السبت 10/مايو/2025

هادي وعبد الرحمن عبد النبي .. شهيدا انتظار الفجر

هادي وعبد الرحمن عبد النبي .. شهيدا انتظار الفجر

كان المواطن محمود عبد الفتاح عبد النبي وأسرته ينتظرون أذان الفجر بعد تناولهم طعام السحور في منزلهم في جباليا البلد، عندما استهدفت طائرات الاحتلال المسجد المجاور ليلحق الدمار بمنزلهم ويستشهد طفلان من الأسرة، ويصاب باقي أفرادها بجروح.

ولا تزال فصول الجريمة حاضرة وعالقة في أذهان العائلة، التي لا يزال أفرادها لا يصدقون كيف نجوا من الموت المحقق الذي طال الطفلين الشهيدين الطفلين هادي وعبد الرحمن، وهم داخل منزلهم المجاور من الناحية الشمالية لمسجد صلاح الدين الواقع وسط الحي، والمكون من 4 طوابق.

في انتظار الفجر
يقول أبو سامر عبد النبي لمراسلنا: “تناولنا طعام السحور، وكنا ننتظر أذان فجر يوم الخميس (24-7) كي نؤدي الصلاة في مسجد صلاح الدين المجاور، وفجأة شاهدنا ضوءًا أحمر يملأ المنزل، والغبار أصبح في كل مكان، وبدأ يتطاير الركام على منزلنا البسيط”.

منزل عائلة عبد النبي هو بيت بسيط مسقوف بالصفيح، ومساحته لا تتجاوز 100 متر مربع يعيش فيه أبو سامر وأسرته المكونة من 8 أفراد، وكذلك أسرة شقيقه المكونة من 6 أفراد، إضافة إلى والدتهما.

أشار أبو سامر إلى بقايا المنزل، وقال: “كل هذا الركام تساقط علينا، لم نستطع الحركة، ولم أكن أتمكن من رؤية شيء.. مرت دقائق حتى بدأت تنزاح سحب الدخان والغبار، وكان العديد من الجيران تجمعوا وبدؤوا بانتشالنا”.

وذكر أنه تحامل على جراحه التي أصيب بها في رأسه وقدميه ليتمكن من استكشاف المأساة التي وقعت، فقد قصفت طائرات الاحتلال المسجد ودمرت طابقين منه، وتطاير ركامهما على المنازل المجاورة موقعاً المأساة.

هادي وعبد الرحمن
وأضاف “القصف أدى إلى استشهاد طفل شقيقي هادي عبد الحميد عبد النبي (4 أعوام) ، خلال عملية إسعافه ونقله للمستشفى، وطفلي عبد الرحمن (عام ونصف) الذي عثر عليه بعد ساعتين، فيما أصيب باقي أفراد أسرتي بجروح من بينهم طفلي يزال شاهر (9 أعوام) الذي لا يزال في حالة خطيرة يتلقى العلاج في الخارج، حيث أصيب بكسر في الجمجمة.

ليتني استشهدت وبقيا
أما الحاجة فاطمة أحمد عبد النبي (67 عاما) فلا تكاد تغادرها دموعها حزناً على فقد حفيديها هادي وعبد الرحمن، وقلقها على شاهر الذي يعاني من إصابات خطيرة، وقالت: “الحمد لله يا ابني .. قصفوا بيت الله ودمروا بيتنا على رؤوسنا .. كان يمكن أن نكون شهداء ولكن نجونا ليستشهد الصغيران، ليتني أنا استشهدت وهم بقوا”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات