الثلاثاء 06/مايو/2025

عزيز فتاش.. معاناة لا حدود لها بين سجون الاحتلال والسلطة (تقرير)

عزيز فتاش.. معاناة لا حدود لها بين سجون الاحتلال والسلطة (تقرير)

تشعر عائلة الشيخ عزيز فتاش بمرارة بعده عن البيت وتواصل اعتقالاته المتبادلة بين أجهزة أمن السلطة وقوات الاحتلال، فخلال ربع قرنٍ من الزمن عاش الجميع ظروفًا مريرةً، وغيبته “محاكم العدى” عن منزله لسنواتٍ وسنوات.

القصة التي نكشف عن بعض أحداثها بدأت في العام 1987 م مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى ولم تنته في أيلول (سبتمبر) 2012 م حين مددت محاكم السلطة اعتقاله لــ 15 يومًا، أما بقية التفاصيل، ففيما يلي من سطور.

إصرار على العلم رغم العقبات

تعرف مدينة سلفيت تمامًا ابنها الوفي عزيز إبراهيم عبد القادر فتاش، فالرجل الذي ولد فيها عام 1966 م، يعد من أبرز الوجوه الوطنية وخيرة المناضلين من “أبناء البلد”، وهو متزوجٌ وأبٌ لخمسة أبناءٍ بينهم ثلاثة من الذكور وبنتين.

ينتمي الشيخ عزيز لعائلةٍ معروفةٍ بحرصها على العلم والتعليم، وقد سار على هذا النهج، فالتحق بجامعة النجاح الوطنية ليدرس الشريعة الإسلامية في العام 1986م.

ومع اندلاع الانتفاضة المباركة الأولى في العام 1987، انخرط الشيخ عزيز في إدارة فعالياتها وتوجيه دفتها وصار من رموز التصعيد وفرسان السواعد الرامية لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” في مدينته سلفيت حتى اعتقلته قوات الاحتلال مبكرًا عقب اندلاع الانتفاضة وكان من أبناء الفوج الأول الذي افتتحت به سلطات الاحتلال سجونها.

تعاقبت مسيرة الاعتقالات بعد ذلك على حياة الشيخ فتاش، فأبو محمد لم يكد يتنسم هواء الحرية حتى تعود قوات الاحتلال لاعتقاله من جديد زاعمةً أن حريته بحد ذاتها هي الخطر على أمن دولتها المزعوم.

تسببت الاعتقالات المتلاحقة -والتي كان أبو محمد يمضي في بعضها فتراتٍ طويلةً بتأخير تخرجه من الجامعة- فقضى عشر سنواتٍ في رحاب “النجاح” حتى حصل على شهادة بكالوريوس في تخصص الشريعة عام 1996.

ورغم ما واجهه من متاعب في تحصيل شهادته العلمية الأولى، أبدى أبو محمد إصرارًا يحاكي عناد الفلسطينيين في مسيرهم صوب المستقبل رغم العقبات الكؤود، فالتحق بعد تخرجه في عام 1997 م ببرنامج الماجستير في جامعة النجاح ولم يستطع إكمال الدراسة أيضاً بسبب الاعتقالات المتكررة سيما بعد دخول سلطة الفلسطينيين الجدد على الخط.

رجل السجون

وللشيخ فتاش تجربةٌ ثريةٌ في الحياة الاعتقالية، فبالكاد تذكر سجنًا صهيونيًّا لم تطأه قدماه، حتى صارت كلمات “البوسطة” و”الأمتاناة” و”الشوتير” و”الخوفيش” -وهي عباراتٌ عبريةٌ لكلٍ منها دلالة اعتقالية- جزءًا من قاموس يومياته.

ويقول مقربون من أبو محمد، إن تجربة الشيخ عزيز في الاعتقالات ابتدأت منذ سنة 1987م بينما كان طالبًا في السنة الأولى في جامعة النجاح الوطنية، واستمرت بشكلٍ متقطعٍ ومتكررٍ حتى قضى في سجون الاحتلال أكثر من عشر سنوات.

وتسجل عائلة الشيخ فتاش في قاموسها أنه اعتقل آخر مرةٍ في سجون الاحتلال عام 2006 لكنها تعجز عن تسجيل عدد الاعتقالات الكبير لدى أجهزة أمن السلطة في الضفة الغربية حيث قضى أكثر من عامٍ ونصف العام في سجونها.

اعتقل أبو محمد آخر مرةٍ من قبل أجهزة السلطة يوم الثلاثاء (19-9-2012)، ويقول شهود عيانٍ من سلفيت إن فتاش كان متوجهًا إلى المسجد لصلاة العصر في ذلك اليوم حين أوقفته قوةٌ عسكريةٌ من جهاز “الأمن الوقائي” في الشارع وقامت بنقله لمقر الجهاز وهناك تم تمديد اعتقاله مدة 15 يومًا، انتهت فعاد الجهاز لتمديد اعتقاله مرةً أخرى يوم الخميس (4-9-2012) لمدة 15 يومًا أخرى دون ذكر التهم أو الأسباب التي اعتقل على خلفيتها.

الضحايا كثرٌ

ويبدي أهالي سلفيت تضامنهم مع الشيخ وعائلته وهم يعلمون أن كل من يمت لهم بصلةٍ يعاني ظلم الاحتلال وأجهزة السلطة معًا، فمحمد الابن البكر للشيخ فتاش معتقل في سجون الاحتلال دون محاكمة منذ تاريخ (23-5-2012) وهو طالب تمريض جامعة النجاح في سنته الدراسية الثالثة وهو معتقل سابق لدى جهاز “الأمن الوقائي” في سلفيت وأريحا.

وباعتقال أبو محمد امتدت المعاناة لشرائح أوسع في سلفيت، فالرجل يعمل معلمًا للتربية الإسلامية في مدرسة ذكور سلفيت الثانوية ويدرس طلبة الثانوية العامة (العامة) الذين باتوا أيضًا متأخرين في منهجهم الدراسي بسبب استمرار اعتقاله.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، مجزرة مروعة بحق النازحين، عقب قصف الطيران الحربي لمدرسة تُؤوي...