من فمك أدينك.. الحقيقة بين فلتات اللسان والتصريحات!!

وقد سبق أن تحدثنا حول هذه الموضوع بشكل منهجي من خلال إحدى المقالات التي تناولت إسقاطاً عملياً لمجموعة قراءات في أدوات الإعلام التضليلي ووسائله، وتم التطرق إلى كيفية مقاومة الإعلام التضليلي بالوسائل المختلفة عن طريق: (كشف التناقضات .. تحت قاعدة -حبل الكذب قصير- …. فلا بد من حصول تناقضات في الإعلام المضلِّل أو فلتات .. تفضح الممارسات -الافترائية- على مستوى الرأي العام …..).
لكنْ؛ لن أتطرق إلى الوقاحة والعهر السياسي الذي وصل إليه بعض الناطقين الإعلاميين المضللين فشكّلوا حالة من الفلتان الإعلامي والدجل السياسي، أشك في أن يكون التاريخ قد سجّل لغيرهم هذا الشرف الذي أدخلهم من أنجس الأبواب، فهل نتحدث عن تلك الشخصية الكرتونية الفكاهية التي من الواضح -من خلال انتقائها العبارات المميزة ذات الماركة المسجلة- أنها عملت حيناً من الدهر في تحرير النصوص لمرئيات مختصة بـ”أفلام الكرتون للأطفال” فتارة نسمع “ضربة معلم” وتارة “البورصة الحمساوية” وأخرى” فوز الأربعة وعشرين قيراط” و”الضفة بلا عاصفة” “والاستقصاف” ووو … الخ، أم عن شاتم الذات الإلهية بالصوت والصورة، أم عن الانحطاط الخلقي في الرد الدبلوماسي على المحللين أو الكتّاب وتجلى بشكل فاضح أثناء استضافتهم على الشاشات الفضائية. لن نذكرهم بشيء، ونترك الأمر للقارئ أو المستمع ليستخلص العبرة ويضع العناوين المناسبة ويقرأ أسلوب الخطاب جيداً ويحلل فحواه ومدلولاته النفسية والخُلقية.
لكننا هنا، سنقف قليلاً في سبيل كشف الاستهتار بعقول الناس، وليس تجنياً على أحد، ولا غلواً في التشهير، لكنها قراءات ووقفات لا بد منها شكلت تناقضاً واضحاً، ومقتلاً إعلامياً، وفضحاً مخزياً لذلك الإعلام بأسياده ومخططاتهم العميلة التي لبست ثوب الوداعة والمسكنة حتى أذابت دموعُهم المزيفة سطورهم المنسوجة من آهات أبناء هذا الشعب ..
إن أطرف ما في هذا التنظيم ومما يدعو إلى الاستغراب، كون قادته وممثليه الكبار “الفاترينا” هم بعينهم أصحاب الفلتات والفضائح و”المخازي” الإعلامية وليس لأفرادهم فلتات تذكر إلى جانب “قدواتهم” .. وستوضح قراءتنا ووقفاتنا التالية وستؤكد صدق ادعائنا في حالات محددة، فلن تحصي الأوراق ما صدر عنهم من فضائح، كتحقير مقاومة الشعب الفلسطيني، وحمق الصواريخ الفلسطينية وعبثيتها، وحرب الأحذية في اجتماعات المستوى القيادي الأعلى،… والخ .. فإليكم المهم :
أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون!!
لقد تم التعامل مع فاروق القدومي أبو اللطف مسؤول الدائرة السياسية لمنظمة التحرير-بعد إدانته لمرحلة البغي الأولى ووحدته مع باقي الفصائل الفلسطينية في الخارج في رفض الانتخابات المبكرة وتأكيده على التيار المتصهين في حركة فتح- بالتهميش وسحب الصلاحيات وسحق تاريخه النضالي وصفاته الرسمية والشخصية وإغلاق مكتبه في الأردن، وتوالت التصريحات التي أخرجته من المربع الفتحاوي “الأصيل” مُنَاهضة لحماس، وحين أصدر القدومي تصريحاً يلقي اللوم فيه على الدكتور محمود الزهار تهافت الإعلام الفتحاوي وعبر المواقع الرسمية باعتماد التصريح وصاحبه ونشره على المنابر الرسمية للحركة، واعتماد صفته الرسمية .. وتأكيد المتحدثين وبصمتهم له بالعشرة، ما يؤكد السياسة المعززة للفتنة.
فلتة ، لكنها قاتلة!!
رداً على تصريح صدر عن حركة المقاومة الإسلامية حماس يوم 19/5/ 2007 تحت عنوان (محاولات تصدير الفتنة إلى الضفة مرفوضة) في إدانة الاعتداءات التي حدثت في الضفة، أصدرت دائرة الإعلام المركزي لحركة فتح في الضفة الغربية تصريحاً عل لسان الناطق الرسمي لها في الضفة بتاريخ 21/5/2007 تحت عنوان “قرار فتحاوي واضح بعدم تصدير الاقتتال من غزة إلى الضفة”، بعبارة أخرى “رائدة الاقتتال لا تريد أن تنقل مشروعها الفلتاني من غزة إلى الضفة”. واللبيب بالإشارة يفهم.
عنزة ، والدليل أنها طارت!!
بعد الاطلاع على عدد كبير من التصريحات الفذة للمدعو عبد ربه، المترنح بين أحضان الأمركة الصهيونية والمداهنة العباسية -ولا فرق بين الاثنتين-، وجدنا تصريحاً ظريفاً يعكس حقيقة الرجل كلقيط سياسي وبكل موضوعية، فبتاريخ 20/5/2007م ومن خلال موقع الإعلام المركزي لحركة فتح وتحت عنوان: “… إطلاق الصواريخ ليس للمقاومة وإنما للوضع الداخلي” يقول عبد ربه: (… الواقع أن هناك انقلاباً تقوده حماس على أجهزة الأمن الفلسطينية حتى لو كانت هذه الأجهزة في غالبيتها من حركة فتح …)، يردّ على نفسه في ذات السياق. فهي عنزة ولو طارت. وحقاً، من قلة الخيل شدوا على الكلاب سروج!!
مَن يكفّر مَن ؟؟!!
درج تاريخياً على اللسان الفتحاوي الأصيل اتهام أبناء الحركة الإسلامية بتكفير الغير وتقسيم الناس إلى كفار ومؤمنين، وقد سُجّل هذا في أدبيات الحركة الفتحاوية حتى أنك لا تكاد تجد منشوراً إلا ويقوّل أبناء حماس ما لم يقولونه ويفتري بما لو صبغ بماء البحر لأفسده، وشهدت الأيام السابقة مقدار الدجل وكذب تلك الادعاءات، من خلال دحضهم أنفسهم من حيث لا يحتسبون، فسجّل الإعلام لناطقي فتح ومتحدثيها الكثير من اتهامهم لحماس وقادتها بالخوارج، حتى خرج من بين ظهورهم شيخاً لا نسمع عنه إلا من خلال المواقع الإلكترونية الفتحاوية يختص باستخراج أوجه الشبه بين حماس واليهود تارة ، وتارة أخرى يبشر قادة الأجهزة الأمنية بالجنة عن طريق قتل الخوارج في آخر مقال له تحت عنوان : ” أيها الضباط ورجال الأمن طوبى لمن قُتل منكم بأيديهم فإنهم الخوارج “. وغيرها مثل ” يقابلون الخوارج بالورود والتسامح ” .باختصار الشاذ لا يتداوله إلا الإعلام الشاذ.
“عمى” أم “استعماء” .. “غباء” أم “استغباء” !!
اللهم إنا نعوذ بك من هدوئهم وضجيجهم!!
إن الدلالات لكل ما ذكر، تنبئ عن فوضى فكرية عارمة، وعداوة إستراتيجية لحماس عبّر عنها غازي الجبالي أحد قادة الأجهزة الأمنية سابقاً –المطلوب للعدالة حالياً بتهم اختلاس الأموال- حين صرّح أثناء وقفة خاطفة مع بعض وسائل الإعلام في مرحلة أوسلو بقوله: “سنجتثهم من أوكارهم“، الأمر الذي يعبّر عن مكنونات عميقة في العداء لديهم قد يقتضي التحالف مع الشيطان في سبيل التخلص من الخصم، وبلا شك فهي الصفة العامة السائدة النابعة من المصالح الشخصية والمحاصصة الداخلية، التي قد تؤدي إلى إحجام بعض قادته عن العمل إن حُرِم نصيبه من الكعكة أو قلّ، فتزيف شعاراته الكبرى التي طالما “لعلع” بها خلف تأثيرات صوتية ومرئية جعلت منه نجماً كبيراً في عالم السياسة والتكتيك والدبلوماسية والواقعية -وإن أنجبت تلك المظاهر البراقة خيانة وتفريطاً وضياعاً-.
كانت تعتريني الغرابة وأتعجب كثيراً حين أشاهد بعض الصور لقادة ذلك الفصيل بجانب أولمرت أو شارون أو كونداليزا رايس أو جورج بوش أو … وأتساءل: كيف لا يخجلون من نشر هذه الصور على مرأى أمهات الشهداء والأسرى والجرحى بل كل أبناء الشعب الفلسطيني ؟؟ والأمر المشين حقاً والأكثر غرابة ودهشة، حين نجد من لا زال يتمسك بهذا الفصيل ويصفق لهؤلاء -أبطال الصور- بعد تجلي الخيانة بالصوت والصورة لقادته العظام، لكنني أدركت حقاً أن هذه الصور تشكل مرحلة من مراحل الانحدار والانهزام الوطني لهذا التنظيم، لا بد أن يمر بها في طريقه إلى الهاوية المدمرة، وإن ظهرت الكُرة المنحدرة كبيرة عظيمة جارفة في مرحلة ما !!
في النهاية، لا شك بأن الغوغائية المفرطة التي يتصف بها هذا التنظيم أمرٌ عظيم وأساسيٌ ينبغي أن يؤخذ بعين الاعتبار لارتباطه الوثيق بـ”أعباء التحرير ومقاومة الاحتلال”، والخطر الداهم المتمثل في انفلات الواقع الداخلي لهذا التنظيم إلى الشارع الفلسطيني، لنحمي القضية والشعب والأرض من اعتبارها مجرد أوراق للمراهنة وفتل العضلات وتغييب طرف على حساب آخر.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

