السبت 03/أغسطس/2024

هل انتهى دور رئيس السلطة محمود عباس؟

هل انتهى دور رئيس السلطة محمود عباس؟

هل انتهى دور رئيس السلطة محمود عباس؟ هذا هو السؤال الذي يبدو الأكثر ترديدًا في الساعات الأخيرة على وقع أنباء “إسرائيلية” عن استقالة مرتقبة له، واحتمال حدوث فراغ قيادي بسبب غياب مفاجئ له، وأخرى تتحدث عن ترتيبات داخل فتح لمن سيخلفه في الموقع.

“القناة 20 العبرية” قالت مساء الثلاثاء،: إنه من المتوقع أن يستقيل عباس من الحياة السياسية في غضون أسابيع قليلة.

ونقلت تقديرات مسؤولين كبار من السلطة الفلسطينية، في تقرير – وفق “عربي21”- ، أن يعلن “أبو مازن في الأيام القادمة عن وريث لمنصب رئيس حركة فتح ورئيس السلطة”، مؤكدة ” إبلاغ عدد من وسائل الإعلام العربية بذلك”.

وأوضحت القناة أن سبب استقالة عباس تعود إلى تدهور حالته الصحية، ومطالبة الأطباء له بأخذ إجازة والعناية بنفسه، مشيرة إلى أنه (عباس) وعد في اجتماع المجلس الثوري لحركة فتح الأخير، بالموافقة على القوانين الداخلية للحركة، وإتاحة المجال لنائبه محمود العالول بأن يشغل مكانه ثلاثة أشهر، إلى حين إجراء انتخابات داخلية.

وخلال تواجده في نيويورك الشهر الماضي، أجرى عباس (البالغ من العمر 83 عامًا) فحوصات طبية، فيما زادت في الآونة الأخيرة الأنباء عن تدهور حالته الصحية، غير أن مسؤولي السلطة كانوا ينفون باستمرار ذلك، رغم أنه بدا خلال خطابه في مجلس الأمن في وضع صحي غير طبيعي.

العالول ينوب عباس في رئاسة فتح
ووفق صحيفة الأخبار اللبنانية، فإن عباس، ثبّت نائبه محمود العالول، رئيسا لحركة فتح في حال غيابه عن المشهد الفلسطيني.

وأضافت الصحيفة في عددها الصادر الاثنين “خلال اجتماعات المجلس الثوري، انتزع عباس من أعضاء المجلس الموافقة على تعيين العالول، وذلك حفاظا على خيار المقاومة الشعبية”.

وأشارت إلى أن “أبو مازن يتصرف على أساس أنه لن يكون موجودا لإدارة الصراع مع واشنطن أو تل أبيب في المرحلة المقبلة”، لذلك حرص خلال اجتماع أعضاء المجلس الثوري لحركة فتح، على رسم الخطوط العريضة التي يجب السير عليها من بعده، والتأكيد على أعضاء المجلس تعيين نائبه محمود العالول لرئاسة فتح إلى حين انتخاب رئيس جديد للحركة”.

ويرى مراقبون أن هذا التطور، لا يتعلق فقط بتدهور صحة عباس، إنما انتهاء دوره في مسيرة التسوية التي قدم خلالها تنازلات هائلة عن الحقوق الفلسطينية التاريخية للاحتلال الذي يطالب بالمزيد.

وأعلن عباس مؤخرًا رفضه لإعلان الرئيس الأمريكي القدس عاصمة لـ”إسرائيل”، ولكنه واصل التمسك بمسيرة التسوية وحافظ على استمرار التنسيق الأمني مع الاحتلال رغم قرار المجلس المركزي بوقفه، كما أصر على استمرار العقوبات الجماعية ضد قطاع غزة، وتعطيل المصالحة بقرار سياسي منه.

فراغ مفاجئ
وفي السياق، قال كاتب “إسرائيلي” إن تحضيرات تجري في الساحة الفلسطينية على قدم وساق تحسبا لحدوث فراغ قيادي ربما يحدث نتيجة غياب مفاجئ لرئيس السلطة محمود عباس “الذي يعاني من مشاكل صحية”، وفق الكاتب.

ولفت الخبير “الإسرائيلي” في الشأن الفلسطيني يوني بن مناحيم في مقال – وفق ترجمة “عربي21” – إلى أن هذه التطورات نوقشت في الجلسة الأخيرة للمجلس الثوري لحركة فتح قبل عدة أيام، وعلى غير العادة لم يصدر بيان رسمي عن الاجتماع، لكن تسريبات أفادت بأن الاجتماع ركز على اختيار مرشح محتمل لعباس في ظل تدهور حالته الصحية.

ولفت بن مناحيم في مقال نشره موقع “المعهد الأورشاليمي” للشؤون العامة إلى أن الاختيار وقع على محمود العالول (66 عاما) ليكون خليفة لعباس ويعرف بأنه الرجل الثاني في الحركة، ولديه تاريخ طويل من الصراع مع “إسرائيل” وأبعد من فلسطين المحتلة إلى الأردن عام 1971 بسبب نشاطاته المسلحة.

معركة خلافة عباس
وفي سياق آخر، استعرضت صحيفة يديعوت الإسرائيلية ما أطلقت عليه “معركة خلافة” عباس، والتي تدور رحاها داخل أروقة حركة فتح في الضفة الغربية المحتلة.

ونقلت الصحيفة في تقريرين منفصلين، عن مسؤول فلسطيني كبير مقرب من رئيس السلطة، تأكيدا بأن أبو مازن “يعيش ضغطا نفسيا وجسديا لا يتناسب مع رجل في عمره، ويعاني من تعب شديد”.

ولفت المسؤول الفلسطيني، إلى أن عباس “في الفترة الأخيرة لا يرتاح للحظة، ويواصل السفر إلى أوروبا، والدول العربية، والولايات المتحدة وروسيا، كي يقلص الأضرار الناجمة بسبب قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب”، منبها إلى أن الفحوصات الطبية التي “أجربت له مؤخرا في مستشفى جورن هوبكنز في الولايات المتحدة كانت مقررة مسبقا”.

الجلسة الأخيرة!
وفي مقال نشرته “معاريف” العبرية للمستشرق الإسرائيلي بنحاس عنبري، وهو باحث في “المركز المقدسي للشؤون العامة والسياسية” الإسرائيلي، أشار إلى أن عباس قال في الأسبوع الماضي في جلسة لقيادة حركة “فتح”، أنه “يحتمل أن تكون هذه الجلسة الأخيرة التي أشارك فيها”.

ونبهت إلى أن كلام عباس أثار انفعالا شديدا لدى المشاركين في الاجتماع، وفهموا في باطن النص أن عباس يلمح بأنه مريض أو متعب ويعتزم الاعتزال، موضحة أن “عباس فطن لهذا التفسير، وفي لقاء آخر، مع قضاة من فتح من شرقي القدس، أوضح أن صحته جيدة وأن التعب الذي كان له في خطابه في الأمم المتحدة كان جراء السفر”.

ورأت الصحيفة في تصريح القيادي في “فتح” جبريل الرجوب، المفاجئ والذي هاجم فيه “أغنياء اللاجئين” بقوله: “أصحاب المليارات، الذين تركوا الوطن بخلاف عنا، نحن الذين لم نتركه ودافعنا عنه”، أنه “تهديد واضح للقيادة التي جاءت من تونس، خشية أن تتجرأ على عرض مرشحين منها بعد عباس”.

صراع الخلافة!
وبحسب مصادر في رام الله، فإن “قيادة فتح مشوشة جدا وغير جاهزة لصراع الخلافة، ولا سيما عندما لا يكون واضحا إذا كان عباس يعتزم الاعتزال حقا”، وفق ما أوردته الصحيفة التي لفتت إلى أن “المشكلة أنه لا توجد آلية متفق عليها لتعيين الخليفة، وعباس غير مستعد لأن يعين خليفة”.

وأكدت أن “مسألة الخليفة تبقى معلقة وتزيد التوتر في قيادة فتح”، مشيرا إلى أن “قادة فتح يتسلحون وينتظمون كل واحد في منطقته، فجبريل الرجوب ينظم منطقة الخليل، العالول، النائب الرسمي لعباس ينظم منطقة نابلس، والتنظيم في جنين فقد الاهتمام بالقيادة وفي رام الله ويقيم عمليا حكما ذاتيا”.

وأشارت الصحيفة، إلى أن “أحد الأسماء التي تذكر كخليفة محتمل هو مسؤول المخابرات الفلسطينية ماجد فرج، الذي يترأس المؤيدين للتنسيق الأمني مع إسرائيل”، مؤكدة أن “مكانته هذه تجلب له دعما دوليا، ولكن في دوائر الداخل يعدّ عميلا”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

أحرار العالم يلبون نداء نصرة غزة والأسرى

أحرار العالم يلبون نداء نصرة غزة والأسرى

عواصم - المركز الفلسطيني للإعلام لبى أحرار العالم، اليوم السبت، الدعوات للمشاركة في فعاليات "اليوم الوطني والعالمي لنصرة غزة والأسرى". ودعا القائد...