أشواك في الخاصرة

في الوقت الذي تزرع فيه السلطة الفلسطينية غصن زيتون آخر في قلب الأمم المتحدة ليزهر سلاماً ووطناً “شرعياً”، تزداد الأشواك التي تزرعها “إسرائيل” وحليفتها أمريكا في خاصرة فلسطين وخاصرة كل عربي، يتجرأ أن يفتح فاهاً ليقول لا للتزوير ولا للدعاية الصهيونية الكاذبة التي لم تعد محاولاتها غسل أدمغة الناس بتشويه الحقائق وتزوير التاريخ تنطلي على كثيرين.
وكأن الشعب الفلسطيني لم يفهم بعد أن الكيان الصهيوني يعاني من حساسية تجاه المواقف الإنسانية ولغة العواطف والمشاعر والتلويح بأغصان الزيتون ومد الأيدي للتصافح والسلام. ألم يريهم أن اللغة التي يفهمها ويمارسها هي اقتلاع أشجار الزيتون وقمع الأصوات وملء السجون بالمعترضين وقتل المقاومين والمشي بالبلدوزر فوق أجساد البشر؟ وها هم مجدداً يلوحون له بورقة شرعية ويمدون أيديهم للسلام بلا أثمان باهظة وبلا دماء.
حالف هو ألا يسمع إلا صوته وألا يعترف إلا ب”إسرائيل” الممتدة فوق كل شبر من الأراضي الفلسطينية، وهو بارع في شن الحملات الصهيونية التي تلف العالم وتدخل أروقة المدارس والجامعات. والمؤسف أنه يملك بين يديه لعبة السياسة الأمريكية ويتحكم بها كيفما يشاء، لذلك يرد على طلب وقف الاستيطان بترسيخه أكثر وأكثر و”زرع” 1100 مستوطنة جديدة في خاصرة السلام الفلسطيني.
يالسخرية “العدالة” التي تمارسها الدول الكبرى، ففي حين تبنى المستوطنات من الطوب، يتعلم أبناء غزة في مدارس من صفيح بلا نوافذ ولا تهوية بنتها “الأونروا”، ويتكدس في صفوفها الطلبة كأنهم في زريبة للحيوانات.
ويا لسخرية “العدالة الأمريكية”، ففي كاليفورنيا حكمت محكمة سانتا آنا على عشرة طلاب مسلمين من جامعة كاليفورنيا بالبقاء قيد المراقبة ثلاث سنوات وأداء كل منهم 56 ساعة عمل في خدمة المجتمع. أما تهمتهم، فهي مقاطعة خطاب كان يلقيه السفير “الإسرائيلي” لدى الأمم المتحدة في إحدى الندوات التي نظمتها جامعة كاليفورنيا، حيث قام هؤلاء الطلبة بالاعتراض مرات عدة على أكاذيب سردها السفير. ولأنه “ابن إسرائيل”، مارس حقه في الاعتراض ولجأ إلى القضاء أو “العدل الأمريكي” الذي أنصفه – كالعادة – وعاقب من تجرأ وقال “أنا أعترض” في وجهه. وكأن أي اعتراض على كلمة يقولها أي “إسرائيلي” ولو بالكذب تندرج ضمن إطار ال “فيتو” ولا يحق لغير “الكبار” ممارسته وإلا سمي “عرقلة غير قانونية” كما ورد في تهمة الطلبة.
ومن سخرية العدالة أيضاً، أن تعلم أن محكمة في نيويورك حكمت قبل يومين على رجل قتل هرّة حماته بالسجن 6 أشهر وهو حكم مخفف “لأنه لم يكن يقصد ذلك”، بينما مستوطن دهس طفلاً فلسطينياً وأكمل طريقه وكأن شيئاً لم يكن، وأيضاً اعتدى مستوطنون آخرون على مسن فلسطيني بالضرب واعتقلوه ثم أطلقوه بلا سبب، وكأن شيئاً لم يكن.
يبدو أن الأطفال والمسنين في فلسطين يحتاجون إلى سنين من النضال بعد حتى يرتقوا إلى مستوى “الهرة الأمريكية”.
صحيفة الخليج الإماراتية
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس: قرار برلمان بروكسل تمكين للعدالة الدولية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أشادت حركة حماس بقرار برلمان بروكسل مطالب الحكومة الفيدرالية بتنفيذ مذكرات التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية...

القسام يشتبك مع قوة صهيونية ويجهز على سائق آلية عسكرية شرقي غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الثلاثاء، الاشتباك مع قوة هندسة صهيونية، والإجهاز على سائق آلية...

470 ألف فلسطيني بغزة قد يواجهون جوعاً كارثياً من المرحلة الخامسة حتى سبتمبر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام رجح تقرير التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي إن يواجه 470 ألف شخص في قطاع غزة، جوعاً كارثياً (المرحلة الخامسة...

شهيد بقصف مسيّرة إسرائيليّة دراجة نارية في جنوب لبنان
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شخص، اليوم الثلاثاء، إثر قصف من مسيّرة إسرائيليّة على بلدة حولا جنوبيّ لبنان، في استمرار للخروقات...

الصحة تعلن ارتفاع عدد ضحايا الإبادة بغزة إلى 52908 شهداء
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم الثلاثاء، ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 52908 شهداء و119721 مصابا منذ 7 أكتوبر/...

أمن السلطة يقتل الشاب رامي زهران في مخيم الفارعة
طوباس - المركز الفلسطيني للإعلام قتلت عناصر أمن السلطة، الشاب رامي زهران بإطلاق نار مباشر -اليوم الثلاثاء- في مخيم الفارعة شمال الضفة الغربية....

الأمم المتحدة: عدد الوجبات اليومية المقدمة في غزة تراجع بنسبة 70%
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إن عدد الوجبات اليومية المقدمة للفلسطينيين في قطاع غزة انخفض هذا...