب الرئيس محمود عباس من على منبر الأمم المتحدة، أدنى مفاجأة لأي طرف، فقد سبق له أن تحدث سلفاً، عن كثير من نقاط هذا الخطاب في مقابلاته الصحفية، وعلى صفحته في «الفيسبوك». ولكن هذه المكاشفة المسبقة، لا تمنع من القول إن الخطاب حقق هدفه في التواصل المباشر مع أمم وشعوب العالم كله، على طريق المزيد من توضيح الواقع الراهن للقضية الفلسطينية من جهة، وتحديد معالم المستقبل المترتب عن هذا الراهن الحاضر، من جهة ثانية.
إذا بقي الحاضر على ما هو عليه، فإن المستقبل سيكون أشد تعقيداً وتهديداً يصل إلى حد تحطيم أدنى إمكانية لتنفيذ «حل الدولتين». وبالتالي، لا بد من تغيير هذا الحاضر قبل فوات الأوان، تغييراً جذرياً يقوم على أكتاف الشرعية الدولية التي لا تلتزم بها «إسرائيل»، والتي لا بد من مواجهتها الصريحة بها، وإجبارها عليها. ووفق معنى هذا التغيير المستهدف، طالب الرئيس بحق فلسطين في مكانة دولة غير عضو في الأمم المتحدة، ليكون حالها في حقوقها وواجباتها، مثل حال بقية دول العالم، وليكون التعامل معها، فور الاستجابة لهذا الطلب أو الحق، تعامل دولة تحت الاحتلال، وليس مجرد كيان فضفاض يقيم على أرض متنازع عليها.
صحيح أن التصويت لم يجر على الطلب فوراً، إلا أن الطلب ذاته أصبح في عهدة الأمم المتحدة، وهو جاهز للتصويت عليه في أي وقت. وهذا الوقت غير مفتوح على أية حال، فهو محدد بأن يتم خلال هذا العام. نعرف أن أكثر من مئة وثلاثين دولة متوافرة للتصويت بالإيجاب على الطلب، ما يعني قبوله فوراً. ولكننا نحتاج إلى المعرفة العميقة لما سوف نواجهه على الأرض، بعد هذا القبول.
إن الاعتراف بفلسطين دولةً تحت الاحتلال داخل أروقة الأمم المتحدة، يحتاج إلى التوازي مع ترجمته العملية من قبل الدول المعترفة، على أرض الواقع الذي سعى هذا الطلب نفسه إلى تغييره فعلياً. فكيف ستساعد هذه الدول على هذا التغيير؟
من المتوقع أن ترفض «إسرائيل« هذا الاعتراف، كما هو رفضها المعروف والمستمر لكل قرارات الشرعية الدولية، على مدار عشرات السنين. فكيف ستتحقق تلك الترجمة العملية في التصدي لهذا الرفض؟ ومن المتوقع أيضاً أن تقف الولايات المتحدة ضد هذا الاعتراف، بوسائل وأساليب الضغط المعتادة لها على كل الأطراف المؤيدة له. فهل ستتصدى تلك الدول المعترفة لهذا الموقف؟ أو سيكون للولايات المتحدة بحجمها الإمبراطوري المهيمن، ما سيؤثر بها، أو ببعضها على الأقل، ليصبح اعترافها بلا أي ثقل عملي؟
يدرك الرئيس عباس أن الحصول على وضع دولة لفلسطين تحت الاحتلال، بدلاً من الوضع الحالي الغامض، يعني على الفور، الدخول في معركة متشعبة وغير مسبوقة، لأنها تختلف تماماً عن كل المعارك السياسية السابقة التي قامت على مكونات التفاوض مع «إسرائيل» برعاية الولايات المتحدة. وفي الوقت الذي وجدت فيه منظمة التحرير ممثلة بالسلطة الوطنية أن هذه المفاوضات، أو هذه المكونات، قد وصلت إلى طريق مسدود، وأن الرعاية الأمريكية منحازة بما لا يطاق إلى جانب «إسرائيل» فيها، حتى اضطرت إلى القفز عنها لأول مرة في تاريخها، إلى الأمم المتحدة لتغيير قواعد «اللعبة» من أساسها، في هذا الوقت بالذات، تصر «إسرائيل» والولايات المتحدة على مواصلة المفاوضات مهما كانت الحال، وترفضان على الإطلاق، تدخل الأمم المتحدة فيها. معركة جديدة خطّ معالمها الأوليّة والأساسية خطاب الرئيس الفلسطيني. والقادم هو الأهم، في إدارة هذه المعركة، وحتمية النجاح فيها، أو السقوط المدوي في ظلام مدمر.
صحيفة الخليج الإماراتية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

عشرات الآلاف يؤدون صلاة الجمعة في الأقصى

عشرات الآلاف يؤدون صلاة الجمعة في الأقصى

القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام أدى عشرات آلاف الفلسطينيين صلاة الجمعة، في المسجد الأقصى المبارك وباحاته، وسط تشديدات وإجراءات مكثفة فرضتها...

1000 شهيد و6989 مصابًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

1000 شهيد و6989 مصابًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام وثق مركز معلومات فلسطين "معطي" استشهاد 1000 فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر...

اعتقال 4 فلسطينيين من الخليل

اعتقال 4 فلسطينيين من الخليل

الخليل – المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الجمعة، 4 فلسطينيين خلال اقتحامات متفرقة في مدينة الخليل جنوبي الضفة...