الخميس 08/مايو/2025

الرنتيسي شخصية لا تتكرر كثيراً

إبراهيم المدهون
يصادف اليوم الذكرى العاشرة لاستشهاد أسد فلسطين د. عبد العزيز الرنتيسي، حيث شكل استشهاده رحمه الله صدمةً فلسطينية وعربية وإنسانية على مستوى العالم فقد بكته العيون كأعز عزيز، فيعتبر بفكره وحضوره وتاريخه من أبرز القيادات التحررية الإنسانية، وشكل اغتياله جرحاً بالغاً ما زلنا نتجرع آلامه إلى يومنا هذا.

فالرنتيسي ولد قائداً وتميز منذ صغره وتقدم على أقرانه ونبغ بينهم منذ كان في سنواته التعليمية الأولى، بالإضافة لما تمتع به من ذكاء ملحوظ وروية وفهم لما يدور، فتجده رزيناً وهادئاً متأنياً وجريئاً في الوقت نفسه، لا يهاب أن يقول كلمة الحق في المواقف الصعبة والمعقدة مهما كانت التبعات خطيرةً، كما أنه امتلك رؤيةً ثاقبةً وبعيدةً زماناً ومكاناً، فما كان يتحدث به يحدث بعد أعوام وأعوام، وأصبحت كلماته شعارات يرددها الساسة والإعلاميون والخطباء من بعده، واتخذها الجمهور أقوالاً مأثورةً يستشهدون بها كحكمٍ وأمثالٍ شعبية.

والرنتيسي جمع بين العلم والعمل، والفقه والسياسة، وحفظ القران وتطبيقه، فامتلك قدرات أهلته ليُحفر اسمه بصخر المجد جيلاً بعد جيل، فقد تميز في دراسته وهو طبيب من أشهر أطباء خانيونس وغزة، وهو الضليع باللغة العربية والمتمكن منها وينظم الشعر الحكيم، كما أنه أجاد الإنجليزية والتحدث بها وشرح مواقفه بلسانها، زد على ذلك أنه فارس الخطابة والترجل وذو النبرة الواثقة والتعبير الحقيقي، يحرك قلوب الناس ويقنع عقولهم.

ورغم ما اشتهر به من حدية بالحق وصلابة في المواقف الصعبة، إلا أنه ليِّنٌ سهلٌ مع إخوانه وأحبابه، مجمِّع لا مفرِّق، موحدٌ لا مشتت يمتلك المبادرة وحل المعضلات الصعبة والمعقدة بسهولةٍ ويسر، فكان قادة الفصائل الوطنية والإسلامية يسلمون له الدفة عن طيب خاطر ويرتضون بمنطقه وحكمه.

ومع هذا كان متبسطاً لا يتكلف التعامل أو يترفع عن الناس، لا يمر على رجل أو عجوز إلا ووقف معه وحدثه واطمأن على حاله، ملتزم بمواعيده لا يتأخر عنها مهما كانت الظروف، وفي معظم الأيام يأتي قبل الجميع لينتظر المتأخرين.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات