الخميس 08/مايو/2025

الانتفاضة استمرار وليست قطف ثمار

د.عصام شاور

إنتفاضة القدس ليست مشروعا سياسيا يمكن للسياسيين قطف ثماره ولكنها ببساطة انتفاضة شعب دخلت شهرها الرابع وستستمر بإذن الله ثم بإرادة شعبنا الذي قرر ان يغير واقعا صعبا اوجده الاحتلال الاسرائيلي وفاقمه الانقسام الداخلي، أي ان الشعب بأبطاله الصغار والكبار هم من يقود المرحلة وهم وقودها الى ان يفطن كبار القوم لاستثمار الفرصة الذهبية التي اتاحتها انتفاضة القدس. شعبنا الفلسطيني لن يسمح باي حال من الاحوال بأية استثمارات خاطفة و خاطئة للاستفادة مما تحقق خلال مئة يوم من الجهاد والتضحية.

بعد أن انتهينا من الجدل المقيت حول تعريف ما يجري ان كان انتفاضة او هبة واصبح الاجماع على انها انتفاضة بكل ما تعنيه الكلمة وربما تكون اقوى انتفاضة عرفها شعبنا لطبيعتها المغايرة للانتفاضتين السابقتين، بدأنا نسمع كلاما غريبا عن ضرورة عدم اراقة دماء ابنائنا مقابل لا شيء وان نوفرها للمستقبل، من يسمع هذا الكلام يعتقد ان الفلسطيني هو من يقتل اخاه ولا علاقة للمحتل الاسرائيلي بإراقة الدماء او جريمة الاعدام الميداني التي ينفذها بشكل شبه يومي، كما ان منفذي العمليات من ابطال شعبنا لا يستأذنون احدا قبل الاقدام على تنفيذ ما خططوا له في انفسهم.

الذين يطالبون بالتهدئة او وقف الانتفاضة عليهم مطالبة الاحتلال وقف جرائمه من بناء للمستوطنات وتهويد وتدنيس للقدس ومقدساتنا كلها، عليهم مطالبة السياسيين الفلسطينيين توفير حياة كريمة وامل في غد مشرق، هل هناك نهاية للنفق وهل هناك حلول سياسية في الافق ؟ ، اذا توفرت تلك قد تهدأ الانتفاضة ويتوقف الشباب عن التفكير في التخلص من الاحتلال بطريقته الخاصة تاركا المجال للسياسيين ليحققوا للشعب ما يطمح اليه وتحقيق المصالحة الداخلية هي اول خطوة يمكنهم ان يثبتوا من خلالها جديتهم في تغيير الواقع.

هناك حديث عن محاولات فلسطينية لعقد مؤتمر جديد للسلام وهذا يعني العودة الى المربع الاول الذي انطلقوا منه عام 1991 والمزيد من الاحباط لشعبنا، مثل تلك المحاولات ستشعل الانتفاضة اكثر فأكثر، تماما كما هو تأثير المناكفات اليومية هروبا من دفع استحقاقات الانتفاضة او الاستمرار في تجاهلها وتجاهل مصالح شعبنا.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات