مواجهات مخيم جنين تعكس رفضا لممارسات السلطة

أظهرت المواجهات التي شهدها مخيم جنين منذ الحملة الأمنية التي بدأتها أجهزة السلطة الأمنية في جنين قبل عدة أيام، مستويات الاحتقان العالية لدى المواطنين من السلطة وأجهزتها الأمنية والتي عبر عنها بعفوية الشبان والمواطنون. 

ويروي المواطن يزن جبارين تفاصيل الاشتباكات العنيفة التي شهدها مخيم جنين ليلة السبت (5-10)، والتي أربكت أجهزة السلطة الأمنية على الرغم من أن قوى المقاومة في المخيم أخذت قرارا بعدم مواجهة السلطة عسكريا لكي لا تنجر إلى مواجهات داخلية وتفقد بوصلتها مع الاحتلال.

ويضيف: “ما إن دخلت دوريات أمن السلطة المخيم حتى هاجمها المواطنون بعفوية بالغة مما أربكها وجعلها غير قادرة على التصرف؛ حيث اعتلى الشبان والفتية المركبات وهاجموها بصدورهم العارية دون خوف منها”.

وأشار إلى أنه من شدة الإرباك قام عناصر الأمن بإطلاق النار على محول رئيس للكهرباء من أجل قطع التيار الكهربائي عن المنطقة.

وروى شهود عيان لمراسلنا كيف كانت عفوية الفتية والشبان في مهاجمة الدوريات واعتلائها لإعاقة حركتها داخل المخيم، إضافة إلى رشقها بالحجارة والزجاجات الفارغة بما عكس حالة رفض عفوية لممارسات السلطة الأمنية.

كلمات يجب أن يسمعوها:

وروت المواطنة عبير السعدي كيف استقبل المواطنون عناصر أمن السلطة وهم يقتحمون منازل المواطنين في المخيم؛ حيث وصفوهم بأنهم يمارسون نفس ممارسات الاحتلال وبأنهم يقتحمون المنازل بعد منتصف الليل مثل الاحتلال.

وأضافت إن المواطنين كانوا يصفونهم بأنهم يقومون بتنفيذ أوامر الاحتلال وبأنهم لم يعودوا قادرين على التمييز بينهم وبين جنود الاحتلال، الذين اقتحموا نفس المنازل التي تعود لذوي شهداء وأسرى وقاموا بتخريب الأثاث فيها بنفس الطريقة. 

وأكدت أن هناك شعورا عاما بأن المخيمات هي المستهدفة وأنه سيتم ضرب كافة المخيمات لأنها كانت على الدوام شرارة انطلاقة المواجهات مع الاحتلال.

لماذا لا تحمينا القوة 101 من الاحتلال؟

واستنكر القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في مخيم جنين الشيخ محمود السعدي استقدام القوة 101 من أجل اقتحام مخيم جنين متسائلا: لقد استشهد في مخيم جنين خلال الشهر الماضي ثلاثة شبان أين القوة 101 لتحمي أهالي المخيم من اقتحامات قوات الاحتلال؟

وأضاف لمراسلنا: مقر المقاطعة على بعد أمتار من المخيم وكانوا يسمعون صراخنا وأناتنا حين كان جنود الاحتلال يقتحمون منازلنا في وقت متأخر من الليل ولم يكونوا يحركون ساكنا.

وأشار إلى أنه في كل يوم اقتحامات واعتقال وقتل وتحطيم لمحتويات المنازل في المخيم من قبل جنود الاحتلال وعناصر أمن السلطة على بعد أمتار يتفرجون ولا يفعلون شيئا لنا، واليوم يقومون باقتحام منازلنا فهل سيكون الناس راضين؟!

وجزم السعدي بأن ما يجري في مخيم جنين اليوم هو مطلب من سلطات الاحتلال وثمرة من ثمار التنسيق الأمني وهو استهداف صريح للمقاومة، وأن الاحتلال هو من طلب من قيادة السلطة وقف مد المقاومة في مخيم جنين والذي بدأ يتنامى مؤخرا.

بدوره أكد الوزير السابق والقيادي في حركة حماس المهندس وصفي قبها: أن حالة الاحتقان العامة لدى المواطنين في المخيم من ممارسات أجهزة السلطة الأمنية مبررة وهي حالة عامة في مختلف المناطق.

وأضاف: دماء شهداء مخيم جنين الثلاثة الذي قضوا على يد قوات الاحتلال قبل شهر لم تجف بعد، وتصرفات الأجهزة الأمنية غير مبررة وهي تشعر المواطنين بالظلم الذي يقع عليهم وبأنهم مستهدفون لأنهم يقاومون الاحتلال.