مواجهات في طولكرم بعد اقتحامها من الاحتلال

أصيب عشرات المواطنين بالرصاص وحالات اختناق في مواجهات شديدة في وقت متأخر مساء الأربعاء (9-12)، مع قوات الاحتلال الصهيوني، التي اقتحمت مدينة طولكرم، شمال الضفة المحتلة، في أعقاب العملية البطولية قرب مستوطنة “افي حيفتس” التي أدت لإصابة مستوطن صهيوني عضو في منظمة إرهابية يهودية، مع زوجته.

وقالت مصادر محلية لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إن قوات الاحتلال اقتحمت مدينة طولكرم وضاحية ذنابة ومخيم نور شمس بشكل متزامن؛ حيث واجهها الشبان بالحجارة والزجاجات الفارغة.

وذكرت المصادر أن جنود الاحتلال أغلقوا مداخل طولكرم وأطلقوا الأعيرة النارية في الهواء واشتبكوا مع المواطنين، فيما شرعوا في حملة مداهمات وتفتيش واسعة بحجة البحث عن منفذي العملية الفدائية الذين تمكنوا من الانسحاب.

وقال مراسلنا، إن الشبان أغلقوا الطريق المؤدي لمستشفى ثابت ثابت في المدينة، ووضعوا المتاريس لمنع تقدم قوات الاحتلال نحو المستشفى فيما هاجموا الجنود في أكثر من موقع.

كما اندلعت مواجهات على مدخل مخيم طولكرم عقب اقتحام قوات الاحتلال للمخيم؛ حيث احتشد الشبان وهاجموا الجنود بالحجارة في محاولة لتشتيتهم وإفشال عمليتهم العسكرية، وتكرر الأمر في مخيم نور شمس.

وكذلك اقتحمت قوات الاحتلال بلدة شوفة، المقام على أراضيها مستوطنة افي حيفتس، حيث مسرح العملية، وداهمت تلك القوات منزل المواطن طارق السعدي.

وقال شهود عيان لمراسلنا إن وحدات مشاة اقتحمت بالتزامن مع ذلك الحي الشرقي لمدينة طولكرم، وتمركزت قرب مسجد زيد؛ حيث اندلعت المواجهات الواسعة، وأطلقت قوات الاحتلال النار والغاز بكثافة في المنطقة.

وبحسب الشهود فإن قوات الاحتلال اختطفت شابين من أحد المقاهي وسط مدينة طولكرم دون أن تعرف هويتهما، في حين تشهد المدينة حالة من التوتر.

وفي قضاء طولكرم أفاد مواطنون لمراسلنا أن قوات الاحتلال اقتحمت مشتلا زراعيا قرب مدخل قرية فرعون وفتشوه وكمنوا بداخله.

من جهة أخرى، اقتحمت وحدات المستعربين حي ذنابة جنوب طولكرم وداهموا المقبرة الغربية وأحاطوا بسيارة مشتعلة قرب مدخل المقبرة.
 
وقالت مصادر محلية، إن قوات الاحتلال تشتبه بأن السيارة التي تم تنفيذ الهجوم فيها قد تركها المنفذون وأضرموا فيها النيران قبل انسحابهم من المنطقة.

وذكر شهود عيان أن جنود الاحتلال ووحدات من هندسته العسكرية، أغلقوا المنطقة التي تواجدت فيها السيارة المحترقة، التي على ما يبدو تم إحراقها لإخفاء أي بصمات أو آثار للمهاجمين.

وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال فرضت طوقاعسكريا حول الضاحية وفرضت حظر التجول،  وشرعت باستجواب المواطنين واقتحام منازلهم وتفتيشها بشكلواسع بحثا عن المقاومين منفذي العملية.

وقال شهود عيان إن قوات الاحتلال اعتقلت فتيةوأطفالا في الحي بعد اندلاع مواجهات فيه، فيما تقتحم المنازل والمحال التجارية بحثاعن كاميرات تصوير لأخذ تسجيلاتها ومحاولة الوصول للمقاومين.

وفي تطور لاحق، فرضت قوات الاحتلال منع التجول على بلدات جنوب مدينة طولكرم، فيما  تشهد المدينة  مواجهات متصاعدة في أكثر من محور؛ حيث  وصلت المشافي إصابات بالرصاص والغاز المسيل للدموع جراء المواجهات المستمرة مع تلك القوات.