الانتخابات البلدية تفجر حربًا فكرية
كشفت ردة الفعل على تصريحات اللواء جبريل الرجوب أن المجتمع الفلسطيني يسير ويتجه نحو الإسلام؛ لأن المجتمع الفلسطيني لو كان يتجه ويؤيد الفكر العلماني لما أحدث كل هذه الضجة حول هكذا تصريحات، التي كانت ستمر مر السلام فيما لو كان الفكر الإسلامي ضعيفًا لدى مختلف شرائح المجتمع الفلسطيني.
تصريحات الرجوب في حق الأشقاء المسيحيين، تتناسب مع المعايير والمفاهيم العلمانية، ونابعة من جوهر هذا الفكر؛ التي يرى أن الدين لا دخل له في السياسة، وأن الإسلام دين لا يلتقي مع الديانة المسيحية، ومن هنا فإن أصوات المسيحيين لا يجب أن تذهب لحركة إسلامية في الانتخابات البلدية، وبالتالي ما صرح به الرجوب يعتبر عاديا جدا من ناحية الفكر العلماني ولا غبار عليه.
إعادة تلفزيون فلسطين الرسمي، بث المقابلة التي أجريت مع الرجوب في التلفزيون المصري؛ دليل أن التلفزيون تنسجم توجهاته مع حالة الفكر العلماني، وهو من نفس المنبع الفكري الذي تحمله حركة فتح، وترى أنه الأنسب للمجتمع الفلسطيني من الفكر الإسلامي الذي بنظرهم يحيد المسيحيين واليساريين، ولا يعترف بهم.
تسببت مشاركة حماس غير المتوقعة في الانتخابات البلدية؛ بحالة من الصراع الفكري توج بتصريحات الرجوب، وأوجد حالة من الحراك القوي في الضفة الغربية، فالحملات السياسية والإعلامية المحمومة التي تجتاح الضفة والقطاع حاليا في إطار الانتخابات البلدية المقررة في 22 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، هي من أوجدت حالة من التفاعل الفكري وطرح الإنجازات والبرامج على الطاولة ليحكم الشعب أيهما أفضل وأقوى للحالة الفلسطينية؛ وأقدر على قيادة دفة السفينة لبر الأمان.
تصويت الأشقاء المسيحيين لحركة “حماس” لم يأت من فراغ؛ فالمسيحيّون في فلسطين المحلتة هم الأكثر وعيا؛ كونهم يعانون كما يعاني الشعب الفلسطيني، وقدموا خيرة أبنائهم على مذبح حرية فلسطين، وهم يدركون أن حماس قدمت وما زالت تقدم للشعب الفلسطيني، وهو ما جعل المسيحيين يصوتون لها.
حاليا؛ لا أحد ينكر أن ما يجري على الساحة الفلسطينية، عبارة عن حالة من الانهيار على مختلف المستويات ما لم يتم سرعة التدارك في الحالة الفلسطينية؛ فهناك عدم التفات دولي وعربي لها، وهو بسبب عدم رفع البندقية في وجه الاحتلال والاكتفاء برفع غصن الزيتون، التي كانت فتح سابقا ترفض رفع الغصن لوحده دون البندقية، فلكل فعل رد فعل، والاحتلال الرد الطبيعي عليه هو البندقية في فهم حركة فتح قبل “أوسلو”.
حالة من الضياع والتيه؛ هي محصلة كل من ينتهج غير الإسلام كحل لكل مشكلات الحياة، ومن بينها مشكلة تحرير فلسطين المحتلة، ففتح ترى أن الاحتلال قوي جدا، ومن العبث تقديم تضحيات مجانية بحسب فكرهم العلماني، لكن حماس ترى أن التضحيات هي مدروسة، وهي بالمحصلة تقود لتحرير فلسطين، والقوي لن تستمر قوته للأبد، وهذا وعد رباني بنصرة المؤمنين، بقوله تعالى “وكان حقا علينا نصر المؤمنين”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
كمائن المقاومة بالضفة.. تطورٌ نوعيّ يضرب المنظومة الأمنية للاحتلال
الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام مع بزوغ فجر أمس الاثنين استيقظ جيش الاحتلال على دوي انفجار مدرعة "نمر" ومقتل جندي وإصابة آخرين في كمين...
هيئة البث العبرية: الحكومة الإسرائيلية تقرر الانتقال للمرحلة الأخيرة من الحرب
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت هيئة البث الإسرائيلية، إن الحكومة الإسرائيلية أصدرت مساء اليوم الإثنين قراراً بالموافقة على الانتقال...
لليوم الـ269.. القسام يواصل استدراج جنود العدوّ وقنصهم
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تواصل كتائب الشهيد عز الدين القسام لليوم الـ 269 على التوالي، التصدي للقوات الصهيونية المتوغلة في عدة محاور من قطاع...
أنصار الله يستهدفون 4 سفن تابعة لأميركا وبريطانيا وإسرائيل
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت جماعة أنصار الله اليمنية، الاثنين، تنفيذ 4 عمليات عسكرية نوعية، استهدفت 4 سفن تابعة لأميركا وبريطانيا...
سرايا القدس تبث مشاهد تفجير آليات إسرائيلية برفح
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام بثت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– مشاهد من تفجير مقاتليها عددا من العبوات الناسفة في آليات...
إصابة 3 مواطنين في هجوم للمستوطنين جنوبي نابلس
نابلس – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب ثلاثة مواطنين، اليوم الاثنين، في هجوم للمستوطنين على قرية عصيرة القبلية جنوب نابلس....
حزب الله يستهدف مواقع عسكرية إسرائيلية في الشمال المحتل
بيروت – المركز الفلسطيني للإعلام أعلن حزب الله، الاثنين، استهداف عدة مواقع ومبان عسكرية شمال الأراضي المحتلة، فيما واصلت الأخيرة تنفيذ غارات جوية...