أطعموا القتلة!.. مقطع مضاد يشعل حرب البيتزا

أشعل المقطع الدعائي الذي روّجته شركة “بيتزا هت” والذي تضمّن إساءة إلى الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني موجة من الغضب. لكنّ مقطعًا جديدًا يحمل ردًّا ضمنيًّا ويُشعل طورًا جديدًا من “حرب البيتزا”.

والمقطع الواقع في ٤٤ ثانية، يأتي في هيئة رد على مقطع دعائي للترويج لشركة “بيتزا هت” كان قد انطوى على إهانة للأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الصهيوني. وتماهت دعاية “بيتزا هت” تلك التي أثارت عاصفة من السخط والاستياء، مع حملات تقوم بها الدعاية الصهيونية للتأثير على معنويات الأسرى وتضليل الجمهور بشأن تطورات الإضراب، وهو ما أطلق دعوات بمقاطعة “بيتزا هت” في العالم العربي وخارجه.

ويظهر في المقطع الجديد جندي عائد من ثكنة عسكرية وهو يتناول فطيرة بيتزا بطريقة وحشية، ويسكب عليها صلصة الطماطم بكثافة، فتسيل من فمه على هيئة دماء، ثم تظهر عبارة ترويحية “أطعموا القتلة!”.

ولا ينطوي العمل الجديد على إشارات مباشرة لعلامات تجارية أو هوية الجيش الذي ينتمي إليه الجندي، لكنّ سياق العمل وتوقيته يشيران بوضوح إلى المغزى المرتبط بالسجال المرتبط بإضراب الأسرى ودعاية “بيتزا هت” المسيئة.

والعمل الجديد هو للكاتب والمخرج الفلسطيني نورس أبو صالح، الذي أخرج عددًا من الأفلام، بمشاركة الممثل وصانع الأفلام أحمد الزاغة، والمؤلف والموزع الموسيقي يزن نسيبة، ومدير التصوير جهاد شريف.

وفي تعليقه على العمل، يقول الاستشاري الإعلامي حسام شاكر إنّ “المقطع الجديد الذي يبدو مناهضًا لدعاية “بيتزا هت” يردّ “الصاع صاعين لأسلوب توظيف علامات تجارية ضد قضايا عادلة مثل إضراب الأسرى”.

ويشرح الاستشاري شاكر أنّ المقطع يستعمل “مؤثرات إيحائية عميقة من شأنها إعادة فهم فطيرة البيتزا، الشهية في الأصل، بأنها قابلة لأن تصبح أداة محفزة للقتل ومتحيزة في الصراع”، وفق توضيحه.

وأضاف شاكر: “من خلال سياق تناول الجندي العائد من ثكنته العسكرية للفطيرة في أجواء قاتمة، يتولّد شعور جارف بالرهبة، بما يعيد تأويل أجواء مطاعم بيتزا هت، مضافًا إليها المواصفات العدوانية للجندي واستعماله السلاح الأبيض لتقطيع الفطيرة”.

ويلفت الاستشاري الإعلامي الانتباه إلى أنّ معالم مكان التناول تشبه مواصفات مطاعم “بيتزا هت”، وقال: “يأتي المشهد الختامي ليحاكي مخيلة مصاصي الدماء، وليؤكد المغزى بأنّ هذه البيتزا خرجت عن دورها المتوقع وانضمت إلى خندق القتلة”، وهو ما يعززه النص الختامي بالإنجليزية: “أطعموا القتلة!”.