قطاع غزة على غرار مصر

تجلس بروفيسورة السياسة العامة كونداليزا رايس في مكتبها الفخم في جامعة ستانفورد الفخمة وتحك يديها بعضهما ببعض في متعة ظاهرة. “لقد قلت لكم”، تقول لقليلي الايمان الذين كانوا يصاحبونها في رحلاتها إذ كانت وزيرة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط. “قلت لكم إن عصر القوة قد اختفى والحاصل العام لقيوده أكبر من كل زعيم قوي كان دكتاتورا أو شيخ الاخوان المسلمين أو زعيم حماس”.
كانت رايس مصممة على تحقيق التحول الديمقراطي في العراق وافغانستان بل في المناطق، وفي اثناء ذلك دعت الى انتخابات حرة بمشاركة حماس. وفي جولة محادثاتها في منطقتنا في سنة 2005 وحدت رايس حتى بين ارئيل شارون وأبو مازن الذي عارض هذه الانتخابات في المناطق بشدة.
“نستطيع أن نكتب قصيدة رثاء لمسيرة السلام”، اشتكى شارون في حضرتها.
آمنت وزيرة الخارجية آنذاك بشرق أوسط جديد لا مثل الذي آمن به شمعون بيريس بل هو مختلف. وقد تمسكت بتوجه يوجب على “أزعر القرية” ان يدخل اللعبة الديمقراطية. “إما أن يطيع القواعد وإما أن ينزل للعمل السري”، تنبأت رايس. وبسطت أمام الزعيمين الخصمين نظريتها فقالت: “لا شك في اننا سنضطر في الأمد القريب الى مدافعة ازمات غير قليلة بل سيحتاج الى عمليات مضادة قاسية”.
حذرت، “لكن يجدر التعلم من التاريخ. لأنه حينما يستقر حكم حماس في القطاع ستستوعب مقدار مسؤوليتها وتتصرف كالمتوقع من ادارة منظمة”.
ينبغي ان نعترف ان حماس تدير في الثمانية أشهر الأخيرة سياسة مسؤولة وموزونة ومنضبطة. وتفي المنظمة منذ انتهت عملية “عمود السحاب” بالتزاماتها لمصر واسرائيل فهي لا تطلق قذائف صاروخية، بل إنها بخلاف ما كان في الهدنات السابقة لا تعمل في مواجهة قوات الجيش الاسرائيلي. وكفت ايضا خلافا لجميع التكهنات عن تهريب سلاح وذخيرة من سيناء الى القطاع.
تساعد اسرائيل في واقع الامر ادارة حماس على إقرار الوضع، فزادت مقدار السلع الى القطاع ومنها منتوجات كانت ممنوعة في الماضي مثل الاسمنت والحديد. ووسعت مجال الابحار لصيادي غزة ومنحت عدة تسهيلات اخرى في القطاع ترمي الى زيادة التطبيع.
هناك من سيقولون ان ادارة حماس في غزة قد ردعها الجيش الاسرائيلي في واقع الأمر منذ تشرين الثاني الأخير. وسيفسر آخرون سلوكها بقلة الاوكسجين الاقتصادي وأموال الدعم الايراني التي اختفت وأموال دعم دول الخليج التي قلت. ويندد معارضو المنظمة والجهاد الاسلامي والسلفيون بها لأنها جعلت كلمة المقاومة عقيمة.
وحاولت هاتان المنظمتان في الآونة الأخيرة تصعيد الوضع في القطاع باطلاق الصواريخ على اسرائيل وحظيتا بمعاملة شديدة من “مقاول التنفيذ” على نحو لم ير هناك قبل ذلك.
إن التطورات في مصر وهي إشبينة حماس القديمة – الجديدة يجب ان تكون باعثا على تغيير في القطاع. بيد ان عدم وجود صوت الجمهور في القطاع هادر هنا، فهذا الذي جرب آخر الأمر قليلا من الهدوء والسكينة والذي يتمتع ببدء نمو ويبتسم لمحاولات جعل الحياة طبيعية يرى انه توجد ايضا امكانات اخرى عدا “مقاومة” تفضي الى النار والدخان.
ينبغي أن يتعلم سكان القطاع من جيرانهم في الربيع العربي وان يخرجوا الى الشوارع طالبين من حماس هدوءا آخر ونماء آخر وقدرا أكبر من الحرية. هل يبحثون عن شعار للمسيرة؟ “يا مشعل ويا هنية نريد الحرية”.
يديعوت أحرونوت، 23/7/2013
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...

حماس: المؤسسات الأممية هي الوحيدة المختصة بتوزيع المساعدات بغزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة حماس، إن المجاعة في قطاع غزة تشتدّ بشكل كارثي وسط استمرار الحصار ومنع دخول الغذاء والدواء. وأكدت في بيان...

إطلاق الأسير ألكسندر يفجر غضب عائلات باقي الأسرى على نتنياهو
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام فجّر قرار حركة حماس إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر من قطاع غزة غضب عائلات باقي الأسرى...

حرّاس الأقصى يحبطون محاولة ذبح “قربان تلمودي” في باحات المسجد
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام أحبط حُرّاس المسجد الأقصى المبارك، صباح اليوم الاثنين، محاولة مستوطنين إدخال "قربان حي" إلى باحاته عبر باب...

مرصد عالمي: نصف مليون شخص يواجهون خطر الموت جوعًا بغزة
لندن - المركز الفلسطيني للإعلام قال مرصد عالمي لمراقبة الجوع الاثنين إن سكان قطاع غزة بأكمله لا يزالون يواجهون خطر المجاعة الشديد وإن نصف مليون شخص...

تحذير من انهيار القطاع الصحي بغزة مع تعمق النقص الحاد بالتجهيزات الطبية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة في غزة، أن أقسام العمليات والعناية المركزة والطوارئ باتت تعمل بأدوات طبية مستهلكة وفي ظل غياب أصناف...

سجن جندي احتياط إسرائيلي لرفضه القتال في الضفة الغربية
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت هيئة البث الإسرائيلية إن جندي احتياط إسرائيليا سجن 5 أيام بعد رفضه المشاركة في القتال في الضفة الغربية...