مشروع التصفية
أن المتابع لما ورد عن الأمم المتحدة يجد أن المصائب أكثر من المنافع للفلسطينيين وقد ساوت بين الضحية والجلاد وبين الظالم والمظلوم وقد حولت القضية الفلسطينية من قضية سياسية عادلة إلى قضية تعاطف وتضامن مع الفلسطينيين، وقد أصدرت سيل من القرارات الدولية لم تلزم إسرائيل بها، وضربت بها عرض الحائط بمباركة ودعم دولي أيضاً.
إن ذهاب عباس وفريقه إلى مجلس الأمن من أجل المطالبة بترسم حدود فلسطين على حدود حزيران عام 1967م هو بمثابة إقرار بملكية “إسرائيل” لــ 78% من مساحة فلسطين التاريخية والقبول بــ 22% من مساحة فلسطين لإقامة دولة فلسطينية عليها، والتأكيد من قبل فريق عباس بأن هذه الجولة هي آخر جولات المطالبة بالحقوق الفلسطينية، وهذا التنازل سيكون موثقا بالمعاهدات الدولية وعلى مشهد ومرأى العالم بأسره.
هذه الخطوة تأتي من قبل فريق عباس في ظل انقسام وشرخ وطني فلسطيني وعدم موافقة ليس من “حماس” الخصم الأكبر لمحمود عباس وفريقه، بل من الكل الفلسطيني وأيضاً من شركاء محمود عباس في منظمة التحرير مثل “الجبهة الشعبية والديمقراطية” والأدهى من ذلك هو أن حركة فتح التي يرأسها “عباس” غير موافقة عن مشروع القرار وتؤكد على لسان السيد جمال محيسن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح أنه لا يجوز أن يقدم هذا المشروع من غير التعديل عليه وأن المشروع بصيغته الحالية غير فلسطيني وقد عرض على مركزية فتح عبر الإنترنت ووضعت عليه ملاحظات، كما عرض وبشدة الأسير مروان البرغوثي أبرز قيادات حركة فتح توجه عباس بالمسودة الحالية للمشروع.
فمشروع القرار بصيغته الحالية والآلية التي تحرك فيها عباس وفريقه إنما تنم عن انفراد واضح في تحديد مصير القضية الفلسطينية ومغامرة بالشعب وقضاياه وحقوقه التاريخية دون إشراك كافة الأطراف الفلسطينية، كما أنه ينم عن أزمة حقيقية لمشروع أوسلو بعد اصطدام المفاوضات بالصخرة الصهيونية، وتنامي القناعة عند فريق عباس بأن المفاوضات فاشلة ولا يمكن أن يحققوا من خلالها شيئاً للشعب والقضية، هذا ما دعاهم للتوجه إلى مجلس الأمن حتى لا ينتهي هذا المشروع بصفر إنجاز.
وختاماً نستطيع القول إن ذهاب محمود عباس إلى الأمم المتحدة في غياب واضح للمساندة الشعبية وهو يحمل غصن الزيتون بكلتا يديه فقط هو خطأ استراتيجي، لأن المقاومة والبندقية هي التي تعطي القوة والشرعية للسياسي الفلسطيني كي يفاوض من موطن قوة، وكان الأولى به ألا يتحرك إلا وفق رؤية ومشروع وطني يجمع عليه الكل الفلسطيني.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
الاحتلال يُعلن مقتل ضابط وجندي من لواء جفعاتي شمال قطاع غزة
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح الخميس، مقتل قائد فصيل في لواء "جفعاتي"، وجندي من اللواء ذاته، وإصابة 3 آخرين،...
الموساد: تسلمنا من الوسطاء رد حماس على مقترح الهدنة وسندرسه
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام قال جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد)، إن الوسطاء نقلوا لفريق التفاوض رد حركة حماس على مقترح...
هنية يجري اتصالات مع قطر ومصر وتركيا بشأن وقف إطلاق النار بغزة
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة المقاومة الإسلامية حماس، ليلة الخميس، إن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية أجرى خلال الساعات الأخيرة...
لليوم الـ 271.. القسام يوقع قوة صهيونية في كمين محكم ويفجر دبابتين
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام تواصل كتائب الشهيد عز الدين القسام لليوم الـ 271 على التوالي، التصدي للقوات الصهيونية المتوغلة في عدة محاور من قطاع...
مسؤولة في إدارة بايدن تستقيل رفضا لسياسة أمريكا بدعم العدوان على غزة
واشنطن – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت المساعدة الخاصة بوزارة الداخلية الأمريكية مريم حسنين، استقالتها من منصبها، تنديدًا بسياسات إدارة الرئيس جو...
خبيرتان أمميتان: محاكم الاحتلال في الضفة توفر غطاء لتعذيب الفلسطينيين
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام قالت خبيرتان بالأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، إن "النظام المزدوج للمحاكم الإسرائيلية بالضفة الغربية المحتلة،...
أونروا: أطنان من النفايات تحاصر خيام النازحين وسط قطاع غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، اليوم الأربعاء، إن أطنانا من النفايات باتت تحاصر خيام النازحين...