الثلاثاء 06/مايو/2025

الجريحة نداء أبو دقة.. عندما يصبح الحق في العلاج أمنية

الجريحة نداء أبو دقة.. عندما يصبح الحق في العلاج أمنية

على كرسيها المتحرك ذي العجلات الأربع الذي لازمها منذ أكثر من عامين تجلس، بعدما اغتالت طائرات الاحتلال طريقة حياتها وأجلستها أسيرة لهذا الكائن الغريب الذي دخل حياتها فجأة.

ومن بين ركام القصف الإسرائيلي الذي استهدف منزلها الواقع بمنطقة الفراحين شرق محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة، خرجت نداء لتلتقطها أيادي طواقم الإسعاف وتنقلها إلى المستشفى.

نداء أبو دقة (23 عاماً)، أصابتها شظايا قذيفة صهيونية في أنحاء جسدها أدت إلى شلل تام في الجزء السفلي من جسدها، لتبقى طريحة الفراش.

عامان من العجز التام مضت على حالة المصابة نداء، اغتالت خلالها كل الأحلام التي كانت تتمناها وجعلتها في عداد ذوي الاحتياجات الخاصة.

لا زالت الشابة أبو دقة تستطيع تحريك أصابع قدميها، وتشعر بوخز الإبر؛ ما يدلل على أن أعصابها لا تزال تعمل.

ولم تستسلم نداء لحالتها أو تفقد الأمل في إمكانية عودتها للسير على قدميها والعودة إلي حياتها السابقة، لا سيما بعد أن إخبارها من الأطباء أن حالتها يمكن علاجها في واحدة من الدول الأجنبية.

مبادرة وأمل
 أحمد، شقيق نداء، أطلق مبادرة بصحبة عدد من الزملاء الصحفيين لتصوير مقطع فيديو ونشره على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي حول حالة أخته، وذلك لأنّ العلاج حق أساسي لها كمواطنة فلسطينية.

ويقول أحمد (26 عاماً) لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “أطلقنا الكثير من المناشدات ولم يلتفت إلينا أحد، حتى نتمكن من علاج أختي نداء التي يمر على معاناتها عامان على التوالي”.

وبعد جهد كبير استجابت دائرة العلاج بالخارج لهذه المناشدات، وعملت على تحويلها إلى مستشفى خاص بالضفة المحتلة لعلاجها.

وتم تحويل الجريحة أبو دقة إلى رام الله لمحاولة مساعدتها، حيث تمكث في مستشفى مسلم التخصصي في رام الله، ليبلغها الأطباء بعدم قدرتهم على توفير العلاج لها.

محاولة ثانية
صدمة كبيرة حلت بنداء بعد إبلاغها من الدكتور المختص بحالتها أنه لا علاج لها في مستشفيات الضفة، وأنه من الممكن إرجاعها لقطاع غزة.

أعلنت الجريحة نداء إضرابها عن الطعام حتى إشعار آخر بسبب الإهمال الملحوظ بحالتها من دائرة العلاج بالخارج، وطالبت رئيس السلطة محمود عباس وأصحاب الاختصاص للاهتمام بحالتها الإنسانية.

وقالت أبو دقة في منشور نشرته عبر صفحتها على “فيسبوك” أنها تتأمل أن ينظر الرئيس والمسؤولون إلى حالتها الإنسانية بعينِ من الرحمة والوقوف بجانبها.

استجاب رئيس السلطة محمود عباس  لمناشدتها، وأبدى استعداده لنقلها للعلاج في أي مكان يوفر نجاح عمليتها الجراحية، وأرسل موافقته على التكفل بنفقات علاجها.

وكان رجل الأعمال الفلسطيني محمد الجراح قد أعلن بتبرعه بعلاج نداء في أي دولة في العالم، ويضع شيكا مفتوحا تحت تصرف وزارة الصحة.

الأطباء أكدوا حسب شقيقها أحمد أنّ علاجها ممكن وحالتها قابلة للعلاج والشفاء لكن في دولة مثل ألمانيا، غير أنّ عائلتها لا تتمكن من دفع مصاريف العلاج نظرة للتكلفة العالية للعملية التي تتجاوز 20 ألف دولار.

ويؤكّد أبو دقة، أنّ عائلته لا تملك لشقيقته سوى الدعم المعنوي، ومحاولتهم أنّ يهونوا عليها من أزمتها النفسية بعد أنّ طلقها زوجها بعد شهرٍ واحد من إصابتها.

معاناة
والد نداء العاطل عن العمل، طرق كل الأبواب في سبيل إرجاع البسمة على شفاه ابنته، وتمكينها من السير على قدميها.

ويقول الوالد الذي أصيب بغضروف في ظهره بسبب حمله لنداء لتقضي حاجتها طيلة العامين لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “ناشدت كل الجهات المعنية، من أجل التخفيف من معاناة نداء ومعاناتنا الأكبر معها.. لا أستطيع دفع وتحمل تكاليف العلاج، ولا حتى شراء حاجياتها الخاصة بحالتها الصحية”.

وأوضح الوالد المكلوم أن السلطة الفلسطينية لم تصرف حتى الآن راتب جرحى لنداء لنتمكن من شراء الأدوية ومستلزماتها.

أما والدة نداء التي ترافقها خلال رحلة متعبة وشاقة في مشافي الضفة الغربية، فلا تزال الدموع والحسرة ترافقها طيلة الرحلة، بسبب الحالة النفسية التي وصلت إليها نداء.

وتتمنى الوالدة حسب ابنها أحمد أن ترى ابنتها تسير على قدميها، وتستطيع بعد فترة من الزمن أن تساعد نفسها وتريح العائلة من الحالة الصعبة التي يمرون بها بسبب حالة ابنتهم نداء، إلى جانب الحالة الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها سكان قطاع غزة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

48 شهيدا و142 جريحا في غزة خلال 24 ساعة

48 شهيدا و142 جريحا في غزة خلال 24 ساعة

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة بغزة، اليوم الثلاثاء، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 48 شهيدا، و142 جريحا وذلك خلال 24 الساعة الماضية...