الجمعة 09/مايو/2025

سلفيت.. استهداف استيطاني مكثف

سلفيت.. استهداف استيطاني مكثف

يلحظ الزائر إلى محافظة سلفيت شمال الضفة الغربية الأولى من الوهلة الأولى حجم التوسع الاستيطاني الكبير الذي تعاني منه المحافظة؛ فعلى طول الطريق إلى المحافظة لا تخلو رؤوس الجبال من المستوطنات الممتدة على مد البصر، فضلا عن الطرق الرئيسة والالتفافية واللافتات العبرية الممتدة على طول الطرق.

 فقد أصبحت شوارع المحافظة شبيهة بشوارع مدن الداخل المحتل، في حين أطلق نتنياهو عليها اسم “شرفة تل أبيب”؛ للدلالة على أهمية المحافظة بالنسبة لحكومة الاحتلال.

استهداف مكثف
وحول الواقع الاستيطاني في المحافظة، يقول تامر ريان رئيس بلدية قراوة بني حسان التابعة للمحافظة: إن بلدته كغيرها من بلدات سلفيت محاطة بالاستيطان بشكل كبير، ومن الجهات كافة، وخاصة أن سلفيت من أكثر المحافظات استهدافا من الاستيطان بعد محافظة القدس إن لم يكن الاستهداف الاستيطاني لها مشابهًا للاستهداف بالقدس، حسب قوله.

ونبّه إلى أن المحافظة تشهد أيضا صراعا ديمغرافيا كبيرا، حيث يحاول المستوطنون فرض واقع ديمغرافي استيطاني على المحافظة، فعدد المستوطنين أعلى من عدد السكان العرب فيها.

وأرجع الباحث في شؤون الاستيطان خالد معالي أسباب الاستهداف الاستيطاني الكبير لمحافظة سلفيت، إلى نظرة الاحتلال لمحافظة سلفيت كنزا استراتيجيا لكونها جاثمة فوق أكبر حوض مائي في فلسطين التاريخية، وهو حوض الماء الغربي.

 وقال معالي: “الحديث يجرى عن استغلال هذا الحوض والسيطرة عليه وعلى منابعه كافة، بالإضافة للعديد من الموارد الطبيعية الأخرى التي يطمع بها الاحتلال مثل الحجر الأبيض الذي يستخدم للبناء، والأحراش الطبيعية، وبالتالي ينظر لها نظرة اقتصادية واستراتيجية.

وتعد سلفيت الأعلى من حيث الاستيطان بعد القدس، حيث يوجد فيها 25 مستوطنة مقابل 18 تجمعا سكانيا فلسطينيا، ويقدر عدد المستوطنين فيها بمائة ألف مستوطن مقابل 90 ألف مواطن فلسطيني.

ونظرا لتداخل أراضي محافظة سلفيت مع العديد من المحافظات شمال الضفة وتداخل أراضيها مع رام الله الواقعة وسط الضفة، يسعى الاحتلال من خلال التوسع الاستيطاني فيها لفصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها وفرض واقع استيطاني جديد من شأنه تقسيم الضفة وشرذمتها، وفصل المدن والتجمعات الفلسطينية عن بعضها بعضًا، كما قال معالي.

مؤسسات ومخططات
ومما يدلل على مدى اهتمام الاحتلال بمحافظة سلفيت وجود جامعة استيطانية، وهي جامعة مستوطنة أرئيل، التي تعد الجامعة الاستيطانية الوحيدة بالضفة الغربية، بالإضافة إلى مجمع صناعي استيطاني، وهو مجمع بركان الاستيطاني.

وينهج الاحتلال العديد من الأساليب للسيطرة على أراضي المحافظة؛ مثل الحجج الأمنية، وأملاك الدولة، فضلا عن ادعاء وتزوير عمليات شراء الأراضي.

وتبلغ نسبة الأراضي التي يسيطر عليها الاحتلال من سلفيت 70% من أراضيها البالغة 204 كيلومترات مربعة.

ومن أهم مخاطر التوسع الاستيطاني في سلفيت تحكّم الاحتلال بمفاصل الضفة الغربية، وتحكّمه بأهم مورد طبيعي فيها وهو الماء.

كما تعاني أراضي سلفيت من انعكاسات خطيرة على البيئة وتلويثها جراء مخلفات مجمع بركان الاستيطاني، وانتشار الخنازير البرية التي يطلقها المستوطنون لتخريب المحاصيل الزراعية، وهو ما انعكس بدرجة كبيرة على الإنتاج الزراعي للمحافظة، ما أدى لتراجعها وفقرها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

عشرات الآلاف يؤدون صلاة الجمعة في الأقصى

عشرات الآلاف يؤدون صلاة الجمعة في الأقصى

القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام أدى عشرات آلاف الفلسطينيين صلاة الجمعة، في المسجد الأقصى المبارك وباحاته، وسط تشديدات وإجراءات مكثفة فرضتها...

1000 شهيد و6989 مصابًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

1000 شهيد و6989 مصابًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام وثق مركز معلومات فلسطين "معطي" استشهاد 1000 فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر...

اعتقال 4 فلسطينيين من الخليل

اعتقال 4 فلسطينيين من الخليل

الخليل – المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الجمعة، 4 فلسطينيين خلال اقتحامات متفرقة في مدينة الخليل جنوبي الضفة...