الأحد 04/مايو/2025

الجزائر تقيم جنازة رسمية لرفات قادة المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي

الجزائر تقيم جنازة رسمية لرفات قادة المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي

نُظّم بالعاصمة الجزائر، اليوم الأحد، مراسم دفن رسمية، لرفات 24 من قادة المقاومة الشعبية ضد الاستعمار الفرنسي، وصلت -الجمعة- من فرنسا، بعد قرابة 170 سنة على احتجازها.

وأشرف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون على مراسم الدفن في مقبرة “العالية” بالعاصمة، رفقة كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين في البلاد.

وتضم هذه المقبرة الواقعة في الضاحية الشرقية للعاصمة بمربع شهداء الثورة الجزائرية، جثمان الأمير عبد القادر الجزائري، رمز مقاومة الاستعمار، وشخصيات بارزة شاركت في “ثورة التحرير” (1954-1962) ورؤساء الدولة السابقين.

وكانت حشود من الجزائريين توافدت طوال السبت، لإلقاء تحية أخيرة على هؤلاء الأبطال الوطنيين الذين استعيد رفاتهم بعد نحو 170 عاماً.

وصباح الأحد، نقلت توابيت رفات المقاومين في موكب من قصر الثقافة مفدي زكريا بالعاصمة وهي مسجاة بالأعلام الجزائرية على متن مركبات عسكرية زينت بالورود لتجوب بعض شوارع المدينة وصولا إلى المقبرة.

وتقدم الموكب الجنائزي رئيس الجمهورية، الذي كان قبل ذلك ترحّم على أرواح رموز المقاومة الشعبية بقصر الثقافة، حيث نقلت إليه الرفات فور وصولها من فرنسا صبيحة الجمعة، وعرضت هناك للسماح للمواطنين بإلقاء النظرة الأخيرة عليها.

واختارت السلطات الجزائرية، الأحد، الذي يوافق الذكرى الـ 58 للاستقلال (5 يوليو 1962) موعدًا رمزيًّا لدفن هذه الرفات (24 صندوقا يضم جماجم كاملة وأجزاء من جماجم سميت رفاتًا).

وكانت الجزائر التي خضعت للاستعمار الفرنسي طوال 132 عاماً (1830 – 1962)، طالبت رسمياً باستعادة الرفات ومحفوظات أخرى.

ووفق روايات تاريخية؛ فإن الاستعمار الفرنسي عمد منتصف القرن التاسع عشر، بعد إخماد ثورات شعبية ضد احتلاله في الجزائر، إلى قطع رؤوس قادة المقاومة ومرافقيهم انتقاما منهم، ونقلها لفرنسا إلى أن عرضت في متحف “الإنسان” بباريس.

والخميس، نشرت وزارة المجاهدين (قدماء المحاربين) بيانا أكدت فيه أن المفاوضات مع فرنسا بدأت في يونيو/ حزيران 2016، وكانت معقدة، وشكلت لجنة علمية من الجانبين لتحديد هوية هذه الجماجم والرفات، وأن العملية متواصلة لتحديد البقية.

وكان النواب الجزائريون تبنوا في 23 حزيران/يونيو الماضي، قانونا “تاريخيا” ينص على اعتماد الثامن من أيار/مايو يوما للذاكرة؛ تخليدًا لذكرى مجازر 1945 التي ارتكبتها القوات الفرنسية في مدينتي سطيف وقسنطينة (شرق).

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات