مليونا مستوطن في الضفة

منذ “نكسة حزيران” عام 1967، بدأ الاحتلال تنفيذ مخططاته التهويدية التوسعية على كامل الأرض الفلسطينية، وهيأ الضفة الغربية لتكون مستوطنة كبرى تضم عتاة المستوطنين المتطرفين، وسن أسوأ القوانين التي تضيّق الخناق على الفلسطينيين، وحوّل 60% من مساحة الضفة إلى أراض ممنوع استثمارها أو الاستفادة منها من قبل أصحاب الأرض، وفعلاً نفذت أدوات «إسرائيل» مئات عمليات الهدم في هذه المناطق، وهجرت قرى، وحطمت عائلات، وما زالت تمارس أبشع خططها.
قبل أيام قليلة، أحيا «الإسرائيليون» وثيقة استيطانية تدعو لحقن الضفة بمليوني مستوطن، والعمل على إحلالهم، وهذا يعني زيادة عمليات اقتلاع الفلسطينيين، ومضاعفة التنكيل الذي يتعرضون له جراء اعتداءات قطعان المتطرفين المتفاقمة، ما يعني نكبة جديدة على من بقي في الأرض المحتلة، وتهجيرهم وممارسة التطهير العرقي بحقهم.
هذه الوثيقة ليست شيئاً عابراً؛ إذ إن من وضع فصولها إسحاق شامير الذي ترأس حكومة الاحتلال لدورتين في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، ولكن من سار على نهجها وأعاد طرحها من جديد، هم من أعلى الهرم العصابي الحاكم في «إسرائيل» الآن، فوقّع عليها أعضاء «كنيست» ووزراء، كما تظاهر «إسرائيليون» أمام بيت بنيامين نتنياهو لتطبيقها على أرض الواقع، وهو يدل على أن الأوضاع تسير للأسوأ، خاصة أن نتنياهو سيخضع لهذه الضغوط لتحصيل تفوق في الانتخابات المقبلة، فهو يعلم يقينا أنه كلما أوغل ضد الفلسطينيين فإن حظوظه سترتفع.
وجاء في الوثيقة تعهد خطير، كتب فيها: «أتعهد بأن أكون مخلصاً لأرض «إسرائيل»، وعدم التنازل عن أرض الأجداد والآباء، كما أتعهد وألتزم بالعمل على تحقيق خطة تسوية؛ لتوطين مليوني يهودي بالضفة الغربية»، وهو يعني أن الفتات المتبقي من الأرض الفلسطينية، يقع ضمن الخطة الصهيونية، التي تسعى لاستعادة ما يسمى زورا «أرض الآباء والأجداد»، وهذا الذي يفسر زيادة وتيرة الاستيطان ومضاعفة التهويد وقلع الوجود الفلسطيني. ومن هذا المنطلق فإن أي حديث «إسرائيلي» حول سلام أو حل الدولتين هو ضرب من العبث، ومجرد ذر الرماد في العيون، ومحاولة لكسب الوقت، فعلى الأرض ما يكذب زيفهم، وادعاءاتهم.
وبالتالي، فإن المناداة بما يسمى «تسوية عادلة»، ودعوة الاحتلال إلى الخضوع لها، تضييع للوقت، والجهود. فالسلام مع الاحتلال لا يمكن أن يتحقق، ومن ينادي به فهو يحلم، والأحلام هي أمنيات خيالية لا وجود لها على الواقع، فالسلام بالنسبة له، هو تحقيق نبوءة «إسرائيل» الكبرى» على الأرض العربية من النيل إلى الفرات، وما دون ذلك فهم يرون أنهم في خطر داهم.
«إسرائيل» لن تخضع لأي تسوية، ولن تعيد شبراً واحداً للفلسطينيين أو العرب، لذا فعلى أصحاب الحق التنبه إلى هذه النقطة، والإدراك أن التعويل عليهم كمن يعول على الارتواء بماءٍ أجاج، فالاحتلال قطعاً لن يسمح بأي تقدم يمنح الشعب بعضاً من حقوقه. لذا فإن مقاطعته ووقف التنسيق معه، مطلب مهم في هذا الظرف، والتحول لمواجهته بكل الطرق والوسائل هو الأنجع والأنجح، لأن هذا العدو لا يفهم لغة الحوار، بل يخضع دوماً تحت ضربات النضال الموجعة، سياسياً وعسكرياً وشعبياً وعلمياً.
المصدر: الخليج الإماراتية
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

قوات الاحتلال تواصل تصعيدها الميداني في مخيمي طولكرم ونور شمس
طولكرم - المركز الفلسطيني للإعلام تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ 104 على التوالي، ولليوم الـ 91 على مخيم...

إصابة جنود إسرائيليين بصاروخ مضاد للدروع في حي الشجاعية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم السبت، بإصابة عدد من جنود جيش الاحتلال في قطاع غزة نيران المقاومة الفلسطينية. وقال...

جامعة كولومبيا تعلّق دراسة 65 طالبا احجوا ضد الإبادة في غزة
واشنطن - المركز الفسطيني للإعلام علقت جامعة كولومبيا دراسة 65 طالبا من "مؤيدي فلسطين" لمشاركتهم في احتجاج داخل المكتبة الرئيسية للجامعة يوم الأربعاء...

باكستان تطلق عملية “البنيان المرصوص” ضد الهند
إسلام أباد - المركز الفلسطيني للإعلام أطلقت باكستان فجر اليوم السبت، عملية عسكرية مضادة للهجمات العدوانية الهندية على أراضيها ومنشآتها العسكرية تحت...

لجنة أممية تحذر من خطر المجاعة والمرض على الفئات الهشة بغزة
جنيف - المركز الفلسطيني للإعلام قالت لجنة الأمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصري إن نفاد الغذاء في قطاع غزة، إلى جانب الدمار الواسع...

إصابتان برصاص الاحتلال وهجمات للمستوطنين في الضفة
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب شاب فلسطيني برصاص الاحتلال في بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم، فجر السبت، في الضفة الغربية المحتلة، إثر اقتحام...

“الجهاد الإسلامي” تنعى القائد بسرايا القدس الشهيد نور البيطاوي
جنين - المركز الفلسطيني للإعلام نعت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الشهيد نور عبد الكريم البيطاوي، القائد في "كتيبة جنين" التابعة لسرايا القدس،...