سلطة المياه: 85 % من منشآت المياه والصرف الصحي بغزة تعرضت لأضرار جسيمة
المركز الفلسطيني للإعلام حذرت سلطة المياه الفلسطينية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أكثر من 2.3 مليون مواطن في قطاع غزة، نتيجة انهيار شبه الكامل في...

تقرير: إسرائيل تقتل مرضى السرطان انتظارًا وتضعهم في أتون جريمة الإبادة الجماعية
المركز الفلسطيني للإعلام حذر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، من إصرار دولة الاحتلال الاسرائيلي على الاستمرار في حرمان مرضى الأورام السرطانية من...

مستشفى الكويت الميداني بمواصي خانيونس يقلص خدماته بسبب الحصار
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن مستشفى الكويت التخصصي الميداني في مواصي خانيونس عن اضطراره لتقليص عدد من خدماته الطبية، وسط الأوضاع الصحية...

جيش الاحتلال يفرض إغلاقًا على قرية المغير في رام الله
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام فرضت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، إغلاقًا على قرية المُغَيِّر شمال شرق مدينة رام الله وسط الضفة...

بوريل: إسرائيل ترتكب إبادة جماعية بغزة بقنابل من أوروبا
المركز الفلسطيني للإعلام أكد المسؤول السابق للسياسة الخارجية والأمن للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في قطاع غزة، وأن نصف...

الاحتلال يواصل الإبادة بغزة موقعاً 147 شهيدًا وجريحًا خلال 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة بغزة، اليوم السبت، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 23 شهيدا، و124 جريحا وذلك خلال 24 الساعة الماضية...

أوتشا: 70% من سكان قطاع غزة تحت أوامر التهجير القسري
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، أن الفلسطينيين يموتون بقطاع غزة الذي يرزح تحت حصار...