الخميس 08/مايو/2025

المحرر الهندي.. العودة للحياة بعد 17 عاما من التغييب

المحرر الهندي.. العودة للحياة بعد 17 عاما من التغييب

ساعات الترقب والقلق التي خيمت على منزل الحاجة أم محمود الهندي، تحولت إلى احتفالات وأفراح بعد الإفراج عن نجلها محمود من سجون الاحتلال بعد قضائه 17 عاما في الأسر.

وعلى باب منزلهم المتواضع في منطقة البلد بخانيونس، وقفت الوالدة الخمسينية متزينة بالورود من أجل استقبال فلذة كبدها.

عرس فلسطيني
وفي عرس فلسطيني مهيب، يترجل الأسير المحرر محمود عن أكتاف الرجال، مرتدياً بزته العسكرية، ويتخطى جميع الموجودين من أجل أن يحظى بقبلة يطبعها على قدمي والدته، التي انهارت بعد رؤيته.

“شعور السعادة والفرح لا يوصف، خصوصاً وأنت تحتضن ابنك بعد 17 عاماً من الغياب”، بهذه العبارة بدأت الحاجة أم محمود حديثها لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“.

وحمدت الوالدة المولى أن منّ عليها بتكحيل عينيها برؤية ابنها وإطلاق سراحه، متمنية أن تبيّض السجون من الأسرى كافة.

ولم تغب عن الوالدة تلك الساعات التي كانت تنتظرها وتعانيها من أجل السماح لها بزيارة ابنها داخل السجون.

وفي خيمة الاحتفال التي أقيمت لاستقبال المهنئين بخروج الأسير، يجلس حاجٌّ تكاد تلخص تجاعيد وجهه دهوراً من الألم والمعاناة، ليخبرنا وبكل فخر أنه والد الأسير المحرر محمود.

علامات السعادة والفرحة كانت بادية على وجه الحاج الثمانيني أبو محمود، معبراً عن ذلك بعبارات الحمد والشكر لله عز وجل أن منّ عليه بأن كحل عينيه برؤيته ولده.

وحسب الحاج؛ فإنه لا يملك سوى محمود وشقيقه الذى سافر منذ زمن إلى بلاد أجنبية من أجل إكمال دراسته.

 


بداية المشوار
ومع بداية التسعينيات بدأ المشوار النضالي للأسير الهندي، عندما طعن جنديًّا صهيونيًّا في إحدى مستوطنات خانيونس، لتبدأ بعدها مرحلة المطاردة من الاحتلال، ويتنقل بعدها محمود في بلدان عدة.

وخلال تنقله بين الدول العربية اعتقلت السلطات الأردنية الهندي في مطار الملكة عالية بالأردن عام 1999م، لتسلمه بعد تسعة شهور إلى السلطة الفلسطينية، التي بدورها سلمته للاحتلال.

وأوضح الهندي لمراسلنا أن نيابة الاحتلال وجهت له تهمة إصابة مستوطن صهيوني بسلاح أبيض على شاطئ بحر مدينة خانيونس، إلى جانب تهمة تدريبات عسكرية.

وقال “الحرية لا تقدر بثمن ولا توصف بكلمات، ودائماً لأن هناك أسرى موجودين في سجون الاحتلال تبقى الحرية منقوصة، خاصة أنني تركت معظم مشاعري وجزءًا كبيرًا مني في السجون”.

وتابع: “تركت خلفي رجالاُ لا مثيل لهم في مبادئهم وتكاتفهم وحبهم وعشقهم تراب الوطن والقدس الذي هو همهم الوحيد”.


عشق المقاومة

وخلال حديثه مع مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” رنّ هاتفه المحمول، ليخبره أنه الأسير الكبير نائل البرغوثي، والذي أمضى 37 عاماً في سجون الاحتلال، مبديًا إعجابه الشديد بهذا القائد الذي تعلم منه الكثير.

ووصف الهندي الأسير البرغوثي بأنه كشجر الزيتون المتجذر في أعماق الأرض، مؤكداً أن الأسرى بكل طوائفهم وأحزابهم وتنظيماتهم، لديهم حالة عشق وحب للمقاومة.

ولم ينسَ الهندي اللحظات الأخيرة له في السجن، مشيراً إلى أن العذابات تضاعفت في آخر يومين من الإفراج، خاصة بعدما وضعت الكلبشات في يديه، وأُجلس على الكراسي الحديدية، وإخضاعه لدائرة مغلقة من التنقلات والبوسطات، حتى وصوله إلى معبر بيت حانون “إيرز”.

وأوضح أن الأسرى المرضى يعيشون ظروفاً معيشية وصحية قاسية وصعبة، ويُمارس بحقهم أبشع أنواع الإهمال، لافتًا إلى أنهم يتألمون كل لحظة وكل دقيقة.

وعن أول ليلة قضاها الهندي في منزل العائلة، قال: “لم أستطع النوم مطلقًا، بسبب القلق والتوتر، خاصة أنني تركت إخواني الأسرى الذين قضيت معهم زهرة شبابي”.

 

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات