الزيتون بالضفة.. هكذا حوّلت إسرائيل ومستوطنوها موسم الخير إلى كابوس

منذ سنواتٍ طويلة تحول موسم قطف الزيتون في الضفة الغربية إلى كابوس نتيجة اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه عليهم، إما بطردهم تحت تهديد السلاح من أراضيهم أو الاعتداء عليهم بالضرب وتكسير أشجارهم وحرقها.
وفي كل موسم للزيتون يتسابق المستوطنون إلى حرب مبكرة على شجرة الزيتون، بالقطع أو التجريف أو السرقة أو المنع من القطاف، خاصة الأراضي الواقعة خلف جدار الفصل العنصري.
ويعيش في الضفة الغربية التي احتلتها “إسرائيل” في 1967 نحو نصف مليون مستوطن إسرائيلي في 120 مستوطنة أقيمت على أراضي الضفة الغربية المحتلة وسط 2.7 مليون فلسطيني هم أبناء الضفة.
ويبلغ عدد أشجار الزيتون في الأراضي الفلسطينية قرابة 12 مليون شجرة، منها قرابة 9 ملايين شجرة زيتون مثمرة، والباقي غير مثمر، بحسب إحصائيات وزارة الزراعة الفلسطينية.
معاناة المزارع الفلسطيني
من جهته أكد جمال أبو عمرو، الخبير في شؤون القدس والاستيطان، أن المزارعين الفلسطينيين يعانون كثيرًا من اعتداءات المستوطنين المدعومين من قوات الاحتلال الإسرائيلي والتي تزداد ضراوة عامًا بعد آخر.
وقال أبو عمرو في حديث خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: إن اعتداءات المستوطنين تزداد ضراوة على الفلسطينيين ما وجد نفسه قد أفلت من العقاب، لافتاً إلى أن المستوطنين باتوا يعربدون بوضوح وصراحة في الأراضي الفلسطينية دون رادع.
وذكر أن المستوطن يرى نفسه فوق الجميع ويستطيع أن ينتهك الحرمات في الأقصى والمسرى وجميع البلاد، وبالتالي فالفلاح الفلسطيني لن يفلت أيضاً من سطوه دون رادع لهم، ولا يوجد للفلاح حماية أو تعويضات.
وأشار إلى أن المستوطنين باتوا يتعاملون بساديه وفرعونية نظراً لعدم وجود ظهير عربي وإسلامي للفلسطينيين.
وأوضح أن الأوضاع تتجه في الضفة الغربية نحو سيطرة المستوطنين على مناطق (C) بالكامل، مؤكداً أنهم يعربدون بالسلاح ويهبطون للمزارعين في مزارعهم ويقطعون الأشجار ويحرقون بعضها الآخر، ويسرقون الثمار أيضاً.
وأضاف: “نحن أمام دولة مارقة تنتهك كل مقدس فلسطيني والجميع في دائرة الاستهداف المستمر، سواء في الأقصى أو المقدسات أو الأرض الفلسطينية المباركة”.
وقال: إن المعايير الوطنية للمواجهة في أدني مستوياتها، لافتاً إلى أن الفلسطينيين باتوا بين المطرقة الصهيونية وسندان السلطة اللذين يتربصان بهم، مشيراً إلى أن استبعاد العمل الوطني سواء المدني أو العسكرية سيبقي المستوطنين يعربدون وينتهكون الحرمات.
وشدّد الخبير بشؤون القدس والاستيطان أن الأوضاع في الأراضي الفلسطينية بحاجة إلى إعادة ترتيب، والاستغناء عن اتفاقية أوسلو، ورسم خطة “ب” عن الخطة الحالية التي فشلت، على حد قوله، لافتاً إلى أن الدور الرسمي الفلسطيني بات مقيداً، ولا يخيف الاحتلال.
الاعتداءات تزداد مع بدء موسم الزيتون
بدوره أفاد المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، بأن معاناة المزارعين في مدن الضفة الغربية تتواصل، وترتفع ذروتها في موسم قطف ثمار الزيتون الذي يتحول لسلسلة مضايقات واعتداءات من المستوطنين.
وأشار المكتب الوطني في تقريره الأسبوعي، إلى أن المستوطنات عمومًا، والبؤر الاستيطانية خصوصًا، تتخذ ملاذًا آمنًا وسط حماية من قوات الاحتلال وتواطؤ أذرعها الرسمية.
وبحسب التقرير، فإن موسم قطف الزيتون السنوي، يشكل حدثا رئيسا لدى المواطنين، الذين يحيون من خلاله تقاليد متوارثة من الأجداد إلى الآباء فالأبناء، عنوانها حب الأرض باعتبارها تمثل في صراعهم مع الاحتلال، أحد عناوين هويتهم الوطنية، وإرثهم الحضاري والتاريخي.
وقال: “يوجد في الضفة الغربية ما يربو على 10 ملايين شجرة زيتون، مزروعة على ما مساحته 86000 هكتار، تمثل 47% من مجمل مساحة الأراضي المزروعة، وهي أحد مصادر دخل لنحو 100 ألف أسرة”.
وأضاف أن هذا القطاع يوفر فرص عمل لعدد كبير من العمال والنساء العاملات، وتتراوح قيمة إنتاج قطاع الزيتون بما فيه الزيت وزيتون المائدة، والزيتون المخلل، والصابون، ما معدله 200 مليون دولار في سنوات الإنتاج الجيدة.
وأكد التقرير أن وجود المستوطنات يفرض قيودا على المواطنين الذين يريدون الوصول إلى أراضيهم لزراعتها، وعائلات من نحو 90 تجمعا سكانيا فلسطينيا يمتلكون أراضي تقع ضمن حدود 56 مستوطنة، وعشرات البؤرة الاستيطانية أو على مقربة منها، ولا يستطيعون الوصول إليها، إلا من خلال التنسيق المسبق مع سلطات الاحتلال، أو العبور من البوابات أو الحواجز العسكرية المنتشرة.
وهناك أشجار في فلسطين عمرها آلاف السنين منذ عهد الرومان، وتوجد أصناف عديدة للزيتون في فلسطين؛ أشهرها النبالي والسوري، والنبالي المحسن والمليسي والبري والرصيصي، وتشارك العائلات بأكملها في قطف الزيتون وتتعاون فيما بينها.
ويبدأ موسم جني الزيتون عند الفلسطينيين منتصف أكتوبر (تشرين الأول) ويستمر شهراً كاملاً.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

قطر ترفض تصريحات نتنياهو: تحريضية وغير مسؤولة
الدوحة - المركز الفلسطيني للإعلام عبرت دولة قطر عن رفضها لاتهامات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووصفت تصريحاته بأنها تحريضية وغير...

إصابات واعتقالات بمداهمات للاحتلال في الضفة
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامشنت قوات الاحتلال الصهيوني - فجر الأحد- حملة اقتحامات ومداهمات واعتقالات في عدة مناطق في الضفة الغربية....

ما تأثير طوفان الأقصى على المكانة الدولية لإسرائيل؟
المركز الفلسطيني للإعلام خلصت ورقة علميّة، أعدّها وليد عبد الحي وأصدرها مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات تحت عنوان: "تأثير طوفان الأقصى على مؤشرات...

عائلات أسرى الاحتلال تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو
المركز الفلسطيني للإعلام طالبت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة، اليوم السبت، بإسقاط حكومة بنيامين نتنياهو، محذرة من تصعيد القتال في القطاع كونه...

حماس تدين العدوان الصهيوني على سوريا ولبنان
المركز الفلسطيني للإعلام أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) العدوانَ الصهيوني الغاشم والمتواصل على الأراضي السورية واللبنانية، في تحدٍّ سافرٍ لكلّ...

حماس: شعبنا وعائلاته الأصيلة يشكّلون السدّ المنيع في وجه الفوضى ومخططات الاحتلال
المركز الفلسطيني للإعلام حيّت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” جماهير شعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وفي طليعتهم العائلات والعشائر الكريمة، التي...

وجهاء غزة للعالم: كفى صمتا وتحركوا عاجلا لنجدة غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أدان وجهاء قطاع غزة وعشائرها -اليوم السبت- استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي الغذاء والتجويع "سلاحا" ضد أبناء القطاع،...