الجمعة 26/أبريل/2024

جيل الحروب.. فيلم يوثق الآثار النفسية للعدوان على غزة

عبر فيلم وثائقي أنتجته ألف ملتيميديا لبرنامج “للقصة البقية” الذي يعرض على شاشة الجزيرة، عرضت جانبًا من معاناة سكان غزة مع توالي الحروب.

وعرض الفيلم الذي حمل اسم “جيل الحروب” شهادات لأجيال مختلفة من أهالي غزة عن الآثار النفسية التي تركتها عدوانات الاحتلال، التي لم يسلم منها الشباب ولا الشيب ولا الأطفال.

واستعرض الفيلم الآثار السلبية المترتبة على الأطفال الذين ولدوا تحت الحصار وعاشوا يومياته، بعد أن عايشوا 4 حروب جوية وعملية اقتحام عسكرية وهم لم يتجاوزوا سن الـ15 عاما بعد.

وعرض الفيلم الذي تابعه مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“، قصة الطفلة حياة العطار التي تعاني من اضطرابات نفسية جراء الحروب التي أفقدت والدها قدميه.

وتروي الطفلة حياة العطار عن الصواريخ التي بترت أقدام والدها، وعن صوت القصف الذي لم يغادر ذاكرتها، وملازمة الخوف لها خصوصا أثناء نومها.

وبعد أن دمر قصف الاحتلال منزل العائلة لجأت “حياة” إلى إحدى مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “أونروا”؛ للعيش مع أسرتها هناك.

وتحدثت والدة حياة عن الآثار التي تعاني منها الطفلة كالخوف في الظلام، وحالة السرحان في المدرسة، وخوفها المتكرر كل صباح بأن الجميع سيموت، وأن الطيران الإسرائيلي سيأتي لقصفهم.

أما الطفل عبد الرحمن نجم الشاهد على مجزرة مقبرة الفالوجا خلال العدوان الأخير على غزة (5-7 أغسطس الجاري)، والتي أدت لاستشهاد 5 أطفال أقر الاحتلال بالمسؤولية عن قتلهم بعد أن حاول عند تنفيذ المجزرة التهرب من ذلك.

ويروي نجم لحظات فقدانه أصدقاءه أمام عينيه في الحرب وهم يتحدثون ويلعبون معا، عادًّا ما حدث حلما.

وتناول الفيلم قصة صباح أبو حليمة التي فقدت زوجها و4 من أبنائها أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2008.

وقالت صباح أبو حليمة: إن الحزن لم يفارقها من ذلك الوقت، ولم تستطع نسيان ما حدث لها، وكأن الأمر حدث للتو، وأكدت أنها لا تستطيع النوم لأكثر من 10 دقائق لتخيلها بأن أبناءها حولها يصرخون.

من جانبها، تحدثت عبير حرب الشاهدة على مجزرة رفح في العدوان الأخير على قطاع غزة -وقد فقدت خطيبها بالمجزرة- عن تحطمها وتبدد أحلامها بالحياة التي كانت تسعى لتكوينها مع خطيبها، مؤكدة أن غزة لا تتسع لعيش اثنين بحب وأمان.

 كما استمع لقصص الرجال الذين يعانون من الآثار النفسية الشديدة بسبب الحرب والقصف على القطاع.

ووصف ضابط الإسعاف معين أبو العيش معاناته من المشاهد التي يراها أمامه حتى وصل الأمر حد انطوائه عن الناس، فضلا عن شعوره بالخوف والاكتئاب.

وخلال الفيلم، أكدت الاختصاصية النفسية ألفت المعصوبي أن تقارب أوقات الحروب على قطاع غزة، ترك آثارًا خطيرة على الصحة النفسية للبالغين وكارثية للغاية على الأطفال.

بدورها، كشفت مديرة الإستراتيجيات بالمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان مها الحسيني أن نحو 91% من أطفال غزة يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، وهي نسبة مخيفة حسب قولها، وهو ما يعني أن جيلا كاملا يعاني في القطاع المحاصر.

وقال استشاري الطب النفسي للأطفال والمراهقين سامي عويضة: إن اضطراب ما بعد الصدمة يأتي بعد تعرض الشخص لخبرة طارئة وصادمة خارجة عن إطار خبراته الشخصية، وتشكل تهديدا على حياته.

وأضاف أن القطاع المحاصر منذ 15 عاما، قد تحول إلى سجن كبير يحتوي على مليوني شخص نصفهم أطفال، وبعد كل عدوان إسرائيلي يموت العديد من الأشخاص ويتأثر من حولهم، كاشفا عن أن كل سكان القطاع يعانون بصور متفاوتة من اضطرابات ما بعد الصدمة أو بعض أعراضها.

بدورها، شرحت الاختصاصية النفسية إيمان مطر مراحل الإصابة بالاضطراب النفسي، والتي تبدأ بالظهور من بعد شهر على الحدث الذي تعرض له الشخص، لأن الشهر الأول يكون المدى الطبيعي للحزن أو الغضب، وبعد الشهر يعايش الحدث ويشعر بالأعراض نفسها التي شعر بها أثناء وقوع الحدث.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات