الأربعاء 07/مايو/2025

قرية أسدود

قرية أسدود

قرية عربية تقع شمالي الشمال الشرقي لغزة على الطريق الرئيسة للسهل الساحلي و ترتبط بالقدس بطرق معبدة فيها محطة سكة حديد يمر بها خط القنطرة – حيفا
نشأت القرية على ربوة ترتفع 42م فوق سطح البحر ، وتبتعد عن شاطىء البحر المتوسط نحو 5كم عن نهر صقرير الذي يمر بشمالها في طريقه البحر المتوسط ويرجع تاريخ أسدود كما دلت الحفريات الأخيرة ، إلى القرن السابع عشر قبل الميلاد وسكانها الأولون هم العناقيون وهم من القبائل الكنعانية التي سكنت الساحل الفلسطيني وجنوب فلسطين في العصور القديمة وقد أطلق العناقيون على المدينة اسم ( أشدود ) بمعنى الحصن وكانت أسدود منذ ذلك الزمن القديم ميناءً هاما و مركزاً تجارياً . و في القرن الثاني عشر قبل الميلاد نزل الفلسطيون الساحل الفلسطيني و جعلوا أسدود إحدى مدنهم الخمس الرئيسة ومركز عبادة إلههم داجون . وفي حوالي عام 1050ق. م. هاجم اليهود أسدود ، ولكن الفلسطيين انتصروا عليهم إنتصاراً باهراً في معركة رأس العين قرب يافا واستولوا على ( تابوت العهد ) الذي كان يحفظ فيه اليهود شرائعهم ، ووضعوه في هيكل داجون ، وبعد ذلك بحوالي ثلاثة قرون هاجم عزاريا ملك يهودا المدينة مرة أخرى وهدم أسوارها . وقد دلت الحفريات الأثرية التي جرت في الستينات من هذا القرن على أن أسدود الفلسطينية كانت على جانب كبير من الحضارة و الغنى المادي . وقد اكتشفت فيها أختام كتبت بخط غير معروف و ألواح وأوان دينية مختلفة . بيد أن وقوع المدينة على الطريق الساحلي الذي يصل بين سوريا و مصر جرّ عليها كثيراً من ويلات الحروب وخاصة تلك التي نشبت بين الآشوريين و المصريين . ففي سنة 734ق.م. استسلمت المدينة إلى تغلات بلاسر الثالث ملك أشور . وفي سنة 715ق.م. نشبت فيها ثورة ضد الآشوريين بتحريض من شاباقا فرعون مصر ، فأرسل صارغون الثاني ملك أشور قواته لمحاصرتها ، من اقتحام المدينة وإخضاع ملكها ، و أسكن فيها مستوطنين آشوريين زى و أصبحت أسدود من ثم عاصمة لولاية آشورية . و في عهد لأشور بانيبال ( 668- 625ق.م. ) فرض بساميتكوس فرعون مصر الحصار على أسدود . ووصف المؤرخ هيرودوتس هذا الحصار بأنه أطول حصار في التاريخ ، لأن المصريين لم يتمكنوا من أخذها ألا بعد 29 سنة ( 659- 630ق.م ) .
وفي القرن السادس قبل الميلاد كانت لأسدود عاصمة الفلسطينيين مدينة مزدهرة للغاية مما جعل هيرودوتس يسميها ( مدينة سوريا الكبرى ) . ولما استولى الفرس على مصر في أواخر هذا القرن استولوا في طريقهم على أسدود وكل فلسطين . وقد قاوم أهالي أسدود إرجاع اليهود ي الموالي للفرس بالفلسطينيين في أسدود الذين كانوا يتكلمون بلسان غير يهودي ، وهاجم زواج اليهود من بنات أسدود الوثنيات . وفي القرن الرابع قبل الميلاد قبل الميلاد وقعت أسدود تحت سيطرة الإسكندر المقدومي وبقيت في العصر الهليني عاصمة لمنطقتها ، وعرفت إذ ذاك باسم أزوتوس Azotus . وعلى الرغم من أن أسدود عانت النزاعات المستمرة بين البطالسة ( ر: البطالمة ) و(ر: السلوقيون) خلفاء الإسكندر في مصر و سورية فإنها شاركت في إزدهار المدن في العصر الهليني . ولا شك ، كما يقول العالم باير G.Beyer ( أن ضخامة المدينة ، وكذلك اتساع المنطقة التابعة لها ، كانا السبب الذي دعا اليهود الذين تسيطر عليهم شهوة التوسع إلى الإنقضاض عل المدينة في عهد المكابيين) . ففي سنة 165ق.م. استولى المكابيون على المدينة وهدموا هيكلها وجعلوها ، هي وضواحيها من قرى ومزارع ، طعمة للنار ، وفي عام 63ق.م. دخل الرومان البلاد واستولى القائد الروماني بومبي على أسدود وجعلها جزءاً من ولاية سورية . ووجد الرومان أسدود مدينة مهدمة ، فأعاد القائد غابينيوس بناءها سنة 55ق.م. وأرجع لها رونقها القديم وما لبث أغسطس قيصر إمبراطور روما أن وهبها هيرود الكبير الذي تركها بوصية منه على أخته سالومي . وأوصت سالومي بها على ليفيا أخت أغسطس التي أورثتها بدورها الامبراطور طيباريوس . في سنة 38م تنصر سكان أسدود مع غيرهم من سكان الساحل الفلسطيني مع أسدود على قيسارية . وفي القرن الرابع للميلاد كانت أسدود مركز أبرشية ، واشترك أسقفها الأول سيلفانوس في مجمع نيقية سنة 325م . وفي عام 400م كانت أسدود مركزاً لمقاطعة تشمل قرى كثيرة منها عاقر وقطرة وإدنبة . وتدلنا خريطة مادبا على أنه كان هنالك في العصر البيزنطي ، على جانب مدينة أسدود التي كانت تدعى أزوتوس هبوم مدينة أخرى هي أزوتوس بارالياس أو أسدود على البحر . وهذه المدينة الأثرية القديمة هي المعروفة باسم ( مينة أسدود ) أو ( مينة القلعة ) كما سميت في العهد الإسلامي . دخلت أسدود في حوزة العرب المسلمين في القرن السابع الميلادي . وقد ذكرها كتاب المسلمين القدامى باسم أزدود . ويذكر ابن خرداذبة في المسالك و الممالك ( القرن الثالث الهجري ) أن ( أزدود ) كانت محطة على طريق البريد بين مصر والشام ، ويذكر المقدسي في أحسن التقاسيم ( أزدود ) بين البلدان التي كان فيها ربط للمسلمين محصنة بالأبراج على الشواطئ الفلسطينية في القرن الرابع الهجري . ويبدو أن أسدود فقدت أهميتها القديمة مع الوقت فلما احتلها الصليبيون في القرن السادس الهجري / الثاني عشر الميلادي لم يجدو فيها سوى قرية صغيرة . وقد عسكر الصليبيون سنة 512ه/ 1118م حول أسدود مدة ثلاث أشهر . ويعتقد أن القائد الصليبي فولك الأنجوي حصن المدينة سنة 543ه/1148م . من الآثار الإسلامية في أسدود مسجد أقيم على مزار سلمان الفارسي الصحابي المعروف في عهد الظاهر بيبرس سنة 667ه/ 1268م . ومقام الشيخ المتبولي وهو ولي مشهور مصري الأصل رحل إلى أسدود إثر خلاف بينه وبين السلطان المملوكي قايتباي ، ثم مات فيها سنة 877ه/ 1472م وقد عمر المقام سنة 1275ه/ 1858م . وفي أسدود أيضاً مقام يعرف بمقام أحمد أبي الإقبال ، وهو شخص لا يعرف عنه أهل البلدة شيئاً . وعلى مقربة من أسدود . وعند مصب نهر صقرير المجاور لها تلة صخرية عليها مقام للنبي يونس . وكان في أسدود في أوائل القرن الحالي مسجد جامع يدعى جامع سيدي عامر . وفي هذا الجامع عمود رخامي أبيض قديم يسند أقواس البناية . وجنوبي الجامع خرائب خان قديم جميل . وحول القرية في أماكن مختلفة عدد من الأعمدة المتكسرة المتناثرة وعدد من الخرب التي تضم أثاراً من بقايا أسدود القديمة . كانت مساحة الأراضي التابعة لأسدود أيام الإنتداب البريطاني 47.871 دونماً . منها 1.016 دونماً للطرق والأودية و 2.487 دونماً ملكها الصهيونيون . وتتوافر مقومات الزراعة الناجحة في هذه الأراضي ، لخصب التربة ، وهطول الأمطار الكافية ، ووجود الآبار التي تراوح أعماقها بين 16 و 34م . وأهم منتجاتها الزراعية الفواكه والحبوب . وبخاصة الحمضيات والعنب والتين والقمح . وكانت الزراعة الحرفة الرئيسة للسكان . تتلوها حرفة التجارة ، إذ كان يقام في أسدود كل يوم أربعاء سوق يؤمها سكان القرى المجاورة . جذب موقع أسدود الهام وموضعها الطبيعي السكان للإقامة فيها ، فنما عدد سكانها من 2.566نسمة عام 1922إلى 3.138نسمة عام 1931 ، وإلى 4.630نسمة عام 1945 . وتوسعت القرية عمرانياً حتى أصبحت مساحتها في أواخر الإنتداب 131 دونماً ، يشغلها أكثر من 850 بيتاً . واشتملت القرية على مسجدين ومدرستين واحدة للبنين وأخرى للبنات . بالإضافة إلى المحلات التجارية المختلفة . دمر الصهيونيون القرية عام 1948 وأقاموا على أراضيها مدينة وميناء أشدود .

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين

جنين – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب 4 مستوطنين عصر اليوم الأربعاء، في عملية إطلاق نار استهدفت سيارة قرب مدينة جنين، قبل أن ينسحب منفذ العملية من...