الأحد 11/مايو/2025

الموقف الصهيوني من الوطن البديل في الأردن

الموقف الصهيوني من الوطن البديل في الأردن

قبل بضعة أيام، حل رئيس الوزراء الأردني الأسبق، زيد الرفاعي، ضيفا على منزل ابنه (هو أيضا رئيس وزراء سابق) سمير الرفاعي، مع مجموعة من كبار السياسيين. “المحادثات بين إسرائيل والفلسطينيين لن تعطي ثمارا”، بشر الرفاعي الأب الحاضرين. ولم تُسمع أقواله بخيبة أمل، بل استقبلت حتى بالرضا. فمنذ نحو أسبوعين وكبار المسؤولين الأردنيين، بمن فيهم رئيس الوزراء الأسبق والسفير في إسرائيل الأسبق، معروف البخيت، رئيس مجلس الأعيان، عبد الرؤوف الروابدة وشخصيات أخرى من القيادة السياسية ممن تنصت أذن الملك عبد الله لهم، ضغطوا لاتخاذ سياسة فاعلة في المحادثات الجارية بين إسرائيل والفلسطينيين.
وتخوف تلك الشخصيات، والذي اشركوا فيه الملك، هو ألا يصمد الفلسطينيون أمام الضغط الأميركي، فيقدموا تنازلات تأتي على حساب الأردن. “مرة أخرى بدؤوا يتحدثون في الأردن عن الخوف من “الوطن البديل” ومن أن يصبح الأردن الدولة الفلسطينية”، قال لـ “هآرتس” مصدر اردني مقرب من أولئك السياسيين.
يكمن مصدر القلق الأردني في مسألة اللاجئين، أو الأدق، في مكانة نحو مليوني لاجئ فلسطيني يحمل معظمهم هوية أردنية، آلاف اللاجئين الذين يحملون جوازات سفر أردنية ولكنهم ليسوا مواطنين، ولاجئين من غزة لا يحملون هويات. “حسب المعلومات التي لدينا، تقترح الولايات المتحدة تعويض الأردن عن “فترة الاستضافة” التي مكث فيها اللاجئون في الأردن منذ 1948 شريطة أن يبقى هؤلاء اللاجئون في الأردن وألا يطالبوا بالتعويض”، قال المصدر. إذا كان ثمة بالفعل اقتراح كهذا، وإذا ما أُخذ به، فمعناه هزة عميقة للميزان الديمغرافي في الأردن، وعمليا، فقدان هويتنا الأردنية”، على حد تعبيره. على خلفية هذه المخاوف أقيم في الأردن مجلس خاص يضم إلى جانب السياسيين الكبار رئيس المخابرات، فيصل الشوبكي، رئيس مكتب الملك عماد الفاخوري، رئيس البرلمان ورئيس مجلس الأعيان. ويفترض بهذا المجلس أن يصيغ موقف الأردن ومطالبه ويعرضها على وزير الخارجية الأميركي جون كيري.
القلق الأردني الذي ترافق وتلميحات علنية في أن محمود عباس يدير قناة محادثات سرية مع الأميركيين من خلف ظهر الأردن، دفعت عباس لأن يبعث بعباس زكي، المسؤول عن الملف العربي في (م.ت.ف) إلى لقاءات تهدئة مع الروابدة وبخيت، للتأكيد لهما أن ليس هناك أي قناة سرية وأن كل اتفاق يتحقق لن يكون على حساب الأردن. كما أن هذا كان هدف لقاء نتنياهو مع الملك عبد الله، ولكن مشكوك أن تنجح هذه المحادثات في تهدئة قيادة الحكم في الأردن. “للمفاوضات مثلما للحرب يجب أن يأتي المرء جاهزا. محظور الدخول إليهما دون ذخيرة ودون خطة. ومثلما خسرنا في حرب 1948 لأنها جاءت في توقيت غير مناسب، هكذا قد نخسر المعركة السياسية إذا جاءت في وقت غير مناسب”، حذر هذا الأسبوع معروف البخيت في محاضرة ألقاها في جامعة عمان. وعلى حد قوله فان المفاوضات الحالية تأتي بينما الجبهة العربية غير موحدة، وكل دولة تعنى بشؤونها الداخلية، ولا يمكن عرض موقف عربي يسند الفلسطينيين، ومن هنا التخوف من أن يضطر الفلسطينيون للخضوع للضغوط، ولا سيما في مسألة اللاجئين. ولكن أكثر من القلق من نجاح الفلسطينيين في الاتصالات، فإن خوف الأردن من الفاتورة السياسية التي ستعرض عليه. فمع أن الأردن يؤيد حل الدولتين، ولكنه لن يؤيد بأي حال أن يكون هو واحدة منهما.
يرفض الأردن أيضا إمكانية أن تحتفظ قوات إسرائيلية أو أميركية بغور الأردن، ولكنه قلق أيضا من أن تحتفظ قوات فلسطينية وحدها بالحدود. وقد اقترح الأردن في حينه شراكة قوات فلسطينية وأردنية تقوم بأعمال الدورية على جانبي الحدود وتستعين بتكنولوجيا أميركية، ولكن الاقتراح غير مقبول من إسرائيل، التي تطالب بأن تحتفظ لنفسها بالغور بل وربما ضمه. ولكن على حد مصادر في الأردن، فإن مسألة الغور هي “فنية في جوهرها، ومن السابق لأوانه البحث فيها، ولا سيما على خلفية مشروع القانون الإسرائيلي لضم الغور، المشروع الذي إذا ما أُقر فانه بكل الأحوال سيقوض المفاوضات”.
هآرتس، 12/2/2014

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات