الأحد 04/مايو/2025

الاستيطان يخنق قريوت.. معظم أراضيها مصادرة والزحف تجاه مناطق (ب)

الاستيطان يخنق قريوت.. معظم أراضيها مصادرة والزحف تجاه مناطق (ب)

بعد أن التهم الاستيطان معظم أراضي بلدة قريوت جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، ومنع الاحتلال البناء في مناطق (ج)، تتجه عيون المستوطنين الآن صوب مناطق (ب) لسلب ما تبقى من أراضي هذه البلدة المنكوبة بالاستيطان.

وما كشف عن أطماع المستوطنين هو مشروع بدأه مجلس قروي قريوت مؤخرا لشق طرق زراعية تصل إلى منطقة “بطيشة” الواقعة غربي البلدة، والمطلة على مستوطنة “عيليه”.

فلم تكد آليات المجلس القروي تبدأ عملها، حتى هاجم عشرات المستوطنين العمال، واعتدوا بالضرب على اثنين منهم، قبل أن تتدخل قوات الاحتلال وتجبر العمال على وقف العمل ومغادرة المكان.

وبعد أقل من أسبوع، عاد العمال لاستئناف عملهم، لكن قوات الاحتلال داهمتهم وأجبرتهم على وقف العمل بالقوة وتحت تهديد السلاح.

وتحتوي منطقة “بطيشة” في قريوت على مساحات واسعة من الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون الرومية، وتعد المتنفس الوحيد المتبقي من أراضي قريوت الزراعية التي يستطيع الأهالي الوصول إليها بحرية؛ لكونها تقع في المنطقة (ب) الخاضعة للسيطرة المدنية الفلسطينية، حسب تقسيمات “أوسلو”.

استهداف ممنهج

وتعد قريوت إحدى القرى الفلسطينية المستهدفة من الاحتلال والمستوطنين استهدافا ممنهجا، حيث صودرت آلاف الدونمات من أراضيها لمصلحة بناء وتوسع المستوطنات المقامة على أراضيها.

وتقع على بعد 26 كم جنوب مدينة نابلس، وتقدر مساحتها بـ 20 ألف دونم، منها 14000 دونم تقع ضمن المناطق “ج” حسب اتفاقية أوسلو، أما المساحة التي يستطيع أهالي القرية البناء والتوسع فيها فتشكل 360 دونما فقط.

وتحيط المستوطنات بقريوت من كل الجهات، وهي تزحف باتجاه البلدة لتخنق وتقتل أي امكانية للتوسع والعيش الطبيعي لسكانها.

والمستوطنات المقامة عنوة على أراضي القرية هي: “عيليه” التي بنيت عام 1984 إلى الجهة الغربية من القرية وتمتد على 9 تلال، و”شفوت راحيل” والتي بنيت عام 1995، و”شيلو” التي بنيت عام 1979 في المنطقة الجنوبية.

ويضاف إلى ذلك 4 بؤر استيطانية، هي: “هيوفال”، و”جيفعات أرائيل”، و”كيدا”، و”عادي عاد”.

وصادرت هذه المستوطنات ما يزيد عن 14 ألف دونم، ­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­أي نحو 65% من أراضي قريوت.

وتهدف عملية التوسع الاستيطاني الممنهج في قريوت والقرى المجاورة لدفع السكان للهجرة بجعل أسباب العيش مستحيلة، لربط المستوطنات الثلاث المحيطة بالبلدة معا، لتشكل تجمعا استيطانيا كبيرا يمتد من مستوطنة “أرئيل” غربا، إلى الأغوار شرقا.

وسيشكل هذا التجمع عند اكتماله، كما يقول مختصون في شؤون الاستيطان، حزاما استيطانيا يفصل شمال الضفة عن وسطها، توازيًا مع مساعي فصل وسط الضفة عن جنوبها، ضمن خطة الاحتلال لتقسيم الضفة إلى ثلاثة معازل. 

طريق لحماية الأرض

ويكتسب الطريق الزراعي في منطقة “بطيشة” أهمية كبرى لحماية هذه المنطقة من أطماع المستوطنين.

ويقول مسؤولون في المجلس القروي: إن المزارعين كانوا يجدون صعوبة في الوصول إلى تلك المنطقة بسبب وعورة الطريق، وجاء هذا المشروع لتمكينهم من العناية بأراضيهم وفلاحتها، لحمايتها من التمدد الاستيطاني.

بدوره يقول الناشط في لجان مقاومة الاستيطان في جنوب نابلس بشار القريوتي: إن الأهالي مصرون على استكمال شق هذا الطريق، رغم إجراءات الاحتلال.

وأضاف قريوتي لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “ألا يكفي أن المستوطنات سرقت معظم أراضي قريوت، والآن يريدون منعنا من الوصول إلى مناطق (ب) وهي في وسط البلدة؟”.

ويتذرع الاحتلال بقرب هذه المنطقة من مستوطنة “عيليه”، لكن قريوتي يرفض هذا المبرر، خاصة وأن البلدة محاطة بثلاث مستوطنات وأربع بؤر استيطانية، وهذا ما يجعل كل المناطق بالبلدة قريبة من المستوطنات.

ويقول: “آخر بيت في البلدة لا يبعد سوى 150 مترا عن المستوطنة، وإذا أرادوا أن يبعدونا عن كل المستوطنات، فلن يكون هناك مكان نعيش فيه”.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات