فتح حين تستقوي بإسرائيل

يبدو أن فصول البلطجة الفتحاوية ستدخل فصلاً جديداً كلما اشتد التضييق الصهيوني والعالمي على حماس، وكلما شعرت حفنة الزعران من حملة البنادق المشبوهة في الضفة أن ساعد حماس قد التوى قليلاً بفعل الاعتقالات الصهيونية الشرسة لقادة الحركة وكوادرها..
محاولة اغتيال رئيس الوزراء إسماعيل هنية كانت البروفة الأولى في مخطط الانقلاب الذي بات واضحاً أن ما يسمى بحرس الرئاسة سينفذه في المرحلة المقبلة، فالمعسكرات الأمريكية التي أقيمت لهذا الحرس في أريحا لم تكن عبثاً، والأسلحة التي وصلته بمباركة إسرائيلية لم تكن عبثاً أيضا..!
وفي رام الله تقمع هذه القوات المشبوهة مسيرة لحماس في ذكرى انطلاقتها ويتم إطلاف النار على المتظاهرين في مشاهد مخزية تعيد إلى الأذهان تلك التي تحصل على أيدي قوات الاحتلال في حملات الاعتقال العشوائية وفي تصديها للمسيرات والمظاهرات وما يرافق ذلك من اعتداءات وضرب وغير ذلك من إجراءات إرهابية قمعية، صرنا نشاهدها الآن تتكرر على أيدي ( أشاوس الغلابة ) في مدن الضفة..!
ولسنا ندري أين تكون هذه البنادق وأين يكون هذا الحرس حين تخرج عصابات فتح لتعيث في المؤسسات العامة خراباً وتحرق مقرات ومكاتب حماس في رام الله ونابلس وتعتدي على الممتلكات العامة والخاصة، وتجبر أصحاب المحلات على إغلاق أبوابها لأتفه الأسباب !!
بل أين يكون هؤلاء المجرمون حين تقتحم قوات الاحتلال المدن الفلسطينية وتعتقل وتغتال على مرأى منهم ومسمع..؟!
وبطبيعة الحال لم يتوقف الأمر عند حرس الرئاسة في غزة والضفة، بل إن قادة الميليشيات الفتحاوية يقفون إلى جانب هذه القوة في كل عمليات القمع التي تطال حماس ومؤسساتها ونشطائها..
ففي جنين حُرقت منصة الاحتفال الذي كانت تنوي حماس إقامته، وفي نابلس تم الاعتداء على مسيرة لحماس وأصيب ثلاثة من نشطاء حماس المشاركين فيها بجراح بعضها خطيرة، وأمام جامعة النجاح أطلقت النار على الطالب جعفر دغلس ابن الكتلة الإسلامية وأصيب بجراح بالغة أرقدته المشفى بين الحياة والموت.
ووصلت حالة الاستهتار وانعدام الحس الوطني والأخلاقي بأن تخرج حفنة من الكاذبين على وسائل الإعلام لتحمل حماس مسؤولية ما يجري وتتهمها بالمبادرة بإطلاق النار على أمن الرئاسة ؟!!
وغني عن القول إن أولئك الجبناء الذين كمنوا للمتظاهرين في رام الله ما كانوا ليجرؤوا على فعلتهم الشنيعة تلك لو كانوا يعلمون بوجود سلاح لدى المشاركين في المسيرة..!
فهؤلاء أجبن وأوضع من أن يستطيعوا الوقوف أمام من يمتلك السلاح، لأن عضلاتهم وعربدتهم لا تظهر إلا على العزل من أبناء شعبنا، أما أمام السلاح فهم يستحيلون فئراناً مذعورة ونعامات تنفر من صفير الريح.
والغريب والمستهجن في الأمر أن ذلك يجري على مرأى ومسمع من (السيد الرئيس) بل وبمباركته ربما، وهو الذي طالما قدم نفسه راعياً للنظام ومحارباً للانفلات !!
وإلا ما معنى أن تشن حملة فتحاوية شرسة وسافرة على حماس بالتزامن مع الحملات الصهيونية التي تستهدف الحركة وتعمل باستمرار على إضعافها وخصوصاً في الضفة لكي تحول بينها وبين إعادة بناء جهازها العسكري؟!
ما معنى أن تحتشد فتح بقادتها وإعلامييها وأفرادها لتحميل حماس مسؤولية قتل أطفال بعلوشة بدون أدنى دليل أو حجة سوى تلك الأكاذيب التي ترددها المنظومة الإعلامية الصفراء لفتح ؟!
ما معنى أن يأتي هذا التصعيد الداخلي قبل خطاب عباس وخطوته الانقلابية القادمة وبعد جولة ناجحة لرئيس الوزراء وظهور بوادر لانفراج الأزمة ؟!
هؤلاء ليسوا فقط انقلابيين، بل هم أذناب إسرائيل بلا منازع ويدها الضاربة ورهانها الأول والأخير..
هؤلاء لحديو فلسطين الجدد الذين لا يستأسدون إلا على المجاهدين والشرفاء، ويتحركون تحت سمع وبصر ومباركة إسرائيل..
هؤلاء شركاء إسرائيل وأمريكا في التحضير لشرق أوسط جديد خالٍ من محاور الصمود وقوى الممانعة.
هؤلاء هم عار كبير على فلسطين وشهدائها وشرفائها، وهم أخطر مليون مرة من العملاء الظاهرين، لأنهم يتحركون باسم الوطنية الزائفة ويلتحفون رداءها في كل تحركاتهم المشبوهة..
هذه هي فتح الجديدة كما تريدها أمريكا، فتح التي تنكرت لتاريخها ونصبت المتصهينين قادة لها، فتح التي هُمش شرفاؤها عن مواقع القرار،وأصبح دم شهدائها ورقة انتخابية في يد الفاسدين والمتآمرين، فتح التي لم تعد ترى خصوماً لها إلا حماس فعبأت أفرادها ومنسبيها بجرعات من الحقد وحقنت أدمغتهم بكل عوامل المضي نحو المواجهة مع حماس واستسهال قتل مجاهديها وحرق مؤسساتها وقمع نشاطاتها، حتى لو كان الأمر يجري بمباركة إسرائيلية وبالاعتماد على إفرازات الاحتلال وتوظيف حربه على حماس من أجل إنهاك الحركة والمساهمة في استهدافها بلا وازع من ضمير أو حس وطني مسؤول.
هذه باختصار فتح كما يُراد لها أن تكون، مع اعتذارنا للشرفاء منها الذين أصبحوا رقماً هامشياً لا وزن له ولا تأثير أمام المؤامرة الكبرى التي تجري.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس: اغتيال المقاومين في الضفة لن يزيد شبابها الثائر إلا مزيداً من الإصرار على المواجهة
الضفة الغربية – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة حماس أن سياسة الاحتلال الصهيوني باغتيال المقاومين وتصعيد استهدافه لأبناء شعبنا في الضفة الغربية؛...

الأمم المتحدة تحذّر من استخدام المساعدات في غزة كـ”طُعم” لتهجير السكان
المركز الفلسطيني للإعلام حذّرت هيئات الأمم المتحدة من مخاطر استخدام المساعدات الإنسانية في قطاع غزة كوسيلة للضغط على السكان ودفعهم قسرًا للنزوح، مع...

الإعلامي الحكومي: الاحتلال يُهندس مجاعة تفتك بالمدنيين
المركز الفلسطيني للإعلام قال المكتب الإعلامي الحكومي، إن سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" تواصل ارتكاب جريمة منظمة بحق أكثر من 2.4 مليون مدني في قطاع...

حماس تردّ على اتهامات السفير الأمريكي: أكاذيب مكررة لتبرير التجويع والتهجير
المركز الفلسطيني للإعلام رفضت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تصريحات السفير الأمريكي لدى الاحتلال، مايك هاكابي، التي اتهم فيها الحركة بالتحكّم...

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس
نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مقاومان بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً - مساء الجمعة- مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرته في منزل بمنطقة عين...

حماس تثمّن قرار اتحاد نقابات عمال النرويج بمقاطعة الاحتلال
المركز الفلسطيني للإعلام ثمنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قرار اتحاد نقابات عمال النرويج بمقاطعة الاحتلال الصهيوني وحظر التجارة والاستثمار مع...

صاروخ من اليمن يعلق الطيران بمطار بن غوريون
المركز الفلسطيني للإعلام توقفت حركة الطيران بشكل مؤقت في مطار بن غوريون، بعد صاروخ يمني عصر اليوم الجمعة، تسبب بلجوء ملايين الإسرائيليين إلى...