بابا سنفور وميكي ماوس في مهمة خاصة بغزة

على غير اتفاقٍ تجتمع أشهر الدمى المحببة للأطفال “بابا سنفور-ميكي ماوس-أرنوب-فوكسي-بطوط-توم وجيري” وأخرى في حجرة ضيافة مدرس اللغة العربية هاني الشريف.
 
بدأت حكاية هاني (31 عاماً) مع الدمى عقب انتهاء الحرب على غزة عام 2009، حين شارك كمنشط في برامج التفريغ النفسي والترفيه للأطفال قبل أن يبدأ في تصنيع الدمى وبيعها عام 2015.

واشتهرت في غزة منذ بدء الحصار سنة 2006 وتوالي الحروب برامج الترفيه والتفريغ النفسي للأطفال باستخدام الدمى التي تعبر عن شخصيات كرتونية محببة لهم.
 
الحصار و الاختراع
لساعات طويلة يغرق الشريف في عالم طفولي خاص داخل حجرة الضيافة في شقته التي اشتراها حديثاً فيحولها إلى ورشة لصناعة الدمى مستخدماً الأقمشة الملونة والإسفنج والفلين.
 
ويضيف لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “في غزة الحصار أبو الاختراع، وليست الحاجة أم الاختراع؛ فقد شاركت ببرامج ترفيه سنة 2009، ولم نتمكن من شراء دمى لارتفاع ثمنها والذي وصل 1000 شيكل للدمية=263$ فبدأت مع أصدقائي تصنيعها محلياً”.

بالتجربة والخطأ تمكن من تصميم دمى بشكل مقبول، وقد عاش معها مصمماً وناشطاً حتى تلقى العرض الأول قبل عدة سنوات للمشاركة في صناعة 200 دمية لبرنامج الأونروا الترفيهي للأطفال.

ويتابع: “توظفت قبل سنوات مدرسًا للغة العربية، لكني بقيت على تواصل مع زبائني، وحولت حجرة الضيافة لورشة أصنع فيها الدمى، وعندما أنتهي أعيدها حجرة ضيوف”.
 
شخصيات كرتونية
على جدار حجرة الضيوف التي أجرى فيها مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” المقابلة ترقد دمى “بطوط-ميكي ماوس-بابا سنفور-أرنوب” صامتة تنتظر إشارة من هاني للحديث عنها.
 
كل ما يحتاجه من مواد ومعدات هو “المقص-المشرط-إبرة الخياطة” ليصنع من “الفراء-القماش-الإسفنج-الفلين والغراء” أشهر الشخصيات الكرتونية التي يصممها حسب طلب الزبون.
 
عن ذلك يضيف: “أفتش على الانترنت، وأستخرج صورًا كرتونية أصمم مثلها وأجمل، ومؤخراً تمكنت من استحداث شخصية الثعلب وهو هجين من شكل أرنوب وتويتي، وأنشر منتجاتي على صفحة فيسبوك أسميتها foxy”.
 
يرتدي هاني زي الدمية الثعلب قبل أن يؤكد أن أهم عقبات العمل هو توفير القماش الوبري بألوان زاهية أهمها الأصفر والزهري، وارتفاع ثمن القماش الفرو بسبب الحصار.
 
وتكمن اللمسات الفنية في رأس الدمية التي تعبر عن شخصيتها والتي تطور هاني في إجادة صناعتها مع مرور السنوات حتى أصبح مشهوراً لدى برامج الترفيه في المدارس والمؤسسات بينما يوكل مهمة حياكة الثوب لسيدة تكسب رزقها من هذا العمل.
 
مؤخراً صنع دمية ثعلب على مقاس الأطفال، وقد بدأ ابنه البكر عبد الله (6 سنوات) بارتدائها والمشاركة في برامج الترفيه في مدرسته، حيث لم يعتد الأطفال على دمى بمقاس صغير.
 
20 شخصية
وحسب خبرته في صناعة واستخدام الدمى؛ فإن أطفال غزة معجبون كثيراً بدمية “أرنوب-ميكي ماوس-بطوط”، حيث تمكن من تجهيز 20 شخصية ثمن الواحدة منها 300 شيكل=78$ وهو سعر أقل من نصف ثمن الدمية المستوردة.
 
ويقول هاني إن بعض الدمى تحتاج لوقت طويل لتجهيزها قد يصل لعدة أيام لا يقطع انشغاله معها سوى أطفاله الثلاثة الذين يلهون من حوله، فيما تنشغل زوجته معه في تصميم الدمية.
 
ويتابع: “الأطفال في مدن الملاهي كانوا يتركون الألعاب ويجرون وراء الدمى، واليوم عندما يزورني أولاد شقيقاتي وأشقائي يطلبون رؤيتها وارتداءها”.
 
 ووجد هاني على شبكة الإنترنت أشهر مصانع الدمى في أستراليا والصين، وحديثاً رأى صفحة لمصنع جديد في المملكة السعودية وهي تقدم دمى شبيهة لما يصنعه.