الثلاثاء 06/مايو/2025

أم عاصف البرغوثي.. امرأة كـالجبل تقاوم إسرائيل

أم عاصف البرغوثي.. امرأة كـالجبل تقاوم إسرائيل

أراد ضابط المخابرات الصهيوني الذي أشرف على هدم منزل الأسير عاصم البرغوثي في قرية كوبر قضاء مدينة رام الله وسط الضفة الغربية فجر اليوم الخميس (7-3-2019) أن يكسر عزيمة والدة الأسير عاصف السيدة أم عاصف سهير البرغوثي فعاد يجر أذيال الخيبة.

أخرج الضابط الصهيوني فيديو لتصوير عملية هدم المنزل، وطلب من أم عاصف وابنتها أن يحتفظا بالشريط وهو يتبجح ويتشفى أنه قد نال من العائلة، فقالت له أم عاصف: هذه الأشياء التي تقومون بها لا تهمنا، احتفظ به لنفسك لكي تموت غيظا. عاصم تجارته مع الله لذلك هذا كله لا ينال من عزيمتنا، أما أنت فعش لتجرّ الخيبة والقهر، ليجعل ذلك ضابط المخابرات يغادر محتقنا.

وعلقت أم عاصف عقب مغادرة الضابط “رأيت القهر في عيون الضابط. هدموا المنزل ولكن لن يهدموا عزيمتنا”.

لم يكن هذا المشهد مستغربا على أم عاصف البرغوثي التي أفرجت عنها سلطات الاحتلال قبل أيام قليلة لكي تشاهد بأم عينها هدم منزل نجلها عاصم الذي تتهمه قوات الاحتلال بالمسؤولية عن عميلتي عوفرا وأساف اللتين قتل بهما ثلاثة جنود وجرح 11 آخرون قبل أشهر.


null

سجل حافل

وفي سجل طويل من المواقف التي لا يتسع تقرير لسردها، لم يكن موقف وداع أم عاصف لابنها الشهيد صالح البرغوثي في (13-12-2018) بأقل صلابة من موقفها عقب هدم منزل نجلها الأسير حين وصلها خبر استشهاده “إن استشهد صالح فهناك مليون صالح، وليس كل إنسان يكرمه الله بالشهادة، فالحور العين تنتظر صالح، وبالنهاية فعمر الإنسان محدود، (لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ)”.

وفي ذروة ملاحقة قوات الاحتلال لابنها عاصم الذي اعتقل في عملية خاصة في بير زيت اقتحمت قوات الاحتلال منزل أم عاصف في الوقت الذي كان فيه زوجها وابناها معتقلين وابنها شهيدا والرابع مطاردا، وهددها أنه سيطردها لمدينة أريحا تطبيقا لقانون طرد عائلات منفذي العمليات، فما كان من أم عاصف إلا أن أغاظت ضابط المخابرات مرة أخرى، وقالت له بلا مبالاة: “الجو هناك أدفأ”، وعندما أخبروها بهدم منزلها ومنزل ابنها قالت: “سنبني أكبر وأفضل منه”.

وطوال أربعة عقود كانت أم عاصف صامدة أمام الرياح العاتية متنقلة على أبواب السجون لزيارة زوجها الأسير عمر البرغوثي الذي قضى 27 عاما في سجون الاحتلال، وابنها الأسير عاصم الذي قضى في اعتقاله السابق 11 عاما، وشقيقها فخري البرغوثي الذي قضى 30 عاما في سجون الاحتلال، وابن عمها الأسير نائل البرغوثي والذي قضى حتى الآن 39 عاما خلف القضبان…

وشكلت مواقف أم عاصف نموذجا وحالة ذهول عند المواطنين على مختلف مشاربهم؛ فعلق بعضهم أن هذه الصلابة ليست من صنع بشر، إلى أن قال آخرون “هذه المرأة الفلسطينية التي يجب أن نتحدث عنها في يوم المرأة وفي كل يوم على المنابر وفي المدارس وساحات البطولة كنسر أشم تقف فوق منزلها ولدها المهدوم دون انكسار.. أخبروا القادة أن التحدي والصبر يقود للنصر، ولا نامت أعين الجبناء..”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، مجزرة مروعة بحق النازحين، عقب قصف الطيران الحربي لمدرسة تُؤوي...