الأربعاء 26/يونيو/2024

أيوب قرا.. صندوق علاقات إسرائيل مع العرب

أيوب قرا.. صندوق علاقات إسرائيل مع العرب

عين رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو، قبل أيام عضو الكنيست الدرزي عن حزب الليكود “أيوب قرا” في منصب وزير الاتصالات، كسابقة في إيلاء هذا المنصب لشخص غير يهودي، ليفتح ذلك الباب أمام تسليط الضوء على هذه الشخصية الصهيونية ذات الأصول العربية.

وبحسب مصادر خاصة ترتبط بعلاقات مع الوزير قالت، لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”، إن أيوب قرا، وبخلاف أعضاء كنيست آخرين، وقيادات درزية أو عربية مرتبطة بالاحتلال، فإن هذا الشخص يدير من الباطن شبكة علاقات واسعة وغريبة مع أنظمة عربية لصالح دولة الاحتلال، تجعل من عالمه السري أكبر بكثير من مجرد الحديث عن عضو كنيست ليكودي من أصول درزية.

وتشير المصادر، أن قرا يمتلك وثائق ومراسلات، اطلع عليها إعلاميون وشخصيات في إطار حواراته خارج دائرة الإعلام، توضح وجود علاقات وطيدة جدا تربطه مع بعض الأنظمة، وكثير منها يعدّ هو عرابها ومفتاحها، وهو ما يجعله رقما في الليكود، ومقربا جدا من نتنياهو ودوائر الاحتلال الاستخبارية.

حين استنجد به القذافي
ونقل أحد المصادر، لمراسلنا، (أطلعه “قرا” على مراسلات سرية من الزعيم الليبي السابق معمر القذافي، عقب اندلاع الثورة ضده)، يطلب منه القذافي اللقاء مع مبعوث له في ألمانيا، حيث عقد لقاء بين “قرا” ومبعوث القذافي، وأعلن فيه الأخير استعداد ليبيا للانخراط في علاقات دبلوماسية مع “إسرائيل”، مقابل دعمه في وجه معارضيه، واعتراف الغرب بشرعيته، “ولكن الوقت كان متأخرا على عقد هكذا صفقة”، وما زال “قرا” يحتفظ برسائل هاتفه النقال مع القيادة الليبية آنذاك.

كما يستعرض “قرا” وثائق وعشرات الصور التي يعج بها منزله، حول لقاءات مع قادة في منطقة التحرير الفلسطينية قبل “أوسلو” بفترات طويلة، وفي ذروة الثورة الفلسطينية، وكيف يسّرعلاقات لهم داخل وخارج دولة الاحتلال مع حكومة “إسرائيل”، حيث كانوا يعدّونه ممرهم لعلاقات مع الاحتلال.

وعلى الرغم من الوثائق والصور ورسائل الهواتف النقالة التي يحتفظ بها “قرا” ويتباهى بها في لقاءاته غير الرسمية، فإنه أيضا لا يخفي في تصريحاته الرسمية ذلك.

ففي مقابلة له مع موقع المصدر في (10-12-2016)، يشير “قرا” إلى علاقات جيدة تربط رئيس السلطة محمود عباس ورئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، بالرغم من أنهما يتراشقان إعلاميا في العلن، ويقول: “عالم آخر من التعاوُن التجاري والاقتصادي بين الجانبَين، والذي يتم بهدوء وفي الظلّ، في حين أن نتنياهو وعباس يستمران في التراشق علنيا”.

وأكّد القرا، في لقاء مع صحيفة «ذا ماركر» النسخة الاقتصاديّة لصحيفة «هآرتس» في الأول من يناير عام 2017 إلى أنه، “يدير شبكة علاقات واسعة لصالح إسرائيل مع أنظمة عربية، وأن هذه الدول لا تعتبر القضية الفلسطينية على أجندتها، وأن محور التعاون والأولويات يرتكز فقط على إيران والجماعات الإرهابية ما يجعل إسرائيل لا تفكر أصلا في البدء في عملية تفاوض سياسية حول القضية الفلسطينية”، ونوه إلى “أنّ زيارة وفد حاخامات (حباد) لأحد الدول العربية جاءت بدفع من إسرائيل ومنه شخصيًا”.

وبحسب  الوزير القرا، فإنّ “العلاقات ستتطور بين الدول العربية وإسرائيل بعدما يتولى الرئيس الأمريكيّ المنتخب، دونالد ترمب (لم يكن ترمب قد تولى منصبه وقت المقابلة)، مهماته في البيت الأبيض، وسنشهد اتفاقًا يضم إسرائيل إلى جانب هذه الدول، حول آلية دفاعية (مشتركة) وجهاز ضد الإرهاب وآخر ضد إيران”.

ويعرج في سرده لأدواره، بدخول دولة الاحتلال على خط الدروز في سوريا، ودعمهم في السويداء بسبب قربهم من الحدود وفشله في حمايتهم بإدلب، ما أدى لتهجيرهم بسبب بعدها عن الحدود، منبها، إلى أنه كان وراء قرار حكومة الاحتلال بالسماح باستقبال جرحى سوريين بهدف حماية الدروز، ولكن استفاد من ذلك آخرون”، على حد قوله.

وفي مقابلة له مع القناة العبرية الأولى في (4-2-2017) أكد “قرا” مرة أخرى، “أنّ القضية الفلسطينيّة بالنسبة للعرب المُعتدلين باتت غير مهّمة، كاشفًا النقاب، أنّ السياسة الإسرائيليّة الحاليّة تعمل على عقد مؤتمرٍ دوليٍّ بمشاركة الدول العربيّة السُنيّة المعتدلة، مُوضحًا أنّ الهدف الاستراتيجيّ للدولة العبريّة في سياستها الخارجيّة هو عقد اتفاقيات سلام مع هذه الدول، ومن ثمّ التفرّغ لحلّ القضيّة الفلسطينيّة، وزعم أنّ القضية الفلسطينيّة غيرُ موجودةٍ على أجندة الدول العربيّة”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات