السبت 10/مايو/2025

صواريخ غزة.. رسالة رفض لـاتفاقية العار

صواريخ غزة.. رسالة رفض لـاتفاقية العار

بينما كان البيت الأبيض يحتضن، بالعاصمة الأمريكية واشنطن، حفل توقيع اتفاق التطبيع بين دولة الاحتلال، وكل من الإمارات والبحرين، كانت صواريخ المقاومة المُنطلقة من غزة، تدك مدينة “أسدود” المحتلة، موقعة 13 إصابة في صفوف المستوطنين ردًّا جعلى خروقات الاحتلال.

الفلسطينيون الذين كانوا يتابعون بغضب عبر شاشات التلفزة ما يجري في البيت البيض، لم يكونوا قادرين عن التعبير عن غضبهم هذا بغير هذه الصواريخ التي شفت صدورهم، بحسب مراقبين.

هذه الصواريخ التي انطلقت من غزة متجاوزة مسافة 45 كيلو متر لتدك قلب مدينة “اسدود” الاستراتيجية بالنسبة لدولة الاحتلال، كان لها صدى في البيت الأبيض قبل “تل أبيب”.

قرار شجاع

وعدَّ الكاتب والمحلل هشام ساق الله، أن إطلاق الصواريخ في هذا التوقيت هو قرار شجاع وجريء، أفسد على الأطراف المشاركة في التوقيع على اتفاق التطبيع في البيت الأبيض فرحتهم.

وقال ساق الله وفقا لتقرير لوكالة “قدس برس”: “هذه الصواريخ أثبتت أن الحل السياسي والاتفاق يبدأ مع فلسطين وليس مع الدول التي تطبع مع الاحتلال ويدعون أنهم حريصون على شعبنا الفلسطيني”.

وأضاف: “ينبغي أن يكون لنا أظافر ندافع بها عن أنفسنا، والمقاومة الشعبية وحدها لا ترد على الطغيان الصهيوني، ولو قمت الآن بعمل استطلاع رأي عن مدى رضى الفلسطينيين عن إطلاق هذه الصواريخ ستجد أن 100 في المائة من الفلسطينيين مع هذه الصواريخ”.

وتابع: “هذه الصواريخ التي أطلقت أفسدت حفل ترمب والدول المطبعة والكيان الصهيوني، وبصقت المقاومة الفلسطينية في وجوه الدول التي حضرت المؤتمر إضافة إلى المطبعين أنفسهم”.

وشدد على أنه لا بديل عن المقاومة المسلحة وضرب المحتل بكل الطرق والوسائل التي يمكن أن تتاح للشعب الفلسطيني ومقاومته، مشيرا إلى أن المقاومة الشعبية توحد الشعب الفلسطيني، ولكنها غير كافية لرد العدوان.

وقال ساق الله: “هذه الصواريخ رسالة قوية لكل العالم، وخاصة إلى هؤلاء المطبعين ومن يدعمون الولايات المتحدة من أجل نصرة الكيان الصهيوني على فلسطين، ودعمهم لتحقيق أ٠حلامهم التوراتية”.

استهداف اتفاق العار

وعد المختص في الشؤون الإسرائيلية عاهد فروانة، أن الصواريخ التي أطلقت من غزة، “لم تستهدف عسقلان وأسدود فقط؛ بل كان الهدف الرئيسي هو احتفال ترمب ونتنياهو بتوقيع اتفاقيتي التطبيع مع الإمارات والبحرين”.

وقال فروانة في مقال له بعنوان: “قذائف صاروخية فوق البيت الأبيض”: “التطور الجديد في القذائف الصاروخية أنها استطاعت اختراق القبة الحديدية، وأوقعت إصابات في صفوف المستوطنين، ما يعني أننا انتقلنا إلى مرحلة تصعيد أعلى، وهو ما تحدث عنه المراقبون داخل دولة الاحتلال مع نهاية التصعيد الطويل نسبيا قبل أسبوعين، وأكدوا أننا بانتظار التصعيد الجديد خلال فترة قصيرة، ويبدو أنها كانت أقصر مما توقعوا”.

وأضاف: “نتنياهو الذي سمع صوت صافرات الإنذار من هاتف مرافقه، وغانتس الحزين لعدم اصطحابه لحفلة التوقيع، أمام تحدٍّ جديد مع غزة، ويبدو أننا سنكون أمام موجة عدوان أكبر من التي شاهدناها في فترات ماضية، لأن هذه القذائف الصاروخية جاءت في توقيت حساس، وبالتالي سيكون الهجوم من طائرات الاحتلال أقسى، إلا أنه لن يخرج عن القواعد التي شاهدناها منذ نهاية حرب عام 2014 وخاصة مع أزمة كورونا، بمعنى قصف شديد ولكن لا يؤدي إلى التدحرج لحالة حرب، ما لم يحدث أي تطور يخرج الأمور عن السيطرة”.

أما الكاتب والمحلل السياسي شرحبيل الغريب، فقال عبر حسابه على “فيس بوك”: “فيما تصافح أيدي زعماء الخزي والعار أيدي المجرم نتنياهو ..تعبر غزة المقاومة بطريقتها رفضها لاتفاقيات العار برسالة النار، وتقصف الأراضي الفلسطينية المحتلة في أسدود ..تسلم الأيادي”.

رسائل هامة

ومن جهته قال الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون في تغريدة له على “توتير”: “تصر غزة أن تقسم شاشات التلفزة في العالم إلى نصفين، فحينما أعلنت القدس عاصمة للاحتلال؛ كانت مسيرات العودة تجتاح الغلاف وتشتبك بملحمة إنسانية قل نظيرها، واليوم حينما توجهت شاشات الإعلام نحو حفل التطبيع المشؤوم، قسمت غزة الشاشات بصواريخها التي دكت تجمعات العدو وأصابت مستوطنيه”.

وفي السياق ذاته، قال الكاتب والمحلل السياسي أيمن الرفاتي على صفحته على “فيس بوك”: “على الرغم من أن مطلق الصواريخ غير معلوم؛ إلا أن صواريخ غزة تحمل رسائل هامة من حيث المكان والزمان، من ضمنها رسالة لمن يعتقد أنه يمكن شراء الهدوء في القطاع بالمال، فهذا المال ينتزع انتزاعاً”.

ويأتي هذا التطور، بعد إطلاق صاروخ من قطاع غزة، سقط في مدينة أسدود الإسرائيلية، وتسبب في إصابة عدد من الإسرائيليين بجروح، وتضرر أحد المراكز التجارية.

وأُطلق الصاروخ من غزة، بالتزامن مع مراسم توقيع اتفاقي التطبيع بين “إسرائيل” وكل من الإمارات والبحرين في البيت الأبيض بواشنطن.

وعلى إثرها، شنت طائرات الاحتلال الحربية، صباح اليوم الأربعاء، سلسلة غارات جوية على قطاع غزة، تسببت في أضرار جسيمة في منازل المواطنين دون أن يبلغ عن وقوع إصابات في الأرواح.

وأطلقت المقاومة الفلسطينية صباحا، رشقة من الصواريخ تجاه المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، ردًّا على الغارات التي تعرض لها القطاع.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مقاومان بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً - مساء الجمعة- مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرته في منزل بمنطقة عين...